من روائع ألأدب ألعالمي روايه ألفرسان ألثلاثه/ ح ٦

                                                   

                             د.طلعت الخضيري

من روائع ألأدب ألعالمي ألكاتب أسكندر دوماس روايه ألفرسان ألثلاثه

 

مشكله الفرسان

قابل الفرسان عند رجوعهم إلى باريس رئيسهم  ،  ألذي أخبرهم أن يستعدوا خلال أيام ،للذهاب مع كتيبتهم  ،  في الحمله التي ستتجه لنحرير مدينه ألروشيل ، أي بمعنى آخر  أن يجهزوا أنفسهم ، بأسلحتهم وملابسهم وخيولهم على نفقتهم الخاصه ،  كما سلم دارتا نيان ألأمر الملكي بقبوله في فرقه الفرسان ،  التي تعني إنضمامه في كتيبه واحده مع رفاقه ، وكانت مفاجئه للجماعه بعد أن أفلسوا وفقدوا خيولهم  ، لذا وجب عليهم تدبير أمورهم خلال أيام قليله.
قداس الكنيسه
في صباح أحد الأيام المشرقه في باريس ، وعندما كان دارتانيان يتسكع في شوارعها ،لاحظ من بعيد ،  صديقه بورتوس، وهو يدخل إحدى الكنائس القريبه ، واستغرب  ، حيث أنه لم يعرف عن  صديقه أي نزعه دينيه ، لذا فقد قرر الولوج  إلى الكنيسه ،وتتبع صديقه ،وكان القداس  قد بدأ ، واختفى دارتانيان خلف إحدى الأعمده ،ليراقب ما سيجري أمامه ، فلاحظ وجود سيده عجوز قرب صديقه ، وكانت تحاول لفت أنضار بورتوس بدون جدوى ،  بينما كان هو يتوجه بنظره نحو سيده جميله ، جلست في الصفوف الأولى ،  مع خادم صغير أسمر اللون ،  ويبدوعليها الوجاهه  والثراء ، ولم تكن تلك السيده ، إلا السيده التي شاهدها في بدايه  الروايه في عربتها ، وهي تكلم غريمه في قريه منغ ، التي تم بها سرقه رساله والده وتوصيته إلى قائد الفرسان ,وبعد إنتهاء  القداس ، خرجت السيده واستقلت عربه فخمه  ، كانت تنتظرها ، وانصرفت بدون أن يكون ياستطاعه دارتانيان ملاحقتها  ، للتعرف على هويتها ، أما صديقنا بورتوس ،  وهو كما نعرفه الطفل  الكبير، الذي يحب التباهي بمعرفته وصداقته لكثير من الكونتيسات والبارونات ، فقد تبعته عند خروجه من الكنيسه  ،   تلك السيده العجوز ،  وعاتبته لعدم محاولته تحيتها  ، فأخبرها أنه لم يعد يعتبر نفسه صديقا لها ، يما أنها أهملته عندما كان جريحا كما ذكرنا ، ولم ترسل له النقود التي طلبها منها  ، بالرغم أنه كان بوسعه  أن يقترض من الكثير من صديقاته البارونات  والكونيسات، وانتهت تلك التمثيليه أن تبرعت له  الأخيره بتجهيزه بحصان له ،  وبغل لخادمه ،  وبقيه تجهيز ملابسه وأسلحته وذلك من مال زوجها العجوز ،  الذي ادعت له ان بورتوس هو قريبها ويجب تبعا لذلك مساعدته.
ألورطه  والمبارزه
توجه  دارتانيان إلى أسطبل  ألفرسان ، واقترض فرس له  وبغل لخادمه ،وتوجها بحثا  عن السيده ، وفي أحد شوارع حي سان جرمان عثرا على ضالتهم ، ووجدوا مركبه السيده متوقفه أمام أحد منازلها ،  وأن السيده كانت تتحدث من خلال نافذتها ، مع رجل أمتطى فرسه وانحنى للتحدث إليها  بما  يشبه الشجار، وكعاده دارتانيان بالتسرع  ، تقدم نحو السيده وعرض عليها أن يؤدب  من كان يشاجرها ، فأجابته أنها  تقدر  فروسيته لولا أن الشخص المذكور  كان أخ زوجها ، أما الشخص ، فنهر دارتانيان على تطفله بلكنه بريطانيه واضحه ، مما أدى بالنهايه إلى تحديد موعد مبارزه ،  خلف قصر اللوكسانبورغ ،عصر ذلك  اليوم ،بعد أن عرف  البريطاني نفسه أنه لورد ونتر ،  وعرف دارتانيان نسبه حيث كان من أصول المبارزه  ألتكافؤ في الموقع الأجتماعي.
وفي الموعد  المحدد ، حضر اللورد ونتر مع  ثلاثه من أصدقائه وخدمهم  ،  بينما أصطحب دارتانيان أصدقائه  الثلاثه وخدمهم ، ليتبارزوا جميعا مع اللورد ونتر واصدقائه،  بعدأن عرف كل منهم إسمه ولقبه للأخر ، ووجدوا  جميعا أنفسهم متكافؤون  لتلك  المبارزه ، وانتهت المبارزه بقتل أحد  زملاءاللورد وجرح آخر  ، وأن عفى دارتانيان  عن اللورد ونتر عندما كان دارتانيان منتصرا عليه وقادراعلى قتله ، مما أدى أن اللورد ونتر اعترف لخصمه بفروسيته، وتصافحا، ودعى اللورد دارتنيان لزيارته في مساء اليوم التالي،  والتعرف على زوجه أخيه .

ألمغامره

في مساءاليوم  التالي ،  إصطحب اللورد البريطاني ونتر دارتانيان إلى قصر  زوجه أخيه المتوفي ، واستقبلته السيده بترحاب  وابتسامات عريضه، ولاحظ أنها تتكلم الفرنسيه بطلاقه ، أما هي فقد كانت تعرف هويته مسبقا ،  وتعرف أنه الشخص الذي أخفق مخططات الكاردينال عندما أنقذ الملكه باسترجاعها العقد ‘التي  سرقت هي منه جوهرتين كما ذكرنا سابقا ،  ومرت الأيام  ، و سافر اللورد إلى وطنه ، بينما استمرت زيارات دارتانيان المسائيه يوميا ، وتوطدت إلى علاقه غراميه ،رغم تحذير صديقه آتوس بمغبه تلك  العلاقه ،  التي نسي خلالها مصير مدام بوناسيو، وحدثت ألمفاجأه ، في فجر ليله قضاها صاحبنا مع تلك المرأه ، حين اكتشف وبطريق الصدفه وشم ورده الليس على كتفها ألأيسر  ، والتي تعني كما ذكرنا سابقا ، أنها ختم السجان ، وأن ماضيها كان الأجرام ، وحاولت حين اكتشافه ذلك قتله بخنجر ، كانت تخبأه دوما تحت وسادتها ،  ولكن دارتانيان كان أسرع منها ،عندما وضع نصل سيفه على حنجرتها ،وهددها بالقتل إذا ابدت أي حركه ، وأسرع هاربا إلى دار آتوس ليخبره بما جرى ، وعرض عليه خاتم يحمل جوهره صفراء سبق للسيده أن أهدته له ، وتفحصه آتوس بدقه ثم طلب منه أن   يصف له تلك  السيده ، وبعد أن أنصت لوصف صديقه إعترف له بمراره أن تلك المرأه هي زوجته السابقه  ألتي أعتقد أنها ماتت،  وأن الخاتم هو خاتم سبق له أن أهداه لها وكان خاتم والدته ، وقد تأكد  بوجود  عيوب في الجوهره أكدت له أنه الخاتم الذي سبق وأن أهداه لزوجته السابقه، ووهب داراتنيان صديقه  الخاتم ، وفضل الأخير  رهنه وعدم الأحتفاظ  مؤقتا  به ، وعند استلامه الثمن تقاسمه مع  صديقه ،  واشتريا  بثمنه حاجاتهما للحمله العسكريه  المقبله.
فقير يحمل ثروه
لم يبق من الأصدقاء إلا آرامي ، ألذي بقى في حيره من أمره حول الإستعداد للحمله ألقادمه ، وأتاه الفرج أخيرا عندما دخل  عليه خادمه في غرفته ،  ليخبره أن شخصا رث الملابس يطلب مقابلته ، فظن أنه أحد الفقراء  ذوي الحاجه ، لذا أعطى خادمه بعض النقود ليسلمها له ، ورجع الخادم ليخبر سيده أن الفقير يصر على لقائه وبصوره منفرده ، فأذن له ذلك ، فدخل رجل  كهل رث الثياب وناول آرامي رساله معطره كتبتها له  صديقته  مدام  شفروز تخبره أن الفقير هو من نبلاء المدينه ،التي نفيت أليها بأمر الملك ، نكايه بزوجته الملكه ،وقد كلفته بإيصال هديتها له ،وبدأالفقير بدون أن ينطق بكلمه،إخراج مبلغ من النقود الذهبيه من مخابىء في معطفه ، سلمها له ، ثم حياه وخرج  ، وعندما صادف دخول أصدقائه  ، وهو جالس وامامه النقود الذهبيه ، أخبرهم أنه مبلغ أرسله له الناشر بعد نشره  بعض قصائده الشعريه ، فضحك الجميع  وتمنوا لو كانت  لديهم تلك  الموهبه ، وأود أن أذكر القارىء أنه كان  من المعتاد في تلك  الحقبه من الزمن في فرنسا  ‘ أن يتقبل الرجل هديه صديقته وليس العكس.
رسائل
في ألساعه الرابعه من اليوم التالي ،أجتمع الأصدقاء وقد انتهت  مشكله ألتجهيزات ،عندما دخل الخادم بلانشيه ألغرفه وسلم سيده دارتانيان رسالتين ، إحداهما معطره ، ورسمت عليها  رسم حمامه وبفمها غصن ، أما الأخرى فكانت مختومه بختم  مكتب الكاردينال ،  ورسم  عليها شعاره , أما الأولى فكانت بدون توقيع ، كتب فيها ( أذهب  مساء يوم  الأربعاء المقبل بين الساعه السادسه والسابعه مساء إلى منطقه شايو في ضواحي  باريس  وستمر هناك عربه بها شخص  يهمك سيحيك ، ولا تبدي أي أشاره أو تتبع  العربه   ، لأن ذلك سيؤدي إلى  هلاك  كاتب  الرساله)أما  الرساله الثانيه فكانت من الكابتن هودرير رئيس حرس الكاردينال ، تستدعيه إلى مقابله الكاردينال الساعه الثامنه مساء   يوم الأربعاء القادم ، وتباحث الأصدقاء بما يجب عمله ،  فتم القرار أن يرافقوا زميلهم إلى الموعدين ،  الذي كان بينهما ساعه من الوقت تقريبا.
توجه دارتانيان وزملائه حسب الموعدان ، أولا  لموعد الساعه السابعه ، ووقف دارتانيان على فرسه ، بينما ابتعد عنه أصدقائه بمسافه قصيره ،وهم مدججين بالسلاح ، ليواجهوا أي  خدعه ، وأخيرا مرت عربه مسرعه ، وحيته من بعيد سيده إعتقد أنها مدام  بوناسيو مما يعني أنها لا زالت سجينه عند خاطفيها.-.
أما ألموعد االثاني مع الكاردينال ، فقد  صمم الفرسان ألدفاع عن زميلهم في حاله إرساله إلى سجن الباستيل ، لذا إستدعوا جميع زملائهم الفرسان ، وذهبوا مسلحين، وتم توزيعهم بمجموعات تقف أمام بوابات قصر الكاردينال ،وأعطي لهم الأمر بمهاجمه أي عربه سجن  ، تخرج من  القصر بعد دخول دارتانيان إليه ،  خوفا من أن يرسل بعد المقابله إلى سجن الباستيل.
ألمقابله في قصر الكاردينال
عند ولوج دارتانيان  القصر، دعي للأنتظار في غرفه  صغيره  ، وهناك وجد العديد من حرس الكاردينال وهم ينظرون إليه بشماته وتشفي ،  أنتظارا لانتقام الكاردينال  ،  وردا على ما فعله بزملائهم فيما قبل.
ولم يأبه صاحبنا بذلك ،وسار وهو مرفوع الرأس ويكبرياء وه يفكر عن ماذا سينتج عن  تلك المقابله وهو يعلم أن زملاؤه سيفدوه بأرواحهم عند الحاجه وهم يطوقون القصر.
وبعد فتره قصيره  صاحبه  الحاجب في دهاليز متعدده، وأخيرا أجتازوا صاله كبيره ومنها إلى مكتب الكاردينال ، ثم انسحب الحاجب بعد ذلك ، وشاهد دارتانيان مكتبه كبيره حول الجدران ثم رجل نحيف ذو رداء أحمر جالس  خلف طاوله ، تكدست عليها الملفات والأوراق ،  وهومستمر في الكتابه ، ثم رفع رأسه أخيرا وأخذ يتأمل في وجه القادم ، وأخيرا  بدأ يستفسر من القادم عن سكنه ثم عن عائلته ودعى الزائر إلى الجلوس أمامه لأنه من أصل كريم ، ولا يجب البقاء واقفا أمامه ، ثم أخذ يشرح للقادم أنه يعرف كل شيىء  عنه ، منذ أن ترك منزل والده حتى هذه اللحظه  ،وأنه يعلم أنه زار لندن  ومر بقلعه وندسور ، وشعر دارتانيان أن نهايته ستكون قريبه ،  فأخذ يعتذر عما جرى ، فابتسم الكاردينال قائلا له ، أنه يقدر من يطيع  وينفذ بإخلاص مايطلبه منه رئيسه وليس العكس ، لذا أنه يعرض عليه أن يعمل تحت إمرته ،   أي في حرس  الكاردينال ،  وهو حسب قوله حرس الملك أولا وأخيرا، وأجابه  الأخير أنه سيتشرف  بالإلنضمام  إلى حرس سماحته ،  ولكن أصدقائه جميعاهم في  كتيبه الفرسان، وأعدائه هم كثره في حرس سماحته ،  بعد أن  بارز وآذى أثنين من قادتهم ، وتوسل من الكاردينال أن يتركه وشأنه إلى ما بعد الحمله العسكريه لتحرير مدينه ألروشيل ،  ليبرهن لسماحته خلالها إخلاصه  وشجاعته ، وقبل الكاردينال  هذا العرض ،محذرا دارتانيان أن له أعداء كثيرون ، ولولا أنه قد بسط حمايته عليه  ، لما كان قد بقى  حيا إلى تلك اللحظه.
ثم أومأ له  أن ينصرف وعاد إلى  الكتابه.
واستقبله أصدقائه عند خروجه من القصر  بترحاب ،وأمر آتوس بقيه رفاقه ألمحيطون بالقصر   بترك الحصار والعوده  إلى أماكنهم.
ألحمله  العسكريه
تقرر سفر الجيش نحو مدينه  الروشيل  ومنها بعض  كتائب فرسان  الملك ، على أن ترافق البقيه الملك ، عندما  يتوجه إلى تلك المدينه , وكان  من نصيب دارتانيان ألرحيل بينما بقى زملائه في باريس لمرافقه الملك فيما بعد ، وتم استعراض الجنود الذاهبين إلى جبهه القتال أمام قصر اللوفر  ومنصه  الملك,  ولم يلاحظ  دارتانيان سيده من بين المتفرجين وهي تؤشر لرجلين بجوارها نحو ىدارتانيان،ولم  تكن تلك السيده إلا الليدي كلارك  أو  الكوتيس ونترعدوه دارتانيان اللدود ،ولم يكن هذان الرجلان إلا مجرمين قتله  أجرتهم السيده لقتل دارتانيان.

للراغبين الأطلاع على الحلقة الخامسة:

http://www.algardenia.com/maqalat/19442-2015-10-09-11-23-58.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1028 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع