د.علي حسين علي
بعد ان تم الاعلان عن تحرير مضيق باب المندب من قبل قوات التحالف العربي في الحرب الدائره في اليمن بين عناصر الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وتسليم المسؤوليه الى حكومة اليمن برآسة بلحاح فان ذلك يعتبر تطور كبير ومهم واستراتيجي للاسراع في حسم الحرب في اليمن وفي نفس الوقت فقد وجهت هذه العمليه ضربه قاسيه جدا الى ايران وحلفائها في المنطقه واعطت شعورا بالانكسار المعنوي والاحباط الذي ظهر من خلال الاستسلام المتواتر من قبل الحوثيين وجماعة صالح وكذلك يعتبر ضربه عميقة الشرخ لروسيا الاتحاديه التي كانت تدعم وتمول ايران والحوثيين املة في الوصول الى باب المندب للتحكم في التجاره البحريه واهمها النفط ..
ولابد من التعرف على اهمية المضائق الاستراتيجيه ومنها مضيق باب المندب الذي يعتبر احد اهم الممرات الدوليه وفي حالة السيطره عليه من قبل ايران فسيكون 70% من النفط العالمي مرهون بيد ايران وبذلك ستفرض نفسها كقوه اقليميه وحيده لفرض نفوذها وهمينتها على المنطقه وهذا الجزء الرئيسي من المشروع الفارسي الذي خططت له ايران منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي والذي تراجع كثيرا بعد ان اعتقدت ايران ان العالم غافل عما تقوم به وتاخر العرب وعلى رأسهم المملكه العربيه السعوديه في اتخاذ اجراء حاسم لايقاف المشروع الايراني الذي لايزال فعال في سوريا والجنوب اللبناني والعراق الذي تعتبره ايران خط الدفاع الرئيسي لايران ومصالحها وايضا منطقة وثوب الى الجزيره العربيه ..
الموقف الروسي مؤخرا جاء كمخاض يائس بعد ان انهارت اسعار النفط بفعل الاجراءات الامريكيه في ارضاخ روسيا لانها تعتمد بشكل كبير على النفط والغاز ومشكلة اوكرانيا والشيشان وجورجيا وتراجع سعر صرف الروبل الروسي ( 1 دولار = 70 روبل ) الى الحضيض ولايعادل ورق التواليت وكان التدخل في سوريا بمثابة محاوله للرد في الضرب على المناطق الحساسه لخلق حاله تغيير ولكنها كما يعتقد الكثير من المحللين انها ورطت نفسها في مستنقع قد يكون اسوء من افغانستان .
فيما يتعلق بالوضع السوري فأن النظام جرب الكثير من التجارب لمقاومة المعارضه المسلحه وهو حاله حال الديكتاتوريات عبر التاريخ بحيث لايتعلمون الدرس وهذا نوري المالكي الذي لم يقم بدور سياسي فعال للاعتصامات التي قامت بها ستة محافظات وهدد ووعد وقصف وقتل الامر الذي تسبب في ان تجد القوى المتطرفه ارضا خصبه للعمل في هذه المحافظات وفق مبدأ اهون الشرين الذي اتبعه سكانها وكذلك القذافي وعلي عبد الله صالح واخرين على مر التاريخ وسوريا الان بعد ان استخدمت المليشيات السوريه ( الشبيحه ) وفشلت استنجدت بحزب الله اللبناني الهويه الايراني الاتباع وفشل ايضا وذهبت الان الى قوه عظمي وستفشل ايضا وسيتراجع موقع روسيا كثيرا الى الوراء بعد ان تتنتهي قضية سوريه التي سيعاد فيها السيناريو الافغاني ولكن باخراج اخر وجديد .
والذي يتابع مايجري على ارض العراق فأن ايران تتمدد وعملائها يؤدون دورهم بكل حريه معتقدين ان الوقت في صالحهم وعملية ضم منطقة ( النخيب ) الى كربلاء وانشاء قواعد ايرانيه لتهديد الجزيره العربيه وضم سامراء واجزاء كبيره من ديالى وصلاح الدين والانبار والغناء بصوت عالي فيما يخص الفلوجه وابادتها وتغيير موقعها الى مثل هذه الاماني التي ستنتهي بنهاية الحلم الايراني الذي بدأ يتهاوى وان «الخطة الايرانية التي حملها سليماني الى القيادات العراقية تبدأ من تأمين محيط العاصمة بغداد بفرض طوق من ميليشيات الحشد عليها، يتبعها تنفيد هذه الميليشيات وباشراف المستشارين الإيرانيين عملية عسكرية واسعة النطاق في منطقة الكرمة لتمتد في وقت لاحق إلى مدينة الرمادي التي يراد تأمينها بشكل كامل ومن ثم التقدم صوب المناطق النائية حيث الحدود مع الأردن وسوريا، وصولا إلى منطقة عرعر حيث نقاط التماس مع المملكة العربية السعودية«.
بعد تحرير مضيق باب المندب والضرر الكبير الذي اصاب الاستراتيجيه الايرانيه فأن ايران سوف تعمل على زعزعة الامن في دول الخليج وايجاد الاضطرابات في العراق ولبنان ومحاولة احداث فوضى في هذه الدول وخاصة العراق ولبنان لغرض ايجاد مبرر للتدخل تحت حجة حماية الشيعه او المصالح او بطلب من حكومة البلد ..
مايجري الان من اعداد تقوم به ايران في تدريب الالاف من عملائها تحت واجهات دينيه لغرض استخدامهم في المستقبل القريب وما حزب الله والويه العباس وابو الفضل والزهراء في سوريا والحشد الشعبي الذي البس غطاء محاربة الارهاب وهو صنع لغايات اخرى تخدم ايران حتى بات يطلق عليه اسم الحشد الثوري الايراني ..
الانتصارات التي تحققها قوات التحالف العربي في اليمن ممكن ان تخلق حاله جديده من التوحد العربي وخاصة والعرب مقبلين على صراع ايراني عربي سيكون تحت واجهة سني – شيعي وستشترك فيه قوى عربيه اخرى مثل مصر والاردن والمغرب والجزائر والسودان وهناك احتمال كبير ان تكون باكستان وبنغلاديش ومتطوعين من اندنوسيا وماليزيا واقطار اسلاميه اخرى لتشتعل حرب ضروس تعتقد ايران انها ستربحها ولكنها ستكون سببا لتقسيم ايران وانها فكره ظلت تلجلج في نفوس الشيعه وهي انشاء دوله شيعيه والتي لايمكن ان تكون وفق الظروف الموضوعيه الا في حالة واحده وهي مصالح اسرائيل وامريكيا واوربا تتوافق مع ذلك ..
هنيئا للشعب اليمني بهذا الانجاز الكبير وعضوا عليه بالنواجذ فانه نصر رائع تستحقه اليمن السعيد .
الدكتور علي حسين علي
1010 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع