سالم ايليا
لم نتفاجأ بخروج المئات ومن ثمّ الآلاف بالتظاهرات من أبناء شعبنا العراقي من السليمانية وتوابعها وأربيل وتوابعها المتمثلة بشعبنا في عينكاوة، وكذلك أبناء شعبنا في القوش الشجعان الذين إنظمّوا الى إخوانهم العراقيين في ساحة التحرير.
فمن تعمّذ بماء دجلة والفرات وشرب من مياههما، فقد تبارك جسده ببركة العراق وحمل إسمه بإنتماءه اليه وفاضت وأمتلئت روحه بحب العراق والغيرة الوطنية عليه المشبعة بالإحساس العالي لرفض الظلم والقهر وسياسة التجويع أياً كان مصدرها، لا يَهُم الى أية جهةٍ ينتمي العراقي، شرقه أم غربه ـ ـ شماله أم جنوبه، المهم له غيرة العراقي المنتفض ضد الجور وأدواته، فهكذا خُلِق انسان وادي الرافدين.
لقد زفّت الينا وسائل الإعلام المرئية والمسموعة أخبار خروج المئات من أبناء عينكاوة في محافظة أربيل بتظاهرة سلمية عصر يوم الجمعة المصادف التاسع من آب الحالي مطالبة السلطات المحلية في إقليم كردستان بمحاسبة الفاسدين في منطقتهم، والحفاظ على إرثها التاريخي وسمعتها البيضاء ممن يحاول تدنيسها، وقد سبقهم إخوانهم المهجرين الساكنيين في عينكاوة أيضاً المطالبين بتحرير أراضيهم من "داعش" وبأسرع وقت ممكن للعودة اليها.
أما شباب القوش الشجعان فقد إنظموا في نفس الجمعة الى إخوانهم المتظاهرين السلميين في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد ليبعثوا برسالتهم الى من هم في موقع المسؤولية وليقولوا لهم من انهم جزء لا يتجزأ من شعب العراق، وليؤكدوا إنتمائهم الموحد للعراق وعاصمته بغداد الحبيبة، وعسى أن يفهم الساعون الى تجزئة العراق هذه الرسالة العظيمة، حيثُ رفع المتظاهرون الألقوشيون نفس شعارات إخوانهم في ساحة التحرير منددين بالفساد وأذنابهِ ومطالبين بالإصلاحات على طول الوطن وعرضه.
أما في السليمانية/قلعة دزة فقد إستمرت التظاهرات الغاضبة ليوم الجمعة حتى فجر يوم السبت لما رافقها من أحداث مؤسفة راح ضحيتها ثلاثة من المتظاهرين الأبرياء وأضعافهم من الجرحى، إذ تطورت الأحداث لتصل الى حلبجة ومركز مدينة السليمانية ولتصدّع الإئتلاف الكردستاني وتفتح صفحة جديدة من العلاقة بين الأحزاب السياسية في إقليم كردستان، وحيثُ يأمل جميع العراقيون أن لا تتطور الأمور الى أبعد ما هي عليه الآن، فالعراق والعراقيون ليسوا بحاجة الى فتح جبهة أخرى للإقتتال الداخلي لا سامح الله، لكن في نفس الوقت على من هم على رأس الهرم في الإقليم دراسة مطالب المتظاهرين المشروعة وصرف رواتبهم التي هي مصدر رزقهم الوحيد.
ان تلك التظاهرات مجتمعة أرسلت رسالة واضحة لمن يهمه الأمر من ان مصير العراقيين واحد من زاخو الى الفاو، فعسى أن تصل هذه الرسالة الى مسامع من بهم صمَمُ !!.
1580 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع