د.طلعت الخضيري
من روائع ألأدب ألعالمي ألكاتب أسكندر دوماس روايه ألفرسان ألثلاثه
حصار مدينه الروشيل
مختصر تأريخي
إمتد صراع أتباع المذهب الكاثوليكي والبروتستانتي منذ عهد الملك لويس الثاني عشر ، حين تمت مذبحه أتباع المذهب البروتستانتي في باريس ، وسميت مذبحه برتولامي ، وعندما تلى ذلك حكم الملك هنري الرابع ، أظهر ليونه في تعامله مع أتباع المذهب الآخر ، ووهبهم عده مقاطعات في غرب فرنسا ، سكنها أصحاب المذهب البروتستانتي . وفي عهد الملك لويس الثالث عشر، تقلص عدد تلك المدن ، ولم يبق منها سوى مدينه الروشيل الساحليه ، المقابله إلى الساحل البريطاني ، وقد أمها الكثير من المحاربين والمرتزقه من جنسيات أوربيه مختلفه ، وارتبطت بصلات قويه مع بريطانيا التي كانت تتدين بنفس المذهب ، وكان من أهم أعمال الملك لويس ألثالث عشر السياسيه ، وأعمال الكاردينال ريشليو الحربيه ، هو تحرير مدينه الروشيل المنعزله ،بحصارها أولا ، ثم سقوطها وضمها سياسيا ومذهبيا إلى فرنسا .
محاوله أغتيال
وصلت الكتيبه التي ضمت دارتانيان إلى مشارف مدينه الروشيل ، حيث أقامت معسكرها. أما دارتانيان فقد شعر بالحزن لابتعاده عن أصدقائه ، وهو المهدد من إنتقام السيده ،التي عرف نفوذها وقدرتها في إيذائه ، وخرج مساء أحد الأيام يتنزه قرب المعسكر ، وصادفه غروب الشمس ، فقرر الرجوع إلى المعسكر، وإذا به يشاهد بين أغصان الأشجار ، فوهه بندقيه وجهت نحوه ، فأسرع بالإنبطاح ، ونجى بذلك من طلقه مرت فوق رأسه ، وبما أنه كان أعزل السلاح ، فلم يجد مفرا إلا أن ينهض ، ويجري بأقصى سرعه نحو المعسكر، وأخطأته عده طلقات أتت من زاويه أخرى ، أي أنه كان أكثر من شخص قد حاول قتله.
ألتطوع
تجمع أفراد الجيش بحضور قادتهم ، وأومأ قائد دارتانيان له بالقدوم نحوه ، وأخبره أن القائد العام سيطلب متطوعون في عمليه إستطلاعيه خطره ، تتطلب قيادته وأربعه من زملائه ،للذهاب للإستطلاع ، قرب قلعه سبق وأن احتلها جيش مدينه الروشيل قبل يومين أمام معسكرهم ، ، ويتوجب معرفه بقائهم بها أو مغادرتهم لها ، و عندما أعلن القائد العام عرض التطوع لتلك المهمه الخطره ، تقدم دارتانيان أولا ، ثم تلاه إثنان من زملائه ، وجنديان آخران لم يكن له معرفه بهما ، وبدأت العمليه أن تقدمهم دارتانيان ، وتبعه البقيه متوجهون نحو القلعه حتى وصلوا إلى بعد مائه قدم منها ، وكان في المقدمه دارتانيان ثم تلاه زملائه ألإثنان بينما تخلف الجنديان الآخران ، وفوجأ الجمع بطلقات مكثفه من النيران ، صادره من القلعه وأصيب من جرائها أحد رفاقه في صدره ، بينما ركض الآخرعائدا إلى معسكرهم.
وعندما حاول دارتانيان حمل زميله الجريح لإرجاعه معه إلى المعسكر ، وتم سحبه إلى زاويه لاتصل إليها الطلقات ألآتيه من القلعه ، وإذا برصاصتان تنطلقان نحوهما من الخلف، تصيب الأولى رأس الجريح المسكين فتقتله حالا ، وتمر الأخرى بجوار دارتانيان لتصيب صخره بجواره.
والتفت دارتانيان إلى الخلف ، وإذا بالجنديان ألذان كانوا خلفه ، يتقدمان نحوه حاملين بنادقهم ألتان أهملوا حشوهما من جديد ، ويتجهان نحوه لقتله ، وتضاهر دارتانيان بالسقوط على وجهه ، وعندما اقترب ا لمجرمان نحوه ، نهض شاهرا سيفه ، وتشابك معهم ، هو بسيفه وأحدهما ببندقيته ، التي استعملها كعصا، وكان النصر حليف دارتانيان ، عندما سقطت بندقيه خصمه ولم يجد الأخر إلى الفرار نحوقلعه العدو بدل أن يرجع إلى المعسكر ، والذي سيعدم به لا محاله لخيانته ، وكان من سوء حظه أن خصومهم في القلعه لم يفهموا سبب توجه الرجل نحوهم ، فأطلقوأعليه النار وسقط قتيلا على بعد قليل من دارتانيان ، أما الجندي الآخر ، فبعد عراك قصير مع دارتانيان ، سقط جريحا بسيف دارتانيان و أصيب في فخذه وصاح ( لاتقتلني ياسيدي سأقول لك كل شييء) واعترف له أن صاحبه كان فد استلم من سيده لايعرفها هو ، مبلغ من المال تقاسمه معه ، مع رساله تأمرهما بقتل دارتانيان ، ولا يزال القتيل يحمل تلك الرساله ، و قد كلفتهم تلك السيده فيما سبق بمهمه أخرى ،وهي إيقاف عربه في ضواحي باريس ، كانت ستخرج من المدينه وبها سيده ،ويجب عليهما خطفها ولكنهما أخطآ العربه، عندما ذهبا لتناول بعض الشراب في مشرب مجاور وقت مرور العربه ، والتي مرت مسرعه خارج باريس ..وطلب دارتانيان من الخائن أن يذهب لجلب الرساله من ملابس زميله القتيل ، ولكن الأخير كان يرتعد من الخوف من أن يقتل كزميله ، فما كان من دارتانيان إلا الزحف نحو الجثه ليجد الرساله وقد كتب بها ، وبدون كتابه أسم مرسلها ،ما يلي( أنكم قد فشلتم بمهمتكم أيها الأغبياء في خطف السيده وأتمنى أن لا تفشلوا هذه المره بقتل دارتانيان وإلا سيكون حسابكم عسيرا معي وسأجدكم أينما هربتم للإقتصاص منكم) ووضع دارتانيان الرساله في جيبه ، وظن أن ألسيده المعنيه في تلك الرساله ، والتي توجب خطفها ، لم تكن إلا مدام بوناسيو ، والمفروض أن الملكه قد استطاعت مساعدتها على الهرب خارج باريس، وتمت حمايتها وإقامتها في مكان آمن.
واستمر الخائن الجريح يطلب الرحمه من دارتانيان ، وعدم قتله ، أو تركه جريحا في مكانه ، أو البوح بسر جريمته والتي كان أكيدا أنه سيعدم بسببها ، فقرر الأخير العفو عنه وعدم الإبلاغ عن جريمته، على شرط توبته والخضوع إلى أوامره ، ثم أنهظه وساعده إلى الوصول إلى المعسكر واستقبل هو ، كبطل بعد ذلك الإنجازالمشرف .
هديه ألأصدقاء
طلب دارتانيان من خادمه بلانشيه معالجه جروح المجرم ، دون أن يخبر أحد بما حصل ، وأن يساعده في خدمته ، وتفاجأ عندما استلم صندوق ، يحتوي على أفخر قناني النبيذ ، ومعه رساله من صاحب فندق على مقربه من المعسكر ، يخبره به ، أنها هديه من أصدقائه الذين كانوا في فندقه ، وأسرفوا بالشراب مما دعى قائدهم إلى إعتقالهم في معسكر قريب ، وأنهم طلبوا منه إرسال تلك الهديه لرفيقهم ، وسيصلون قريبا إليه.
وقد ابتهج دارتانيان لقرب وصول رفاقه ، ودعى تلك الليله ثلاثه من رفاقه في المعسكر ، لحفله عشاء وتناول ذلك النبيذ الفاخر معه ، وعند حلول االمساء وحضور المدعوين ، جلب خادمه قنينه من ذلك النبيذ ، وسكب النبيذ في أقداح المدعويين ، وتبقى قليل من النبيذ في قعر القنينه أهداه له سيده , وكان يرافق خادمه في خدمه المدعون ذلك المجرم ، وقبل بدء العشاء بقليل ، سمع قرع الطبول ، إيذانا بوصول الملك وحاشيته وحرسه من الفرسان ، ومنهم رفاق دارتانيا ن ، فخرج دارتانيان لدعوه أصدقاءه لتناول العشاء معه وضيوفه , وبعد مراسيم إستقبال الملك ، تم انصراف الفرسان ، فتوجه رفاق دارتانيان وضيوفه لتناول العشاء في خيمته ، وفوجئوا برؤيه المجرم ، وهو يتلوى على أرض الخيمه ، وتبين أنه غافل خادم دارتانيان ، وشرب بدله ما تبقى في قنينه النبيذ ، و اتضح أن ذلك النبيذ كان مسموما. وعلم من رفاقه أنهم لم يرسلوا له ذلك النبيذ ، وبعد قليل من الوقت و آلام مبرحه ، توفي المجرم فاعتذر دارتانيان والغى الحفله ، وطلب من خادمه دفن الضحيه دون إخبار أحد بما جرى ،وقرر الفرسان الأربعه التشاور فيما بينهم خارج المعسكر ، وحددوا موعدا في مطعم قريب قرب المعسكر ، في صباح اليوم التالي.
أوبرج(فندق) عش الحمامه الحمراء
بعد وصول الملك إلى جبهه القتال ، بدأ الهجوم على جزيره راي ،التي كان يحتلها الأنكليز ، وعثروا في مقر اللورد بيكنغهام ، ألقائد الأعلى للجيش البريطاني، بعد أن ترك مقره على عجل، على وثائق تؤكد على تحالف عده دول ضد فرنسا ، وهي بريطانيا واسبانيا والنمسا واللورين ، مما زاد في تصميم الملك والكاردينال ، في تشديد الحصار على آخر معقل أعدائهم وهي مدينه الروشيل ، وسكن الكاردينال بأطراف القريه التي شيد المعسكر بقربها , وكان داره كخليه النحل يقصدها الكثير من جواسيسه وأعوانه ، أما فرسان الملك ، فلم تكن لهم واجبات تذكر ،مما أتاح لهم أن يتجولوا بين المشارب المجاوره ليلا ، بحريه ، وبتراخيص خاصه من رئيسهم ترفيل ، و كان بإمكانهم ألعوده إلى المعسكر ليلا ، بعد غلق المعسكر بوجه القادمين إليه، في أي وقت شاؤوا.
في ليله ضلماء وبعد أن قضى ألرفاق الثلاثه آتوس وأرامي و بورتوس سهرتهم في فندق منعزل ، أسمه عش الحمامه الحمراء ، ولم يكن دارتانيان برفقتهم حيث كان في واجب ليلي قرب المعسكر، كانوا في طريقهم للرجوع إلى المعسكر وهم بملابسهم العسكريه وأسلحتهم ، حذرون أن لا يتعرضوا لهجوم ما, وسمعوا فجأه أصوات خيول قادمه نحوهم ، وبعد دقائق قليله ضهر فارس ، لف جسمه برداء طويل ،ولثم وجهه ، وتبعه فارس آخر على بعد مسافه قصيره خلفه , فصاح آتوس يطلب من الفارس أن يعلن هويته , أما الأخير فأجاب أنه يأمرهم هو أن يكشفوا عن هويتهم , وشعر الفرسان أن من يأمرهم يجب أن يكون من أصحاب الرتب الرفيعه في الجيش ، فأجابه بإسمه واسم رفاقه ، وحينئذ كشف الفارس اللثام عن وجهه ولم يكن هو إلا الكاردينال ، وأمرهم أن يشرحوا له سبب وجودهم خارج المعسكر ، فأجابه آتوس أن لديهم أجازه من رئيسهم , وأنهم قضوا سهرتهم في فندق عش الحمامه الحمراء حيث تخاصموا مع بعض السكارى ، الذين حاولوا الإعتداء على نزيله في الفندق ،كانت قد وصلت إليه بنفس الليله ، يصحبها شخص آخر، وأنهم دافعوا عن شرف المرأه ، وأصابوا أعدائهم بجروح مختلفه ، مما دعى نقلهم خارج الفندق ، وأصغى الكاردينال إلى قول آتوس ووافقهم على دفاعهم عن شرف إمرأه ، ثم طلب منهم مرافقته إلى من حيث أتوا أي إلى الفندق المذكور.
جاسوسه الكاردينال
وصل ألكاردينال وحاشيته إلى باب الفندق , وطرقه الكاردينال بطرقات معينه ، خرج
تبعا لها أحد أعوانه ، و أسر له الكاردينال ببعض الكلمات التي ترتب عليها توجه الشخص ممتطيا فرس كان بانتظاره نحو باريس ، ثم ترجل الكاردينال ومن معه ، وكان في استقباله صاحب الفندق فأمره أن يستقبل الفرسان في صاله دافئه في الطابق الأرضي وتوجه صاعدا ألسلم نحو الطابق الأعلى ، وذهب مباشرتا نحو غرفه السيده التي وصلت كما ذكرنا مساء اليم نفسه.
وجلس أتوس وأصدقائه في صاله واسعه توسطتها مدفئه ، وجلس ارامي وبورتس يلعبان لعبه يتسليان بها ، بينما أخذ آتوس ألمشي في الغرفه ذهابا وإيابا ، ولفت سمعه أصوات تتحدث في غرفه الطابق الأعلى وتصل اليه بواسطه أنبوب كان يربط الصاله بتلك الغرفه ، فتقرب آتوس إلى ذلك الأنبوب وأخذ يستمع إلى ما كان يدور من حديث بين الكاردينال والسيده التي لم تكن إلا زوجته السابقه وتعرف بالسيده أو ليدي كلارك ، وبدأ الكاردينال حديثه كما يلي
- تنتظرك صباح الغد سفينه شراعيه ، ملاحوها بريطانيون ، وربانها هو أحد رجالي ، لتقومي بمأموريه خطيره في بريطانيا.
- يعني ذلك ياسيدي أنه يتوجب علي السفر هذه الليله.
- نعم وبعد نصف ساعه من ذهابي ، وسيقوم بحراستك بعض رجالي.
- إني أنتظر أوامركم لأنفذها بدقه.
- أأمرك بالذهاب لمقابله اللورد بكينغهام ، وتحذيره أنه في حاله غزوه فرنسا ، سوف يعرض حبيبته الملكه إلى الهلاك , وعدد لها بعض الأسرار عن لقائات بكنغهام والملكه بتفاصيلها ، وأنه عثر في سكن اللورد بعد طرده من آخر معقل له وهو جزيره ري قرب الساحل الفرنسي ومدينه الروشيل على وثائق فد نساها اللورد في مسكنه هناك وتدين الملكه.
- وماذا يا سيدي لو اختصرنا كل ذلك باغتيال اللورد بواسطه إمرأه ،وشخص تكلفه بذلك ، وقد أكون أنا تلك الإمرأه ، وأطلب من قداستكم طلبا واحدا هو أن تعفو عني في حاله
انتقامي ، من شخص أهانني وأهان شرفي ، وأسمه دارتانيان أحد فرسان الملك ، وأن تسلمني كتابا بالعفو عني مقدما في حاله إنتقامي منه.
ووافق الكاردينال و طلب منها ورقه وقلما وسمع آتوس فتره صمت مما دل على أن الكاردينال كان يكتب شيئا ما.
للراغبين الأطلاع على الحلقةالحلقة السادسة:
http://www.algardenia.com/maqalat/19548-2015-10-14-22-17-43.html
1987 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع