بقلم: سرى عامر
التربية والتعليم لا يمكن فصل احداهما عن الاخر وأساس المسألة ونجاحها مرهون بالبيئة والشعور بالأمان أولا واهتمام وزارة التربية والتعليم ثانيا فالأشخاص الذين ينشؤون في بيئة صحيحة يكونون واثقين من أنفسهم قادرين على مواجهة العالم والتعامل معه، فالتعليم اساس تقدم الامم ورقي الشعوب. وما شهده بلدنا العراق من تدهور أمني واقتصادي ادى الى تدهور التعليم في المناطق الساخنة.
أن العام الدراسي 2014/2015 شهد خفوتاً واضحاً، فلم تكتمل فرحة الإقبال على لقاء أصدقاء الدراسة، ولم تعد إثارة التعرّف إلى معلمي العام الجديد تمتزج بالخوف والرغبة في الإرضاء. فعلى الرغم من مبادرة وزارة التربية بفتح العديد من المدارس للنازحين في وسط وجنوب العراق فضلا عن اقليم كردستان في محافظاته الثلاث إلا ان هذا غير كافي ليتوفق الطالب في مسيرته فتأخر الوزارة في اخلاء بعض المدراس وتجهيزها بالمستلزمات ادت الى تأخر بدء العام الدراسي أضافة الى عدم استيعاب جميع الطلبة النازحين في هذه المدارس وعجز معضم الطلبة على ايجاد مدارس بديلة تحتويهم لعدم استقبال المدارس في اقليم كردستان لهم وبُعد اماكن نزوحهم عن المدارس المخصصة وعدم كفاية المناهج الدراسية أدت الى تحول (مدارس النازحين) في عموم العراق الى مجرد اسم وشكل ترقيعي خالي من الجوهر فنقص الكادر التدريسي والمناهج الدراسية والقرطاسية كلها ظروف ساعدت على عدم نجاح هذه المدارس اضافة الى غياب الشق التربوي فأهمال المدرس لوضع خطة تدريسية صحيحة تكفل انهاء المنهج قبل بدء الامتحانات النهائية من العام ساهمت في هذا التدهور.
فتقول والدة الطالبة تبارك الصف الثالث المتوسط بأن ابنتها خاضت الامتحان النهائي بدون اكمال المدرسة للمناهج الدراسية وهناك اكثر من مادة لم تُدرس ولولا جهود ابنتها لما اجتازت الامتحان.
هذه الظروف ادت الى فقد المدرسة لدورها كمؤسسة تربوية تعليمية وعزوف كثير من الطلاب عن الذهاب اليها وكثرة حالات الغياب من اليوم الاول وفقد الاخرين للنشاط والقدرة على التفكير والابداع لاسيما اختلاف مراكز امتحان طلبة الدراسة المنتهية فقد يبعد المركز الامتحاني ساعة او ساعتين عن مناطق سكناهم مما ادى الى عزوف الكثير من الطلبة عن الذهاب لتأدية الامتحان وبالنهاية حالات الرسوب الملحوظة .
فتحدث والد الطالبة اية في صف السادس الاعدادي النازح في محافظة سليمانية عن معاناته في نقل ابنته الى المركز الامتحاني الذي يبعد ساعة ونصف عن منطقة سكنهم مما ادى الى عدم اكمال امتحانها وتأجيل احلامها.
حاولت وزارة التربية العراقية تلافي هذه الظاهرة بوضع ثلاث ادوار للامتحان لضمان نجاح العملية التربوية، فقد قال وزير التربية العراقية الدكتور محمد اقبال: " أن الوزارة ماضية في تقديم كل خدماتها للطلبة في ظل الظروف الصعبة وهي تعمل من اجل السير بالعملية التعليمية الى بر الامان" وذكر بيان صادر عن مكتبه الاعلامي الخاص قوله: أن اقرار امتحان الدور الثالث جاء مراعاة لظروف الطلاب الاستثنائية، ونظرا للصعوبات التي يواجهها البلد الان . وقال: أن استيفاء مبلغ (25000) خمسة وعشرون الف دينار عراقي جاء من اجل صرفه كجهد اضافي يقوم به المراقبون والمصححون عن كل مادة سيمتحن الطالب فيها. اضافة الى كلفة طباعة الدفاتر الامتحانية وبقية المستلزمات.
لكن هل ضمان نجاح العملية التعليمية يستوجب استيفاء مبلغ مالي من الطلاب على الرغم من معرفة الوضع المادي الذي تمر به الغالبية العظمى من الاهالي النازحة؟ فقد سبب هذا الخبر دهشة للطلاب فلأول مرة تحدث ظاهرة استيفاء مبالغ جراء اكمال تعليمهم بعد ان كان التعليم مجاني في العراق.
وفي نهاية الامر ولكي تتحقق الجودة في التعليم، على وزارة التربية العراقية نشر ثقافة الجودة والاعتماد داخل مؤسسات التعليم، ومراقبة الكوادر التدريسية عن قرب لوضع خطة اكمال المناهج الدراسية قبل بدء الامتحانات النهائية، وارسال المشرفين الى مدارس النازحين للاشراف على التدريس، ولابد من تحديث نظم التعليم كي تنمي قدرة الطالب على التفكير والابداع، وتوفير الادوات اللازمة حتى يتمكن الطالب من ممارسة الانشطة واستخدام اساليب مختلفة للتعليم لتأهيل الطالب للتفكير العلمي.
العراق/ محافظة صلاح الدين
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1853 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع