نبيل رومايا
في زيارة تاريخية للولايات المتحدة الامريكية، يوم الخميس 24 أيلول، القى البابا فرنسيس (فرانسيس) رئيس الفاتيكان وممثل لأكثر من 1.13 مليار كاثوليكي في العالم، خطابا امام الكونغرس الامريكي، ثبت فيه موقف الفاتيكان من العديد من الامور التي تواجه العالم والبشرية.
وحث البابا فرنسيس أمريكا لاحتضان ملايين المهاجرين غير الشرعيين واعطائهم مستقبل أفضل، مطالبا الكونجرس الامريكي للانضمام إلى الحملة العالمية لمكافحة تغير المناخ ورعاية الفقراء.
وطالب باقتصاد عالمي أكثر عدالة، وإلغاء عقوبة الإعدام، وحماية الأقليات العرقية والدينية، وحماية الأسرة، وتحريم تجارة الاسلحة التي تؤدي الى قتل الابرياء.
وأكد الخطاب على ظهور البابا فرانسيس كزعيم سياسي عالمي وليس صوت أخلاقي أو روحي فقط، له القدرة والجرأة لبحث القضايا الانية المعقدة التي تخص العالم، ووضع الفقراء والمحتاجين والمتضررين بشكل خاص.
وفي اشارة الى المهاجرين الى الولايات المتحدة الامريكية قال البابا فرنسيس، إن شعوب هذه القارة، ليسوا خائفين من الأجانب، لأن معظمنا كنا يوما ما أجانب، مطالبا بان يكون العالم أكثر انفتاحا لقبول وتقديم المساعدات للاجئين في القارة الامريكية، والنازحين من حروب الشرق الاوسط في القارة الأوربية. وقال البابا ان ازمة اللاجئين في العالم بلغت "مستوى غير مسبوق" منذ الحرب العالمية الثانية وتتطلب اتخاذ العديد من القرارات الصعبة.
كما دعا البابا فرنسيس الى الحذر من كل اشكال التطرف والاصولية سواء كانت دينية ام لا، مؤكدا في الوقت نفسه على ان مكافحة التطرف يجب لا تتم على حساب الحريات الفردية.
وقال عن الاضطرابات التي تمزق الشرق الأوسط، والفظائع الوحشية ترتكب في بعض الأحيان باسم الدين، انه من السهولة وفي محاولة للتحرر من العدو الخارجي أن نميل الى دعم العدو الداخلي. وطالب بعدم وضع صيغ جاهزة عامة لوصف من هم الاشرار ومن هم الاخيار. ودعا فرنسيس الى تحريم تجارة اسلحة الدم والخراب التي ترسل الى المنظمات الارهابية والتي تتسبب بقتل الابرياء.
وفي اشارة الى حلم مارتن لوثر كينغ بالمساواة في الحقوق المدنية والسياسية للسود الاميركيين، قال أنا مسرور لان اميركا لا تزال بالنسبة لكثيرين ارض الاحلام.
وبالرغم من ادراكه إن العديد من الجمهوريين في الكونغرس الامريكي لا يؤمنون إن البشرية تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري، الا انه دعا إلى الى بذل جهود شجاعة ومسؤولة لتفادي "التدهور البيئي الناجم عن النشاط البشري"، وقال إن للكونغرس "دور هام" يجب أن يلعبه.
وللبابا فرنسيس موقف من الرأسمالية العالمية واستغلالها للفقراء والكادحين، اكدها حين قال: "ان العمل هو مهنة نبيلة، موجه لإنتاج الثروة وتحسين العالم،" لكنه حذر من أن الثروة ينبغي تُقسّم وتوجه إلى "خلق فرص عمل باعتبارها جزءا أساسيا من خدماتها للصالح العام".
وقال البابا فرنسيس، لا يمكن أن أخفي قلقي حول وضع الاسرة التي هي اساس المجتمع، والتي اصبحت اليوم مهددة بشكل لم يحدث من قبل، من الداخل والخارج، واضاف يجب العودة الى الاساسيات في العلاقات العائلية.
وفي خلال كلمته كان الباب فرنسيس يؤكد دائما على اهمية الحوار وقبول الاخرين ونسيان الماضي والنظر الى المستقبل.
واستعمل البابا فرنسيس سيارة صغيرة من نوع (فيات) غير مصفحة في تنقلاته في أمريكا، تاركا النافذة مفتوحة للسلام على الجماهير المحتشدة على طرفي الطريق.
وقبل زيارته التاريخية للولايات المتحدة الامريكية، اتهمه اليمين الامريكي وبعض المتطرفين في الحزب الجمهوري، وحتى بعض المرشحين الجمهوريين للرئاسة، بأن البابا فرنسيس لبرالي ويساري واشتراكي، وحتى اتهمه البعض بانه شيوعي.
ولكن من وجه نظر الكثيرين، انه اَن الاوان أن يمثل رئيس الفاتكان شخص متواضع مدافع عن الفقراء والمعوزين، يقف من الناس ضد الاستغلال والحروب، وله مواقف واضحة لما يجري من مأسي في هذا العالم.
وهؤلاء يطلقون عليه لقب بابا الناس.(The People’s Pope)
نبيل رومايا
24 أيلول 2015
1028 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع