بقلم : سالم ايليا
اقدم إعتذاري المسبق لمن سأستفز معتقداتهم ومشاعرهم بعنوان مقالي واسلوب طرحي للموضوع، إذ لم أجد أفضل من هذه الصياغة للرد على من اتهموا المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بسرقة الطاقات الشبابية ونشروا صورها وهي تحتسي البيرة.
لذا سأحاول الرد والمحاججة لنصرة (شاربي البيرة) من العلمانيين الذي يتبؤون المراكز في بلدانهم لخدمة شعوبهم وخدمة الضحايا من الشعوب الأخرى واستقبالهم للاجئين الذين ركبوا المخاطر هروباً من ظلم حكامهم ومسؤوليهم مدعي الإيمان!!.
فقد خرج علينا السيد وزير الخارجية د.إبراهيم الجعفري بتصريح شاهده الملايين قبل سحبه من الفضائيات متهماً انجيلا ميركل بسرقة الطاقات الشبابية من العراق والدول المحيطة به ونسي من انه ومعظم اعضاء حكومته كانوا لاجئين يعتاشون على المساعدات في تلك الدول (لقد صحح الجعفري في تصريح لاحق ما افسده في تصريحه السابق وكالعادة).
كما ونسيَ الجعفري ان يوجه أصبع الإتهام الى رئيس وزراء فلندا الذي تبرع ببيت عائلته الفائض عن حاجته في شمال فلندا لإيواء اللاجئين ولتشجيع شعبه على ان يحذوا حذوه.
كذلك على الجعفري اتهام رئيس وزراء السويد لدعوة شعبه لمساعدة اللاجئين الهاربين من ظلم المتطرفين السلفيين وقادة بلدانهم المنتمين للأحزاب الدينية بعد ان استلم رسالة عبر بريده الألكتروني من شابة سويدية تسأله فيها عن كيفية مساعدة اللاجئين فأجاب شعبه من خلال رسالتها على ضرورة التقشف لإدخار المال لمساعدة اللاجئين وختم حديثه بالقول " أنا فخور بكوني رئيس وزراء لبلد أنتِ مواطنة فيه " .
وعلى الجعفري الهجوم ايضاً على رئيس وزراء النرويج الذي يعمل سائق سيارة أجرة كل يوم جمعة بعد خروجه من اجتماع مجلس الوزراء للإطلاع بشكلٍ مباشرٍ على مشاكل مواطنيه وما يتحدثون به في الشارع من هموم، كذلك على الجعفري تقديم الإحتجاج الى رئيس وزراء هولندا الذي يستخدم الدراجة الهوائية للذهاب الى مقر عمله كل يوم، فهما بذلك يحرّضان شعبنا على التمرد ضد قادته المتأسلمين الذين لا يقبلون بأقل من ثلاثين سيارة مصفحة رباعية الدفع في مواكبهم ومواكب افراد عوائلهم.
فقد عودنا وزير الخارجية على شططه في احاديثه حيثُ يعتبر نفسه من جهابذة العراق الكونفنشيوسيين (الكونفوشيين) فلا ينتبه الى ما يخرج من لسانه ولا يعير اي انتباه لزمان ومكان تصريحاته ولا الى الحضور، إذ يطلق العنان للسانه يصول ويجول وكأنه لا يزال يتصور نفسه جالساً ايام (نضاله) السلبي في احد سراديب احياء لندن يحتسي القهوة مع بعض النسوة ويحكي لهن حكايات ابو زيد الهلالي، فمرة غير جيومورفولجية الأرض وصرح من ان دجلة والفرات ينبعان من ايران، وبتصريحٍ آخرٍ أعلن إستعداده للجلوس والتفاوض مع داعش من خلال مؤتمره الصحفي مع وزير خارجية ايران مما حدا بضيفه الى التحديق به تعجباً لهذا التصريح، وبلقاءه التلفزيوني خرج عن هدوءه حين أُستَفزْ من قبل محاوره المصري وائل الأبراشي وبدأ بالتبجح بخلفيته الثقافية، ومرة أخرى أتحفنا بمقولته الكونفوشية في اطلاق لقب (الملائكية) على حكومته (الشيطانية)، وآخر شططه اتهامه للمستشارة الألمانية بسرقة الطاقات الشبابية ـ ـ اتقي الله يا ابراهيم الجعفري في اقوالك، فقد تجاوزت حدود المعقول في اللغو والهذيان .
كذلك خرجت علينا نائبة البرلمان عالية نصيف بتصريح ادلت به لإحدى القنوات الفضائية و بتحليل غاية في الذكاء والأكتشاف الذي لم يتوصل اليه حتى "شارلوك هولمز" المحقق الأسطوري في روايات الكاتب آرثر دويل، حيثُ ترى عالية نصيف أن " أجندات خاصة لدول العالم، تقف وراء الهجرة المنظمة"!!.
فإذا كنتم يا دعاة الإيمان بالدين تكفّرون (انجيلا) وبقية قادة الغرب لشربهم الخمر والتآمر عليكم لكنهم في ذات الوقت يستقبلون ضحاياكم بالأحضان، فالأولى بكم ان تحتسوا رشفة أو رشفتين من (عصير) البيرة يومياً وقبل كل وجبة طعام دسمة تلتهمونها وشعبكم جائع، فعسى ان تفعل فعلها الساحر وتنشط دورتكم الدموية ويصبح عندكم قطرة دم لتخجلوا من افعالكم التي فاقت كل الجرائم التي ارتكبها هولاكو وجنكيزخان وغيرهما من المحتلين، فهل لأحدكم الشجاعة الكافية لفعلها (علانية) وأثمَهُ وَوِزرَ فعله هذا سأتحمله أنا امام رب العباد.
ألا تهتز ضمائركم من الشعارات التي رفعتها الجموع الغاضبة في ساحات التظاهر والإعتصام لتأييد شاربي البيرة من قادة الغرب ونبذ اصحاب اللحى من أمثالكم، فلربما لم تقرأوها أو تسمعوا بها وهذه نماذج لها : ميركل أشرف من أشرفكم ـ ـ ـ قبلّوا نعال عمتي ميركل فهي تاج رؤوسكم ـ ـ ـ رأيتُ الأسلام فيها ولم أجده في برلمانيينا ـ ـ ـ مانريد واحد ملتحي ، نريد واحد يستحي ـ ـ الى آخره من الشعارات الأخرى، فوالله شعرتُ بالخجل وأنا اكتب وانقل لكم ما كتبه المتظاهرون، فماذا عنكم وأنتم المعنيون بالأمر!!، ألا تهتز لكم شعرة من لُحاكُم أيها المتأسلمون .
فميركل وغيرها من قادة الغرب الذين ذكرتهم في هذا المقال من المؤكد انهم يتوسدون وسائدهم في نهاية كل يوم متعب بعد ان يرتشفوا قدح أو قدحين من البيرة وهم مرتاحو الضمير لأنهم اسعدوا مواطنيهم ومواطني الشعوب المضطهدة الذين التجأوا اليهم ولسان حال من اسعدوهم يقول : بالعافية شربكم للبيرة ـ ـ ووين ما تسري تمري!!.
افلا تستطيعون ادخار الجزء اليسيير من اموال السحت الحرام التي نهبتموها من اموال الشعب أو حتى اموال بعضكم الحلال وكما تدعون من امثال رئيس الوقف السني الذي تفاخر بإظهارها مرغماً في احد البرامج (وانا ممن أكن له كل تقدير وإحترام لتاريخه وعلو مرتبته وإنفتاحه على كل مكونات الشعب العراقي)، اقول ألا تستطيعون التقشف انتم وعوائلكم مثلما سأل رئيس وزراء السويد شعبه لإدخار المال لمساعدة اللاجئين ـ ـ اليس هذا من صلب واجبكم الديني، فالجائع والمهجر لا يحتاج الى وعودكم ودموعكم، والمرأة الأنبارية أو البصراوية أو الموصلية المهجرة لا تنتظر مواساتكم لها فلربما هي قاب قوسين او ادنى لبيع عفافها لإطعام أطفالها، افلا يهزّ هذا الفعل إيمانكم!!.
يقول الإمام علي بن أبي طالب : " رحم الله إمرءٍ أحي حقاً وأمات باطلاً ودحض الجور وأقام العدل " وهذا ما يفعله شاربو البيرة من قادة الغرب وما لم تفعلوه انتم يا ساسة الدين.
وقال ابن تيمية : " ان الله يقيّم الدولة العادلة وان كانت كافرة، ولا يقيّم الدولة الظالمة وان كانت مؤمنة "، وانتم يا دعاة الدين وصل ظلمكم حتى الى اطفالنا الرضّع.
وخاتمة مقالي أوجهها الى جموع المتظاهرين راجياً ومخاطباً، أرفعوا الجمعة القادمة شعار : الما يشرب البيرة ـ ـ ما تصعد عنده الغيرة!!.
1016 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع