أفكار في سطور

                                                  

                            أسماء محمد مصطفى

               


 " الحكومة ضد الحكومة "..
هذا العنوان العراقي بامتياز ، يذكرنا بعنوان فيلم " كرامر ضد كرامر " ، الحاصل على الأوسكار .. مع فارق القضية فيه عن تلك التي يدور حولها فيلم الواقع العراقي ..
يبدو أنّ هناك تنافسا محليا غير مكشوف عنه مع هذا الفيلم لنيل الأوسكار ، ولكن في السينما السياسية ..!
خطر في بالنا ذلك ونحن نلاحظ تندر العراقيين على "تأييد الحكومة للتظاهرات " ، ومن تعليقاتهم أنّ الحكومة ضد الحكومة ..
يُذكر أيضا أنّ هناك سلسلة من الأفلام تعرض خلال أيام الجمع  ، تقوم على كلمة ضد ، منها : السياسيون ضد السياسيين ، المسؤولون ضد المسؤولين ،  الرؤساء ضد الرؤساء .. الوزراء ضد الوزراء .. الأحزاب ضد الأحزاب ، الكذابون ضد الكذابين ، السرّاق ضد السرّاق .. وهلم جرا .. أهم شيء أن يكون الشعب راضياً وممتناً ، فكل العراق ، شعبا وحكومة وأحزابا ، في ساحة التحرير كل يوم جمعة ..

***

ـ من المهم أن تستهدف التظاهرات كل أنواع الفساد الذي ينخر في البلد .. وأن يكون شعارها ضرورة احترام إنسانية المواطن وحقوقه وعدم الاستخفاف به او محاولة خداعه والالتفاف على مطالبه المشروعة .

***

ـ الى مَن يقول إن لاجدوى من خروج مواطنين للتظاهر ، فلاشيء سيتغير بوجود الفاسدين المتشبثين بكراسيهم ، نقول كلاماً سبق أن قلناه ، وهو :
إنّ خروج المواطن في تظاهرات سلمية يطالب فيها بحقوقه في الحياة والكرامة والحرية يجسد مسألة اعتبارية مهمة بنظرنا وهو إن المواطن يجب أن يبدأ بتعويد الحكومة على إنه يمكن أن يكون سلطة ، لأنّ اعتياد الحكومات صمته هو الذي يدفع بها الى الطغيان والتمادي في إهماله وعدم احترام حقوقه .
إنّ الجهر بالمطالبات المشروعة ينبغي له أن يكون نهج الإنسان العراقي من غير أن يخاف ، فالخوف هو عدوه الأول ، والزمن الآن مؤهل ليكون بيد الإنسان وليطالِب باحترام حقوقه مثلما يؤدي واجباته .
نحن هنا لانطالب بتظاهرات عنيفة تستخدم فيها الحجارة والأسلحة وقد تؤدي الى إثارة الفتن ، فالفوضى لاتخدم الشعب ولا البلد ، بل تترك المجال مفتوحاً للانتهازيين والمتسلقين الذين قد يفكرون بأنهم قادرون على الضحك على عقول البسطاء والاستخفاف بهم واستغلالهم لتنفيذ أجنداتهم تحت شعارات جوفاء لاتسمن ولاتشفي من جوع .
لذا نتمنى أن تستمر المطالبات السلمية والمشروعة من غير استسلام للتعب وطول الانتظار ، فلابد أن يثقب الصوت مَن به صمم ، لأن تحسن الحال يبدأ بخطوة على الطريق الى المطالبة بتعويد الحكومات على إن صوت المواطن العراقي يجب أن يُحترَم .
فلتتعود الحكومات على إن زمن الشياطين الخُرس قد ولى . وهاهو وقت الاختبار الحقيقي للحكومة الحالية لتثبت أنها عراقية مائة بالمائة وتخاف على بلدها وشعبها .

***

بالعامي الفصيح ..
حار العراقي وياكم .. أنتم البعض ..
مايخرج بمظاهرات تكَولون شعب نايم مايتظاهر مثل الشعب المصري ..
يطلع مظاهرات تكَولون .. شنو فائدة المظاهرات .. كل شي مايتغير .. ليش ماطلع مظاهرات بوقت الحكومة السابقة .. ليش الآن بالذات ؟!!
حار العراقي وحار زمانه وياكم ... علما إنه خرج في مظاهرات بوقت الحكومة السابقة لكنها قُمعَت ..

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

854 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع