نزار ملاخا
حيا عما كلدايا
يعيش العراق اليوم حالة من الغليان إن لم نقل بأنها إنتفاضة الحق بوجه الباطل، أو هي ثورة الشعب العراقي على الفساد، والثورة على الطغيان، لا بل هي حرب حقيقية وصراع شديد بين ابناء الشعب العراقي من جهة والحيتان الجاثمة على صدور العراقيين من جهة أخرى،لقد ثار الشعب العراقي وكل المخلصين بوجه هذا الظلم الذي دام وإن شاء الله لن يدوم لأن " الظلم لو دام دَمّر "
ها هي الساحات ممتلئة بالمتظاهرين والرافضين لهذا الظلم غير المُبَرر، وقد شاركت أغلبية أطياف الشعب العراقي بذلك، ومما نستغرب له بأن هذه الساحة قد خلت تماماً من مشاركة الكلدان فيها، فلا أثر لكلداني واحد في ساحات العز والشرف ساحات التظاهر، ولم نرى اي علم كلداني يرفرف معلناً رفضه لسارقي قوت الشعب، معلناً تأييده لمن يطالب بالحرية والمساءلة الحقيقية ورافضاً كل أشكال التعسف والظلم ومعلناً بصوت عالٍ صريح تردي كل أنواع الخدمات، صارخاً بوجه المسؤولين " أين حقّي " فأنا جزء من هذا الشعب وحصتي هي الأكبر في هذا الوطن،
أيها الكلدان الأصلاء، اليوم أنتم مطالبون أكثر من اي وقت مضى بأن تثبتوا وجودكم وتشاركوا أبناء الوطن الواحد في همومه ومآسيه، لا تطالبوا بإعدام الخَونة، لأن الجميع عراقيين ولربما لا يوجد خائن بقدر ما يمكن أن تطالبوا بمحاسبة المقصرين مهما كانت درجتهم ومناصبهم ومواقع مسؤولياتهم، فالسيد المسيح له المجد عندما قلب موائد الصيارفة لم يأخذ بنظر الإعتبار مناصب وإنتساب عشاءري لهؤلاء الصيارفة، لا تنتظروا موفقة الكاهن والمطرانن فهذه مسالة وطنية ، فالملفات التي يجب أن تتظاهروا ضدها كثيرة ومتعددة ولها تماس مباشر بحياتكم وأحياة اولادكم ومستقبل أجيالكم، ملفات الفساد الإداري، وملفات الفساد الفالي والإجتماعي ، ملفات الأمن، ملفات الدراسة، سقوط المدن والقرى مثل الموصل الحدباء وقرانا في سهل نينوى تلكيف وبرطللة وبطنايا وتللسقف وباقوفا وغيرها ألا تستحق منكم أن تحتجوا من أجلها ؟ الكنائس التي فُجّرت والمكاتب التي أُحْرِقَتْ والصلبان والتماثيل التي حُطّمت ألا تستحق منكم أن تشاركوا في الإحتجاج على فاعليها ؟ الخدمات المقدمة لكم شخصياً وعلى مستوى عوائلكم وعشائركم ومناطقكم ألا تستحق منكم المشاركة في هذه الإحتجاجات ؟ اين الماء واين الهواء واين الكهرباء ؟ اين الخدمات الصحية ؟ اين المدارس واين المستشفيات ؟ اين الأمن والأمان ؟ اين الحقوق وأين الواجبات ؟ أين الوظائف وأين المسؤوليات ؟ أين المعاهد واين الكليات ؟ لقد أهملت جميعاً، الرشوة مستشرية في كل مفاصل الحياة، والكل قابعين في دورهم لا يقوون على مواجهة متطلبات الحياة، ألا تستحق كل هذه المعاناة أن تشاركوا ولو بعدد قليل وتقدموا جزءاً يسيراً من التضحيات وأنتم المعروفون بصبركم في تحمل المشقات، وانتم الذين خضتم أقسى الطرق وعورة وخبرة كل اساليب النضال، اليوم تدخلون في حالة سبات وكأن ما يمر على العراق العظيم لا يشملكم، تنبهوا واستفيقوا أيها الكلدان فاليوم يوم المشاركة الفعلية الحقيقة ، اليوم تثبتون فيه رفضكم لكل أنواع الإهانات والمذلات، ساهموا وشاركوا ضد الفساد.
إنها ثورة العراقيين جميعاً ، إنها اللمة العراقية ضد كل أنواع الإضطهاد، اليوم تتعالى الأصوات رافضة كل العبوديات، ننتخب مَن يمثلنا شرعاً وقانوناً، ننتخب مَن يطالب بحقوقنا المهدورة ولا ثم لا بكل مَن يستغل طيبتنا ووطنيتنا ليلعب على أوتار مشاعرنا ويستمر بحقنه مخدراً يطفئ به سراج عقولنا ، اليوم نرفض أن نبقى أحجار شطرنج واصابع الغير تحركنا، اليوم نسترد فيه كرامتنا، اليوم نصرخ باعلى اصواتنا لا ثم لا للإستغلال البشع ويكفي سرقة جهودنا، لذا وبناء على ما تقدم فإننا نستصرخ الضمائر الحيّة للمشاركة الجادة والفعلية في هذه التنظاهرات فأنتم جزء من هذا الشعب وهذا الوطن، وما هذه الظروف بمارة على فئة دون سواها فالألم يقتسمه كل العراقيين لذا فإن الظلم يعتصر قلوب العراقيين جميعاً بكافة فئاتهم وتردّي الخدمات يجب ان يتظاهر من اجلها الجميع ، والتظاهر حالة صحية ومطلوبة لإيصال الصوت الرافض لهذه الممارسات لمن بيده السلطة والقرار ليكون على بيّنة وإطلاع على مجرى الأمور
ايها الكلدان الأصلاء أناشدكم المشاركة وان لا تكونوا خارج العملية واقفين كالمتفرجين وكأن الأمر لا يهمكم، بل كونوا في قلب الحدث كما أنتم دائماً ، فأنتم المعنيّون أولاً واخيراً،
نحن بإنتظار أن نرى العلم الكلداني يرفرف في سماء ساحة التحرير وتحت لواء العلم العراقي ابو الكل
عشتم وعاش العراق بالخير والأمن والأمان .
1460 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع