بثينة خليفة قاسم
خلال حضور جلالته حفل تدشين قناة السويس الثانية، قدم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى شهادة غاية في العظمة والأهمية للجيش المصري الشقيق، هذه الشهادة أسعدتني، أولا لأنها شهادة ملك عظيم، وثانيا لأنني أكثر الذين كتبوا عن عظمة الجيش المصري ووطنيته التي كان لها الفضل في نجاة مصر وبقائها ووصولها لهذه اللحظة التي قدمت فيها للعالم هدية كبيرة هي قناة السويس الثانية التي غيرت جغرافية مصر والعالم.
قال ملكنا العظيم “وإننا بهذا الإنجاز لابد أن نشيد بفعالية ودور الجيش المصري الشقيق في إدارة المشروع وإنجازه في وقت قياسي تاريخي، وهذا ليس غريبا على الجيش المصري العظيم الذي سجل لنا التاريخ إنجازاته ودوره على مر السنين، فقد كان في القديم أكبر جيش في التاريخ وفي العصر الحاضر أكبر جيش في منطقة الشرق الأوسط وهو يمارس دوره الحضاري والإنساني ودوره الكبير الذي يضطلع به في حماية المكتسبات الوطنية والعربية”.
هذه شهادة حتما سيسجلها أبناء الجيش المصري ومحبوه، كونها شهادة ملك يحترمه العالم ويقدره المصريون.
الجيش المصري هو مدرسة الوطنية الكبرى التي لا تتغير مهما تغيرت الظروف، فهو مع مصر وحدها وليس مع أحد سواها، فهو الذي عزل مبارك الذي كان قائده الأعلى لأن الشعب كله ثار ضده، وهو الذي خلع مرسي بعد وقت قصير من تنصيبه لأنه كان سيأخذ مصر إلى المجهول.
ونتيجة لهذا فالجيش المصري مندمج بشعبه محب له، والشعب يبادله احتراما باحترام، والدليل على ذلك أن هذا الجيش الذي حفر القناة بمعداته خلال 365 يوما وراءه شعب قام بجمع 9 مليارات من الدولارات خلال سبعة أيام فقط لكي يمول عملية الحفر رغم الأحوال الاقتصادية التي كان يمر بها عقب أعوام ثلاثة من الاضطرابات التي أضرت بالاقتصاد ضررا بليغا.
وهذه القناة الجديدة التي أنجزت في وقت قياسي تعطي رسائل للعالم كله بأن إرادة الشعوب تصنع المعجزات وأن مصر رغم المحن التي مرت بها ورغم الإرهاب الذي يحاول القضاء عليها قادرة على العودة القوية وقادرة على دحر هذا الإرهاب، ولعل الجولة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي في يخت المحروسة في القناة الجديدة وهو يرتدي الزي العسكري تؤكد هذا بكل وضوح وتقول للجميع إن الجيش المصري هنا وإنه رغم الحرب التي يخوضها منذ وقت طويل ضد الإرهاب قادر على العطاء والإنتاج.
1305 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع