لا يزال الشيخ حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني يصر على المغالطة وعلى تزييف الحقائق، رغم سقوط الأقنعة ورغم هزيمة منطقه وأسانيده التي طالما دغدغت مشاعر البسطاء.
لا يزال نصرالله يمارس التدليس واستخدام أنصاف الحقائق وخلط الحق بالباطل في حديثه عن البحرين وما جرى فيها.
في مناسبة عاشوراء التي التقى فيها نصر الله بأتباعه لإحيائها والحديث عن الظلم وعن التضحية، حاول أن يلبس الحق بالباطل بإصراره على وصف ما يجري في سوريا بأنه مؤامرة على سوريا وأن سوريا كلها مظلومة بهذه المؤامرة وأن ما يجري في البحرين ثورة مستحقة ولها أهداف نبيلة وأن أهل هذه الثورة المجيدة صبروا وتحملوا الكثير من القمع والظلم خلال حراكهم السلمي، ودعا نصرالله السلطات في البحرين الى الاستجابة الى “المطالب المحقة (للشعب البحريني) الذي استطاع ان يحافظ على اعصابه وقلبه وعقله في مواجهة كل الظلم والقمع الذي يتعرض له”،حسب تعبيره.
ومضى نصرالله في غيه وتزييفه ليتهم دولا إقليمية بالوقوف ضد الحل في البحرين خوفا من انتقال (الإصلاحات) للدول المجاورة.
تحرك الشعب السوري من أجل الحرية هو مؤامرة وإرهاب موجه ضد سوريا وجيشها وحكومتها، ولكن ما يجري في البحرين غير ذلك، فما هذا المنطق الفاسد يا سماحة الشيخ؟
كيف تتجزأ المبادئ بهذا الشكل الذي فشلت بلاغتكم وبيانكم عن تسويقه، إلا للسذج والبسطاء؟ وبأي حق تتحدثون عن شعب البحرين بهذه الصراحة؟ وما أدراكم أن مطالبكم الطائفية تروق لشعب البحرين؟
أزعجتكم كثيرا كلمة وزير الخارجية القطري بأن “إسرائيل ليست ذئبا ولكن أغلبنا نعاج”، واستثنيتم أنفسكم من هذه النعاج وتحدثتم عن ليوث وأسود وأبطال المقاومة وعن صواريخكم التي ستدك حصون إسرائيل، فأين كانت هذه الصواريخ في غزة؟ ماذا قدمتم للشعب الفلسطيني سوى الكلام؟
وكيف نصدق حديثكم عن سوريا التي قلتم عنها إنها كلها مظلومة، جيشها، وشعبها، ونظامها الحاكم؟ كيف نفهم هذا المنطق الغريب؟
إذا كان هناك طرف آخر ظلم سوريا وشعبها وجيشها وحكامها، فماذا فعل النظام الذي تقومون أنتم وسادتكم في إيران بدعمه ومساعدته على ذبح شعبه؟ ماذا فعل هذا النظام لكي يفوت الفرصة على هذا الظالم الكبير الذي هو من خارج سوريا؟ هل الرد على المؤامرة يكون بذبح الآلاف من السوريين؟
ألم تساعدوا أنتم وسادتكم هذا النظام في سفك دماء شعبه وتتهمون هذا الشعب بالإرهاب؟ فكيف تتحدثون الآن عن الظلم؟ لقد قتل هذا النظام (المظلوم) من أبناء شعبه – بمساعدتكم طبعا – أكثر مما قتلت إسرائيل من أبناء غزة، فكيف تصرون على تزييف الحقائق وتطويع كل شيء لخدمة أهداف سيدكم الولي الفقيه حتى لو كانت هذه الأهداف ستتحقق على أشلاء الشعوب؟
كفاكم تدخلا في شؤون غيركم، نحن لا نريد منكم ليوثا أو نعاجا، نحن نريد منكم أن تكفوا ألسنتكم التي تسعى لإشعال الحرائق في البحرين والتي تقوم من حين لآخر بإعطاء الاشارات لفرعكم المعتمد في بلادنا لينفذ تعليمات الحقد والكراهية التي تصدرونها إلينا حتى في يوم عاشوراء.
512 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع