من روائع ألأدب ألعالمي روايه ألفرسان ألثلاثه/ ح ٨

                                                 

                             د.طلعت الخضيري

     

من روائع ألأدب ألعالمي ألكاتب أسكندر دوماس روايه ألفرسان ألثلاثه

         

في فجر اليوم التالي، وبعد أن أنهى دارتانيان الليله في مهمه عسكريه مع كتيبته خارج  المعسكر ‘ عاد ليجد أصدقائه مجتمعين وقد على الوجوم والقلق على وجوههم , واقترح آتوس أن يذهبوا لتناو ل الفطور في مشرب قرب المعسكر ،  وكان يقصد في ذلك ،  ألتشاور فيما بينهم خارج المعسكر  حيث يكثر جواسيس الكاردينال .
وفي طريقهم إلى المشرب ، صادف الجمع خادم آتوس غريمو،  فطلب منه سيده مرافقتهم   ، ووصلوا إلى ذلك المشرب ولكنهم فوجئوا  بكثره رواده من الجنود ، و من مختلف كتائب  معسكرهم , واقترب منهم  بعض الجنود وسأل أحدهم  دارتانيان واستطلع منه عن ما فعله في الليله السابقه ، فأخبره أنهم هاجموا قلعه سان جرفيه ،  ألتي كان قد   اعتصم بها جنود مدينه الروشيل  ثم انسحبوا  منها ،   بعد أن تكبد الطرفان بعض الخسائر وتهدمت بعض أسوره القلعه ،  وتجمع  حولهم بعد ذلك آخرون وأخذوا ينتقدون دارتانيان ومن كان معه  ، لفشلهم الأستيلاء على القلعه ،  فماكان من آتوس إلا أن عرض عليهم أن يراهن  الطرفين ، هو ورفاقه  ضد تلك المجموعه من الجنود ، بأن يذهب هو ورفاقه إلى القلعه  ،  وسوف   يتم بقائهم بها لمده ساعه  يتناولون  خلالها ، هو ورفاقه فطورهم ، ثم يعودوا للمعسكر , وتم الرهان  بين الطرفين ، وأودع مبلغ الرهان  عند صاحب المشرب ، الذي جهزلاتوس  ورفاقه سله الفطور والتي حملها الخادم غريمو ،وتوجه الرفاق الأربعه مع الخادم نحو تلك  القلعه ،  بينما انتشر خبر ذلك الرهان العجيب في المعسكر ، وتجمع جميع من فيه  ليشاهدوا ماذا سيحصل لهؤلاء المجانين وخادمهم ، واستفسر الأصدقاء من آتوس عن  سبب عرضه ذلك  الرهان ،  فأخبرهم أنه لم يجد مكان آمن آخر للتحدث فيما بينهم غير تلك القلعه البعيده عن أعين الكاردينال ، وأنه يريد أن يتداول معهم في سبيل إنقاذ رفيقهم دارتانيان من أنتقام السيده كلارك ،التي ستحاول المستحيل لقتله .
ووصل الجمع إلى القلعه  وكان قد تركها  أعدائهم بعد مناوشات الليله السابقه بين الطرفين , ووجدوا جثث  بعض جنودها مرميه على  أرضها  ،مع بنادقهم ، فأمر أتوس خادمه بجمع البنادق من حول الجثث ،وكان عددهم إثنى عشر، كذلك تكديس رصاص  البنادق التي كانت مبعثره  بجنبها.
تربع الأصدقاء حول سله الغذاء لتناول  فطورهم ،وتركوا الخادم يراقب ماحول القلعه من جهه أعدائهم ،  وقبل أن يبدأو بتناول الغذاء  وإذا بالخادم يناديهم ليروا قدوم مجموعه من الرجال ، قادمين من  مدينه الروشيل ومتوجهين نحوهم  ، وعندما اقترب الرفاق   تبين لهم أن المجموعه تتألف من عشره عمال ،  حاملين معهم أدوات البناء بغيه ترميم ما تهدم من جدران القلعه  خلال  معركه الليله الماظيه ،, وتسلح  الفرسان بالبنادق والعتاد  وقرروا أن لا يهاجموا العمال المساكين ومن معهم ، وانتظروا  حتى اقترب الجمع على مسافه قصيره  منهم ، ثم نادوا طالبين منهم الرجوع  إلى  من حيث أتوا،  وتفاجأ القادمون بوجود أشخاص في القلعه ، وتشاوروا فيما بينهم ثم قرروا التقدم نحو هدفهم  ، مما دفع دارتانيان ورفاقه إلى إطلاق النار عليهم وقتل بعض الجنود مما أدى إلى هرب  المجموعه إلى  من حيث أتوا ، أما آتوس فأخبر جماعته أنه من المأكد  أن هناك قوه  عسكريه  من أعدائهم ستاتي  لقتالهم بعد عوده  العمال  الهاربين إلى المدينه ، لذا أعد خطته للدفاع عن أنفسهم ، و طلب من خادمه جمع الجنود القتلى في القلعه ، وتوزيعهم خلف جدارها وبوضعيه الوقوف  وبجنبهم بعض البنادق ، ليخيل لأعدائهم عند قدومهم أن هناك قوه مدافعه كبيره ستقابلهم , وطلب من الخادم تجهيز البنادق  الأخرى وذخيرتها لهم , والبقاء للمراقبه  ’ وأمره أيضا بأن يضع  غطاء  سله الغذاء ألبيضاء اللون في أعلى عمود كان بقربهم ، ليعلم من في معسكرهم أنهم ، وحسب الرهان ، موجودون فعلا في القلعه ،  وأطاع الخادم أمر سيده  ورفع الرايه البيضاء  فضج  جنود المعسكرألذين كانوا يراقبون من بعد ما يجري في القلعه ،  بالهتاف والتصفيق لشجاعه زملائهم.
عاد الأصدقاء لتناول فطورهم ، والتحدث وتدبر ماسيحصل لهم في المستقبل القريب ، فشرح آتوس مادار في الليله الماظيه بين ألكاردينال والسيده كلارك ، دون أن يتطرق إلى سره الشخصي معها ،  واستنتج أن دارتانيان وهم جميعا ، سيكونوا في خطر دائم في ألأيام والأسابيع القادمه ، وأن السيده ستعمل المستحيل للأنتقام منهم ، كذلك تخطيطها  لاغتيال  اللورد بيكنغهام  ، واحتمال إيذاء السيده بوناسيو  حبيبه دارتانيان ، وأصر دارتانيان على وجوب  إبلاغ الملكه بالأمر ،  وهم جميعا في  خدمه  الملك والملكه ،  واعترافا لها بجميلها في إنقاذ حبيبته من بطش الكاردينال  ، وتهريبها من سجنها  إلى مكان آمن , ووعدهم  آرامي كتابه رساله  إلى شخص يوصل  ذلك  التحذير إلى الملكه.
وبينما كانوا مستمرين بالتحدث سمعوا نداء الخادم لهم  بالقدوم نحوه ، فأسرعوا نحوه ليروا أن  ثله من الجيش تتقدم نحوهم ، وبرباطه جأش قاد آتوس رفاقه  لمعركه غير متكافئه العدد ، فكما أسلفنا وضع الجنود  القتلى  في معركه الليله الماضيه ،  بوضعيه وقوف ،  خلف متاريس القلعه ،  وكأنهم أحياء يدافعون  عنها ،  وبجانبهم بعض البنادق ، وانتظروا إقتراب  جيش العدو منهم ،  ليرموهم ببعض الطلقات التي قتلت أربعه منهم ولكن ذلك لم يمنعهم من التقدم ،  والبدأ بتسلق ممر يؤدي إلى  ثغره في جدار القلعه  ، الذي سبق  وأن أصيب  بقذيفه مدفع في المعركه السابقه ،  وصار مائلا بزاويه  خطره ، وهنا أظهر آتوس براعه ستراتيجيته عندما أمر رفاقه بدفع  الحائط المتهالك بدفعه واحد ،  أسقطته على رؤوس المهاجمين الذين كانوا قد تواجدوا أسفله ، فقتل من قتل وتراجع من  بقى منهم حيا بعيدا عن الفلعه ليستعدوا إلى هجوم آخر ، واستغل الرفاق تلك الفتره  أن غادروا  القلعه حاملين معهم رايتهم البيضاء ووصلوا سالمين إلى معسكرهم تحت هتافات وتصفيق زملائهم , واستدعاهم بعد ذلك قائدهم ترفيل  ليخبرهم أن ألكاردينال  قد سر لشجاعتهم وإن كان قد لامهم لتهورهم ، وأمر أن يلحق دارتانيان في كتيبتهم ليتم لم شملهم جميعا في كتيبه واحده.
ذهب دارتانيان عصرذلك اليوم  لوداع قائد كتيبته الجنرال أيسار، بعد أن صدر الأمر بانضمامه إلى كتيبه الفرسان ،وانتهز الفرصه أن طلب من رئيسه تقدير قيمه خاتم الملكه  ألذي كان بحوزته ،  وعرض عليه  الأخير شرائه منه ،  وتم ذلك  لأن دارتانيان كان بحاجه  إلى   إلمال أولا ،لتجهيز نفسه بملابس وأسلحه  الفرسان ، وثانيا للتخلص من خاتم ثمين قد  يدل على من أهداه له ، وهو لايزال في خطر الإنتقام من عدوته السيده كلارك ، ودعاهم قائد الفرسان ترفيل  إلى  حفله عشاء إحتفالا بانضمام الفارس الجديد تحت إمرته.
مشكله عائليه
أجتمع الرفاق الأربعه ليلا ليخططوا في إرسال رسولين ،  أحدهما لصديقه الملكه مدام شفروز ، والتي لم يكشف لهم أبدا  صديقها آرامي عن إسمها ،  وإنما كان يكتفي بأن يدعي أن  له  قريبه  بسيطه قد تستطيع مساعدتهم ،  كما كان يدعي أن الثروه التي وصلته مؤخرا كانت من ناشر قصائده ، وابتدأ آتوس بشرح  أولا مضمون الرساله التي سيتم  كتابتها   إلى قريبه آرامي لتحذير الملكه ، وأنه يقترح أن تكون الرساله عائليه  ،   فإن مثل تلك الرسائل  لن تعرض أصحابها للخطر حتى لو اطلع عليها جواسيس الكاردينال ،  أما الرساله الثانيه فستكون إلى اللورد وينتر ، أخ زوج السيده  كلارك   يكتبها له دارتانيان ، حيث سبق له معرفته وصداقته به  بعد المبارزه التي سبق وأن ذكرناها  ، وعفى دارتانيان عنه بعد أن كان قد تمكن من قتله لو أراد ذلك , وأن يكون موضوع الرساله شخصي  كما يتبادل أمثالها  ألأصدقاء ،  واتفق الجميع على إرسال إثنان من خدمهم لإنجاز أيصال الرسائل ،  بما أن مغادره الخدم لن تجلب أنضار أو فضول  أحد في المعسكر.
وكلف الرفاق  صديقهم  ألأديب أرامي بكتابه الرسالتين ،  وكانت الأولى إلى لورد وينتر على أن يكون مضمونها شخصي جدا نظرا وأن  البلدين في حاله حرب ، وكتبت تلك رساله كما يلي وهي مرسله من دارتانيان
- سيدي أللورد
لقد سبق وأن تمت  معرفتنا  ببعض ، بعد مبارزه تمت بيننا خلف حديقه لوكسانبورغ ، وتوجب علي أن أكتب لكم محذرا ، أن السيده وريثتكم ألمسماه ألسيده كلارك  قد تزوجت فيما سبق بزوج فرنسي  وهو حي وموجود في فرنسا  ، ولا تزال على ذمته ،  مما يدعو على أن زواجها الثاني باطل ونوع من الغش ، وإذا أردت أن تتأكد  من ماظيها فما عليك إلا  النظر إلى وشم وضع على كتفها الأيسر،  إنها غادرت  منطقه  الروشيل في الليله السابقه متجهه إليكم ، ولديها مخطط سيىء وخطر ،  تريد إنجازه قربكم ، ووجب علي أن أخبركم بذلك:
واستحسن الرفاق أسلوب الرساله المرسله التي تم صياغتها بذلك الأسلوب الشخصي البحت.
وتبقى على أرامي كتابه الرساله الثانيه إلى صديقه الملكه ، فبدأ بكتابتها كما يلي
- أبنه عمي العزيزه ميشون
إن سماحه الكاردينال ،حفظه الله وأبقاه هو  عزا لفرنسا ،  وإحباطا لأعدائها من الكفره في مدينه الروشيل ، ومن المحتمل أن جيش القائد بكنغهام لن يصل أبدا  لإنقاذ المدينه  المحاصره وقد يكون ذلك لأسباب قاهره ستمنع ذلك  القائد للتوجه نحونا. أرسلي هذه  الأخبار الساره لأختك العزيزه ، وإنني قد رأيت في الحلم أن بكنغهام قد مات مقتولا   ،  لا أتذكر بالسم أم بالسلاح ،  وأن  أحلامي  تتحقق عاده. وسيبقى لنا  قداسه الكاردينال  ذخرا ،  ومدافعا عن بلدنا ، وندعوا له جميعا أن يحفظه  الله لنا , وأدعو أن أبقى حيا للقائكم  قريبا.
وهنأ  الرفاق رفيقهم على تلك  الكتابه الإنشائيه التي تبعدهم عن أي مسائله  ‘ في حاله وقوعها بين أيدي أتباع الكاردينال.
وتبقى تدبير الرسل  ، فتم اختيار خادم دارتانيان بلانشيه لتوصيل رساله بريطانيا وأعطي له مده عشرون يوما للذهاب والإياب , ونصف مبلغ يستلمه عند المغادره  والآخر  عند رجوعه بعد عشرون يوما ،  وهمس دارتانيان بإذنه سرا  أن يخبر اللورد  بنيه الكاردينال أغتياله ،,وحدد لخادم أرامي مده اسبوع لتلك المهمه بنفس شروط صاحبه وأن يتوجه ألإثنان
صباح اليم التالي أحدهما كماأسلفنا إلى لندن والآخر الى مدينه تور،حيث توجد  صديقه  الملكه مدام شفروز ، والتي أرسل لها الخطاب على أنها أبنه عم آرامي.
وبعد أسبوع  رجع خادم أرامي ومعه رساله  قرأها أرامي لرفاقه وكان مضمونها:
أبن عمي  العزيز
قرأت وأختي رسالتك ، وبالرغم  أننا  نجيد تفسير الأحلام ، وتفهمنا لكل ما كتبته لنا , ولكننى  أتمنى أن يكون حلمك في  المنام أضغاث أحلام ، وأنه لن يتحقق ،  وترجع الينا سالما. مع أطيب تحياتي وتحيات أختي.
وضحك الجميع لما تضمنته  الرساله من أغلاط إملائيه كثيره ـ تعمدت كاتبه الرساله صياغتها  لتأكد أن  الرساله أرسلت من قبل  فتاه بسيطه  التعليم.
وتم رجوع خادم دارتانيان  كما رسم لها بعد عشرون يوما ومعه رساله من  اللورد ونتر أقتصرت على الكلمات التاليه ( كل شيىء  على ما يرام إطمأن).

للراغبين الأطلاع على الحلقةالسابعة:

http://www.algardenia.com/maqalat/19653-2015-10-23-18-54-01.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2012 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع