د.طلعت الخضيري
من روائع ألأدب ألعالمي ألكاتب أسكندر دوماس روايه ألفرسان ألثلاثه
كما ذكرت أن آتوس قد أحتجز في سجن ألباستيل لمده يومين، على أنه دارتانيان ، ولم يشأ أن يفصح عن هويته ليعطي صديقه دارتانيان ألوقت ألكافي لتدبير أموره، وقرر ألمحقق أن يتأكد من بعض ألتفاصيل ، بمواجهته مع صاحب سكن دارتانيان ألسيد بوناسيو ، ألذي أخبر ألمحقق عند المقابله ، أن ألمتهم ليس دارتانيان ، بل أحد أصدقائه ، مما دعى آتوس أن يعترف بذلك للمحقق ، وشرح أنه لم يرغب بإثاره غضبه إذا أنكر ما أصر عليه ألمحقق وهو أنه كان فعلا دارتانيان.، وذهب أصدقاء أتوس وهما أرامي وبورتوس إلى كابتن ألفرسان ترفيل ، ليعمل ما في وسعه لإطلاق سراح زميلهما ، ولم يتردد ترفيل لحظه واحده في نجده أحد فرسانه ، ألذين كان يعتبرهم كأولاده ، وتوجه أولا إلى سجن ألباستيل للتأكد من وجود آتوس بداخله ، ثم توجه إلى قصر أللوفر لمقابله ألملك ،وكان من حقه مقابله ألملك في أي وقت يشائه.
وعند دخوله إلى مكتب ألملك وجد برفقته ألكاردنال ،وسبق للكاردنال أن أطلع بما جرى في جناح ألملكه ، حيث كانت إحدى وصيفاتها جاسوسه له ، أخبرته أن في ليله ألحادث وعندما كانت ألملكه ووصيفاتها يستمعن إلى إحداهن وهي تقرء كتاب للترفيه ، وإذا بالملكه تغادر ألغرفه ، بعد أن همست لها مدام بوناسيوبصوت منخفض، ثم بعد فتره وجيزه رجعت إليهم وتناولت علبه مجوهرات إحتوت على عقد سبق للملك أن أهداه لها، وغادرت ألغرفه ثم رجعت أليها بدون ألعلبه .
وبادر ألملك مخاطبا ألكابتن( تعال يا ترفيل , أنا في ألحقيقه يجب علي أن أعفيك من منصبك وأسرح أفراد كتيبتك ، لأن لا فائده من وجودهم غير مشاكسه حرس ألكردينال وألأعتداء عليهم ، ولولا إخلاص ألكاردنال ، وعمله ليلا ونهارا في خدمتي وإداره ألدوله لما أستمرت دولتي) فأجابه ترفيل وهو يتصنع ألمذله وألألم وقد شخص ما في كلام ألملك من مراوغه ونفاق( سيدي إن أرواح كتيبه فرسان ألملك هي بين يديك تفعل بها ما تشاء، وإنما هل يقبل جلالتكم أن يهان أحد أفرادها وهو آتوس ويساق إلى ألسجن كما يساق أللصوص أمام شماته ألماره واستهزائهم ، لا لذنب إلا أنه كان في زياره صديقه دارتانيان ، أما ألأخير فقد أعتدى عليه حرس سيدي ألكاردينال عندما كان في سكنه عندما أستقبل مالك ألدار ليسدد ماعليه من دين أستئجار سكنه) وبعد أخذ ورد ، وقع ألملك كتاب إطلاق سراح آتوس ، وأظهر ألكاردينال أستحسانه ذلك بينما ظمر سرا الأنتقام من ألملكه ، لذا تحدث مع ألملك بعد أنصراف ألآخر ،وأخبره أن مدام شفروز، ألتي كان ألملك قد أمر بنفيها إلى مدينه نيم ، وذلك بسبب صداقتها للملكه ، ومساعدتها لها في كثير من ألأمور ألعاطفيه ألتي أتهمت ألملكه بها، قد عادت إلى باريس خلسه حيث قضت خمسه أيام ،مخالفه أوامر ألملك بنفيها ، ولأسباب مجهوله,مما أثار حفيظه ألملك لأنه كان دوما في شك من علاقه ألملكه ألعاطفيه وتواطىء مدام شفروز معها، وأضاف ألكاردينال ( هناك خبر آخر أود أن يطلع عليه جلالتك ، وهو أن أللورد بكنغهام كان في باريس منذ خمسه أيام ، ولم يتركها إلا صباح أليوم) وعند سماع ألملك ذلك ألخبر تجهم وجهه وصاح ( أنه أتى هنا ليتآمر على شرفي) فنفى ألكاردينا ل بدهاء ذلك ، وتضاهر أنه يدافع عن ألملكه، حيث أنكر ما قاله ألملك ، وشدد أن قدوم بكنغهام لم يكن إلا لأغراض سياسيه ، وحلقه من تآمره ضد فرنسا باشتراك ملك أسبانيا شقيق ألملكه ، ثم أضاف ( أود أن أخبر جلالتك أن إحدى وصيفات ألملكه ، ألتي تعمل لصالحي ، أخبرتني أن ألملكه كانت حزينه منذ يومين ، وأنها قضت ألليله ألأخيره تكتب رساله ، وهي في تلك ألحاله من ألحزن وألبكاء) فأمر ألملك أن يعهد ألكاردينال إلى أحد أعوانه بتفتيش غرفه ألملكه للحصول على الرساله ، ثم سار إلى غرفه ألملكه وأمرها أن تسمح للمفتش بتفتيش غرفتها، وأصر على ذلك بكبرياء بالرغم من احتجاج ألملكه وغضبها.
ألرساله
طلب ألملك من الكاردنال أختيار أحد ألكهنه لتفتيش جناح ألملكه وغرفتها ألخاصه ، واختار ألكاردنال أحد ألكهنه ألذي كان له ماض غير مشرف قبل أن يعتنق مهنته ، وذهب الكاهن إلى صاله استقبال ألملكه ، وطلب من ألملكه تسليمه ألرساله ألتي كتبتها ، ولما أنكرت ، بدأ بتفتيش كل ما في ألصاله من مكتب وغيره وهو يعلم أن الرساله لن تكون مخبأه هناك، وأخيرا توجه نحو ألملكه ، وأخبرها أنه مخول بتفتيشها شخصيا ، ومن ألأفظل لها أن تسلمه ألرساله، واشتاطت ألملكه غضبا ، ولم تشأ أن تترك ألكاهن أن يفعل ذلك ، فسلمته ألرساله ألتي كانت مخبأه في جيب فستانها، فتوجه بها ألكاهن مباشرتا نحو ألملك، ألذي كان لازال برفقه ألكاردينال وسلمه ألرساله ، فقرأها ألملك بتمعن ثم انشرحت أسارير وجهه فرحا ، إذ وجد أن رساله ألملكه لم تكن غراميه كما توقع ، وإنماا هي رساله سياسيه ، كتبتها ألملكه إلى أخيها ملك أسبانيا تشكو من قسوه ألملك ومكائد ألكاردينال ، وترجو منه محاربه فرنسا لتحريرها من نفوذ ألكاردينال ، وأخبر ألملك ألكاردينال بفحوى ألرساله فأبدى له ألكاردينال على أسفه لشكوك ألملك بطهاره ألملكه ، وأنه يتقبل سوء ضنها به وحده ، ثم تضاهر بلوم ألملك على ظلم زوجته ، ونصحه بمصالحتها وأقترح بان يكون ذلك بحضورهما معا في حفله راقصه ستقام في باريس ليلا ، وبعد أثنى عشر يوما ويشرف ألقائمين بها وهم أعضاء بلديه باريس حضورهما معا ، ثم عرض على ألملك أن تتزين الملكه بعقد ألمجوهرات ألذي سبق أن أهداه لها ( وهو ألذي أهدته فيما بعد إلى أللورد بكينغهام)، وتعجب ألملك من طلب ألكاردنال بما يخص ألعقد ومع ذلك أتبع نصيحته ، إذ توجه في صباح أليوم ألتالي إلى جناح ألملكه ، وقدم لها إعتذاره عن ما حصل ،وأنه يدعوها لحضور ألحفله ألتي ستقام بعد أثنى عشر يوما متزينه يالعقد
أما ألكاردينال ، فما أن علم بذلك ، حتى استدعى مساعده ألأمين رشفور، ألذي سبق وأن شرحنا مشكلته مع دارتانيان في قريه منغ ، وطلب منه أن يكلف أحدا الذهاب حالا إلى لندن حيث تقيم جاسوسته ألمسماه (ألسيده) ،والتي ذكرنا علاقتها بروشفور في حادثه قريه منغ‘ وألطلب منها ، ويما أن لها علاقه صداقه حميمه مع أللورد بكينكهام ‘ أن تسرق من ألعقد ألمهداه له من ألملكه، عده أحجار كريمه ، ترسلها له قبل أثنى عشر يوما من تأريخه أي قبل موعد ألحفله.
ألمشكله وألحل
خلال عده لقائات ما بين ألملك و ألكاردنال في ذلك أليوم ،ذكر ألكاردنال ألملك أن تتقلد ألملكه ذلك ألعقد في ألحفله ألقادمه ، وتعجب ألملك من إصرار ألكاردنال حول ذلك ألموضوع ، وبما أنهما كانا يتبادلان سرا ألحذر وألريبه فيما بينهما، وإن كانا يتظاهران بالأنسجام ألتام وألثقه ألمتبادله ، قرر ألملك أن يستكشف سر ألكاردنال وقصده من ذلك ، فذهب إلى مقابله ألملكه ، ورافقها إلى غرفه نومها وذكرها بوجوب أن تتقلد ألعقد في ألحفله ألقادمه أي بعد أثنى عشر يوما ، وبعد أن ترك ألغرفه أحست ألملكه بألحيره وألياس مما سيترتب على ذلك الطلب، نتيجه أنها لا تملك ذلك ألعقد وليس لديها من تثق به ليتصل باللورد ليعيده لها ، وأخذت تجهش بالبكاء ، وفوجأت بصوت رقيق يقول لها( أنا هنا يا ملكتي لمساعدتك) وظهرت مدام بوناسيو أمامها وأخبرتها أنها كانت وحيده في ألغرفه ترتب ملابس ألملكه ، وفوجأت بدخولهما مما دعاها أن تختبأ خلف إحدى ألستائر ، وسمعت كل ما دار بينهما. وتوسلت الملكه أن تثق بها لتتمكن من مساعدتها ، وأجابتها ألملكه أنها مظطره أن تثق بها ، وستعرض نفسها إلى أكبر ألمخاطر ، إذا خانتها وصيفتها أو من ستكلفه بمساعدتها ، ثم جلست خلف طاوله صغيره وكتبت رساله عنونتها باسم وعنوان أللورد في لندن وسلمتها إلى مدام بوناسيو , وقبل مغادره الأخيره تذكرت ألملكه أنها لا تملك شيأ من ألمال لأعطائه ليسد تكاليف من سيسافر إلى لندن ، ووجدت ألحل أخيرا أن قدمت إلى مدام بوناسيو خاتما ثمينا سبق وأن استلمته من أخيها ملك أسبانيا فقدمته إلى مدام بوناسيو ، ليبيعه من سترسله ويتصرف بثمنه.
ألحل
أسرعت مدام بوناسيو إلى بيتها وفي ذهنها أن تكلف زوجا بتلك ألمهمه بعد أن تستطلع رأيه بالموضوع ،ولم تكن تعلم أن زوجها أصبح ألجاسوس ألمطيع إلى الكاردنال ، وعندما ألتقيا جلست تحادثه لتصل إلى ما تريده ، أما هو فبعد ألتجربه ألقاسيه في سجن ألباستيل ، وتنبيه ألكاردينال له أن زوجته تتعاون مع أعداء ألكاردينال ، كان على حذر في سماع ما ستقوله له زوجته ، ونوهت له ألزوجه عن مهمه يستطيع أن ينجزها في سفره إلى لندن لشراء بعض حاجيات ألملكه وانه سيكسب المال ألكثير من ذلك ، فكان رد ألزوج أنه يرفض أن يتعاون مع أعداء ألكارينال وأظهر لها كيس ألنقود الذهبيه هديه ألكاردنال، ألذي كان قد أودعه في أحد أدراج مكتبه ، ثم ترك الدارلأنه تذكر شيأ ما يجب عليه عمله خارج ألمنزل ، وكانت ألحقيقه أنه هرول نحو ألكابتن روشفور تابع ألكاردنال ليعلمه بالخبر، منتظرا منه ألمكافئه ألقادمه.وترك زوجته في حيره من أمرها فلقد وعدت ملكتها بالمساعده وقد اعتمدت على طاعه زوجها لها ، وهاهي تجده مطيعا إلى ألكاردنال ، وسمعت فجأه صوت يقول لها( أنا دارتانيان سأأتي لمساعدتك) ورجاها أن تفتح له باب ألدار .
شرح دارتانيان لمدام بوناسيو أنه سمع كل ما دار بينها وزوجها، من خلال ألفتحه ألتي كان قد فتحها مابين صاله غرفته وصاله عائله بوناسيو ، وأخبرها أنه على أستعداد للفداء للملكه ، وألتطوع لأنجاز أي مهمه تطلبها منه، وبعد تردد، وجدت مدام بوناسيو أنه لا مفر من قبول عرض ألشاب ، ثم فكرت بمصاريف سفره ، فوافتها ألفكره أن فتحت درج مكتب ألزوج ، وناولت صديقها كيس ألنقود ألذهبيه ألتي أستلمها زوجها من ألكاردنال ، وهكذا شاء ألقدر أنقاذ ألملكه بنقود خصمها، وسلمته ألرساله وخاتم ألملكه ألذي سيبرهن به إلى أللورد صحه مأموريته ، وترك ألأثنان ألدار ، واتجهت مدام بوناسيو إلى قصر أللوقر بينما توجه دارتانيان نحوقصر كابتن فرسان ألملك ترفيل ،وبعد رحيلهما بمده قصيره ، رجع ألسيد بوناسيو إلى داره بصحبه روشفور ،رجل ألكاردنال، للأستحواذ على رساله ألملكه وألقبض على زوجته ، وأصابتهما خيبه ألأمل عندما وجدا ألدار خاليه من صاحبته ، واكتشف بوناسيو بعد ذلك سرقه كيس نقود ألكاردنال ، فأخذ يصيح ويولول مستنجدا بجيرانه دون أن ياتي أحد لأغاثته فقد تعود أهل ألحي أمثال تلك ألصيحات ليلا ونهارا.
وتوجه دارتانيان مسرعا نحو قصر ألكابتن ترفيل ليخبره بما حصل ، قبل وصول ألخبر أليه من قبل الكاردينال بينما توجهت مدام بوناسيو نحو قصر أللوفر ، وعند وصوله قصر ترفيل أستأذن بمقابله خاصه مستعجله معه والتي تمت فورا ، وبدأ دارتانيان ألقول أن لديه سرا يريد أن يخبر به الكابتن ، ويخص حياه وشرف ألملكه ،فسأله ألكابتن هل خولته ألملكه ببوح ذلك ألسر، فأجاب بالنفي،عندئذ نصحه ألكابتن أن يحتفظ با لسر لنفسه وان لا يبوح به لأحد ، وطلب دارتانيان أجازه لمده خمسه عشر يوما ليذهب بها إلى لندن فأجابه ترفيل أنه لن يصل بالتأكيد إلى هدفه إذا تم سفره منفردا ، وسيقتل قبل اجتيازه حدود باريس ، لذا نصحه مرافقه أصدقائه ألثلاثه له ، وأنه سيطلب من قريبه قائد كتيبه دارتانيان منحه تلك ألأجازه ، وطلب من دارتانيان أن يغادروا بنفس ألليله ، وأسرع ألأخير إلى بيته ليبلغ خادمه أن يتبعه بعد ذلك مع حاجيات ألسفر وألأسلحه، ثم توجه إلى بيت صديقه آتوس ليجده مع بقيه اصدقائه وقد أستلموا أجازاتهم للسفر مع صديقهم آتوس ، في عطله قدرها خمسه عشر يوما ليعالج آتوس جروحه في منتجع يختاره خارج باريس ، و برفقه أصدقائه كذلك استلم دارتانيان أجازته ،وقد اندهش أصدقائه من استلامهم أجازات لم يطلبوها، فشرح لهم دارتانيان أنهم سيذهبون في مهمه خطره جدا إلى لندن برفقه خدمهم ، وأن يتسلحوا بما لديهم من سلاح وتسليح خدمهم ، وعليهم أن يتركوا باريس تلك ألليله ،وأن في جيبه رساله معنونه إلى شخص في لندن ، يجب في حاله موته أن يحملها أصدقائه واحدا بعد ألآخر، إذا تم قتل حامل ألرساله ,مع ألخاتم , وحسب العنوان ألمذكور في ألرساله .وهكذا توجه الأربعه مع خدمهم في ظلام ألليل الدامس إلى خارج مدينه باريس.
للراغبين الأطلاع على الحلقة الثالثة:
http://www.algardenia.com/maqalat/19168-2015-09-25-15-33-38.html
976 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع