ميَ العيسى
قيل إنّ ميركل، هذه الملاك، أسم على مسمّى، بكت على مآسي المهاجرين فمنهم من غرق في البحر ومنهم من اختنق في حافلة وهم في طريقهم الى اوربا، الى بلاد الحرية والديمقراطية هربا من الشرق الاوسط لا غير.
كيف تبكي هذه الملاك وهي لم تبك حين تحالفت مع امريكا وانكلترا وبقية الدول الاوربية على ضرب العراق في حرب الخليج الاولى 1991 والاف احترقوا في بيوتهم إن لم يحترقوا في الشوارع. يبدو أنها لم ترَ صورهم!
كيف تبكي هذه الملاك وهي لم تذرف دمعة حزن – تمساحية- واحدة حين تعاونت مع امريكا على قصف دول اخرى حول العالم ؟
كيف تبكي وهي تحمي القوات العسكرية الامريكية في بلادها وتمدّ لهم يد العون والعلاج بمبادرة إنسانية منها بدل تدخلها العسكري المباشر وقد قصفوا العراق في احتلالهم الاخير وحوّلوه وأهليه إلى قطع غيار لاأكثر.
كيف تبكي وحكومتها لم تبتّ بعد بمئاتٍ بل الاف من قضايا المهاجرين العالقة في بلادها من أفارقة وفلسطينيين وغيرهم، حتى أنها أبكت ، ريم، الفلسطينية ذات الـ14 ربيعاً قبل شهرين وبالتحديد في منتصف تموز (يوليو) الماضي و أخبرتها بأنّها وأهلها غير مرحب بهم في ألمانيا لتربت بدلع على كتفها وصرامة في قولها “أنتِ لستِ الوحيدة ممن أتيت من مخيمات اللاجئين في لبنان حيث الالاف هناك”. واضافت” نحن لا نستطيع القول ان بإمكانكم القدوم جميعاً كما بإمكان كلّ الأفارقة المجئ. الأمر بالتأكيد خارج حدود إمكاناتنا إذ لا نستطيع التكفل بذلك”.
تُرى ما الذي تغير بين ليلة وضحاها؟ اذ بدلا من أن تسعى جاهدة الى تعديل الموقف السياسي ولا سيما في العراق وسوريا مع حلفائها، لتستقبل المهاجرين من سكانها؟ كيف؟ ولماذا؟
نَم‘ يا هرتسل هنيئاً ورفاتك في القدس تنعم بترابنا، فمخططك ماض وها هو العراق وسورية يُفرِغان سكانهما ليستوطن كل من والاك ليتحقق حلمك لاحقا ” ما بين الفرات والنيل تنعم اسرائيل” .
1055 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع