بقلم : سالم ايليا
نشرت بعض القنوات الفضائية والمواقع الألكترونية خبر زيارة هادي العامري رئيس منظمة بدر التابعة للمجلس الأعلى الذي يترأسه عمار الحكيم وابو مهدي المهندس رئيس كتائب حزب الله ( العراق ) يوم الثلاثاء المصادف الأول من أيلول الجاري لمدحت المحمود رئيس السلطة القضائية . وحسب بيان السلطة القضائية فان العامري والمهندس أعربا عن " دعمهما الكامل للقضاء العراقي وعدم السماح لأية جهة التدخل في استقلاله واستنكرا ما يثيره البعض ضد القضاء " معبرين " دعمهما للقضاء ورموزه " .
كما ذكرت وسائل الإعلام والعهدة عليها خبر زيارة هادي العامري لمدينة النجف المقدسة يوم الأحد المصادف الحادي والثلاثون من آب المنصرم حيثُ التقى بمراجع الدين هنالك لحثهم في عدم إسناد التظاهرات الشعبية لأنها وحسب ما ذكِر عن لسانه " تؤخرنا عن القيام بفتوى الجهاد الكفائي ، ونخشى ان يكون لها تأثير سلبي على المعارك ضد الإرهاب "
واذا كان الخبران صحيحين فان العامري والمهندس قد تجاوزا حدود عمليهما كمقاتلين هدفهما الأول الدفاع عن الوطن ضد تهديدات داعش ليرسلا رسالة قوية للشعب على انهما سيتحولان من الدفاع ضد داعش الى الدفاع عن مدحت المحمود ضد الشعب الثائر والذي اطلقا عليه كلمة " البعض " والمنتفض ضد الفساد المحمي من رئيس القضاء الأعلى والبعض من كابينته القضائية وحيثُ نرجو من صميم قلوبنا ان يكون الخبران ليس كما اشيع عنهما .
فالعامري والمهندس يعلمان علم اليقين من ان سيطرة داعش على اجزاء واسعة من الوطن كان نتيجة الفساد في المؤسسة العسكرية ولهذا السبب يتواجدان في جبهات القتال التي استشهد فيها المئات من ابناء القوات المسلحة والحشد الشعبي لطرد داعش وتحرير الأرض .
هنالك مقولة عسكرية تقول " المقاتل يزحف على بطنه ِ " أي اذا توفرت للمقاتل كل المستلزمات السوقية ( اللوجستية ) من طعام وتجهيزات وراتب يضمن الحياة الكريمة لعائلته فان النتائج حتماً ستكون مرضية للمسك بالأرض وتحريرها ، كما سيساعد على رفد جبهات القتال بالمتطوعين الجدد ، فالإيمان بالقضية وحده لا يكفي للإنتصار على العدو والروح الجهادية وحدها لا تكفي لهزيمة العدو ما لم تكن مدعومة بالروح المعنوية المستنبطة من العوامل المساعدة التعبوية والسوقية ، فعناصر الجيش والحشد الشعبي لم يستلموا رواتبهم لأشهرٍ عديدةٍ لضمان الحياة الكريمة بادنى مستوياتها لعوائلهم وكما صرّح العديد منهم على شاشات الفضائيات ، ناهيك عن المقارنة الحتمية لانفسهم بالعدو الذي لا دخل مادي لديه لكنه في الوقت ذاته ينعم افراده بظروف افضل بكثير من ظروف الجيش والحشد والمفترض من ان الحكومة قد سخرت امكانياتها الضخمة لدعمهم ، لكن الواقع غير ذلك نتيجة الفساد .
ومن المعروف عند قراءة التاريخ انتفاض قادة الجيش والفصائل المتجحفلة معه ضد الفساد في حالات الحروب وذلك لإنعكاس سلبيات الفساد على جبهات القتال بشكلٍ مباشرٍ قبل انعكاسها على الداخل وإصطفافهم مع الشعب ليتعزز التلاحم الداخلي والجبهوي ، وعلى العكس مما كنّا ننتظره من السيدين العامري والمهندس في الإنضمام الى معظم افراد الحشد الشعبي والشعب برمته لمحاربة الفساد والفاسدين ، تفاجأ الشعب بدعمهما لرؤوس الفساد خلافاً لتوجيهات المرجعية الدينية وبمبرر مغالط للحقيقة التي تقول بان الفساد هو الذي يقود الى الهزيمة وليس حمايته والتستر عليه و كما ورد في تصريحهما من انه سيكون ذو " تأثير سلبي على المعارك ضد الإرهاب " .
فالفساد المستشري في المؤسسة العسكري كالسرطان وكما صرح وزير الدفاع هو العائق لتحقيق تقدم ملموس على جبهات القتال فالجيش والحشد الشعبي بحاجة الى الأسلحة كماً ونوعاً واذا افترضنا قيام الدولة بشراء مئة همر بخمسين مليون دولار دون وسيط وبدون وجود اية رائحة للفساد فان نفس المبلغ سوف لن يكون كافياً لشراء أكثر من عشرين همر بالوسطاء والعقود التي تفوح منها روائح الفساد ولدى القضاء العراقي عشرات القضايا من هذا القبيل والتي لم يتخذ فيها اي اجراء قانوني للحد منها ـ ـ أيرغبان السيدان العامري والمهندس بالحصول على مئة همر أم عشرين للتصدي لداعش ؟ ، فالحكومة لديها مبلغ محدد من الميزانية السنوية لشراء الأسلحة وبالنتيجة فان قلّتها تهدد ارواح المقاتلين وتعرضهم للخطر واولهما العامري والمهندس ناهيكم عن تعريض البلد برمته الى الخطر ، كما وصرّح المحامي فراس الخزعلي لأحدى القنوات الفضائية وبالأدلة بان رموز القضاء انفسهم كانوا يصدرون الأحكام بحق مقاتلي الحشد الشعبي لمقاوتهم المحتل فما رأي السيدين العامري والمهندس بهذا التصريح !! ، في حين اعلنت منظمة بدر في تصريح آخر الى احدى القنوات الفضائية ايضاً من ان سبب زيارة هادي العامري الى مجلس القضاء الأعلى كان لمناقشة رواتب المقاتلين !! ، ولا اعلم ما علاقة رئيس القضاء مدحت المحمود برواتب المقاتلين فهي من اختصاص وزيري الدفاع والمالية .
نرجو من صميم قلوبنا كعراقيين ان ينظم العامري والمهندس ومن يحذو حذوهما الى صوت الشعب كما انظمّ غيرهم من ابناء الحشد الشعبي ومنهم قيس الخزاعي امين حركة عصائب الحق والذي طالب في كلمته التي القاها يوم الأحد المصادف الحادي والثلاثون من آب المنصرم خلال مؤتمر التحديات الأمنية والسياسية الذي نظمته الحركة رئيس المجلس الأعلى مدحت المحمود بالإستقالة وكما ذكرت وسائل الإعلام ، وأختتمُ مقالي بقول الأمام علي بن أبي طالب " اذا رايت مظلوماً فأعنه على الظالم " والشعب العراقي مظلوم بأسره وظالمه الفاسدون الذين طغوا بفسادهم حتى ازكموا الأنوف بروائح افعالهم .
3579 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع