يخشى على العراقيون ان يكونوا شهود زور على المحتلين

                                                            

                                        فلاح ميرزا

 من المؤكد ان الامم الحية التاريخية هى التى تجعل من ميراثها وتاريخها مساعدا لها على مد جسورالتواصل ونسج خيوط هويتها فى حين تعمل الامم المأزومة على النبش من تاريخها عما يفسد حاضرها ويهلك مصبرها  وصحيح ان الوضع العربى المتراجع لايزال يلقى بظلاله على هزال قواه وهو جانب لايمكننا انكاره بحال من الاحوال اضافة الى ضعف مواقف قادته لايزال عنصر اساسى لما يجرى ولو فعلوا لسد عوامل الفرقة ورد التدخلات الاجنبية لكان افضل لهم بدلا ان يرضى هؤلاء لانفسهم ان يكونوا شهود زور على انفسهم فى موضوع تقسيم العراق

او وضعه المأساوى الذى يعيشه اليوم من اجل ارضاء اسيادهم المحتلين  الذين وعدوهم بمكاسب هامشية لم يتحقق منها اى شئ بل تحولت الى دمار وفساد واقتتال وهروب , فالجماعات الطائفية والتى لاتتورع عن ممارسة العنف والقتل بحجة الدفاع عن المذهب أو الطائفة انما تعجل الخطى نحو العلمانية قبل غيرها وهنا نوعا من المفارقة الغريبة وضربا من الجمع بين ملا يجمع القول بان بعض الجماعات الدينية الناقمة على العلمانية والعلمانيين والتى انتدبت نفسها لمحاربتها ان تكون اكبر دعاة الحل العلمانى بلا وعى منها , فعلا انها مقاربة عجيبة  ان هذه الجماعة بجكم طبيعتها من ضيق الافق الفكرى والدينى فضلا  عن منزعها الاستعبادى والعنفى فانها تدفع بالامور دفعا نحو تعميق التمزقات الدينية والاجتماعية وتجعل من المعطيات الدينية عامل تفجير للحمة الداخلية وتمزيق عرى السلم الاهلى عوضا ان يكون عامل لتوحيد ورأب للتصدعات  وماحصل للعراق مثلا مع مسألة الاستيلاء على السلطة بدون حق بما يشبه الغنيمة التى يتوجب اختطافها او الاستئثار بها لصالح طائفة على  حساب بقية التشكيلات الاجتماعية والمذهبية الاخرى او حينما يتحول الانتماء الطائفى الى جماعة مغلقة تريد الثأرلنفسها او الانتقام من غيرها فان ذلك لن يخلف الاالصرعات وتغذية الاحقاد ومن ثم اعطاء مشروعية الحل العلمانى الذى كان سائدا قبل الاحتلال وقد يقول البعض ان الوضع الراهن للاحتراب الطائفى على النحو الذى يشهده  بلدنا وما نشهده فى اقطار عربية اخرى ماعاد يفيد التشبث بالمبادئ  بقدر الاتجاه الى اتباع الخطوات الصحيحة التى يتوجب قطعها لمعالجة هذا الخلل وتبدأ بارجاع الطوائف  الى حجمها ووضعها الطبيعين باعتبارها فقهية ومدارس كلامية وليست كتلا دينية وهويات اجتماعية سياسية مغلقة فالمشكلة لاتكمن بالانتماء لهذا المذهب او ذلك بل فى تحويل المذاهب الى طوائف مغلقة على نفسها فتتربص الدوائر بعضها ببعض مثلما يتم تحويل القبائل الى ضرب من القبلية المقيته وصحيح ان هنالك خلافات فقهية واصولية وتاريخية بين الشيعة والسنة لم تحسم بالامس البعيد والقريب مثلما هى لن تحسم اليوم او غد ولكن هذه القضايا يجب ان تظل موضع تحاور بين علماء المسلمين ومفكريهم  بدلا ان تكون بديلا للمساجلات العقيمة والتنازع بالالقاب  خاصة وان كثير من القضايا التى يثار حولها الضجيج هي مخلفات التاريخ وصرعات الماضى اكثر مما هى تعبير عن مشكلات الحاضر  انه لامر محزن ومخجل فى ذات الوقت ان تتورع بعض الجماعات المتعصبة  على استدعاء مقولات مرفوضة لبعض الجماعات من مصنفات جارحة  فالحرب اولها الكلام وعلى ماقالت العرب نعم هناك مظالم لكن لايكون ذلك على حساب سب الصحابة وتجريحهم  غير ان العدل والانصاف هو ترسيخ عرى الوحدة بين المسلمين بالعودة الى تاريخنا الذى امتلا بالمبادى الانسانية والقيم والعدل والمساواة واحترام اصحاب الكتاب من غير الامم فتلك هى ثقافتنا منذ بدء الرسالة الايمانية التى بشر بها الرسول (ص) فى حين نرى ثقافة الاخرين كيف تحولت تجاه شعوبهم والشعوب الاخرى . اصبح العرب وعاء لتلقى الوافدوالاستنساخ الاعمى للاخر وعليه فانهم مقبلون على دخول مرحلة من السبات المديد او بقى العقل العربى على حاله مقيد الحرية تسوده الطائفية والانتقام لما لاتتفق لهواءه معاه هكذا يقول دعاة الاحتلال .
الثقافة الامريكية الحالية هى ليست كما كانت فى مراحلها السابقة لان اخلاقها السياسية التقليدية شهدت تنظيرا وتطبيقا على النحو الذى يرى بها تبريرا لسياسة التمدد فوق السيادات القومية والوطنية بمعنى السيطرة    والنفوذ بوصفها امرا لاطائل منه مادام جيل مابعد الحرب الباردة من القادة الوطنيين يشعر بالحرج عند القول بمبدأ المصالح القومية  كما ذكر ذلك كسينجر فإنَّه سيحقِّق شللاً تراكمياً وليس ارتقاءً أخلاقياً" ومرّة أخرى سيقول فرانسيس فوكوياما (منظِّر نهاية التاريخ في بداية التسعينات) كلاماً دالاًّ على هذه النقطة: " إنَّ البلد الذي يجعل من حقوق الإنسان عنصراً أساسياً في سياسته الخارجية يميل إلى الوعظ الأخلاقي عديم الجدوى في أحسن الأحوال، وإلى استخدام العنف المفرط بحثاً عن أهداف أخلاقية في أسوأ الأحوال .
أما الناقد والكاتب ( اندرو سوليفان فيقول : ( لقد تعلم العالم درســـا قاسيا ، إلا انه كان اشد قسوة على عشرات آلاف القتلى العراقيين الأبرياء مقارنة بمجموعة المثقفين الذين تعرضوا للإذلال ) .. ويعتـــــرف ( سوليفان ) : ( الاستجابة الصحيحة ليست في المزيد من اللف والدوران بل في الإحساس بالعار والحزن ) فى     المحصلة ) ..،  المتحدة ذهبت إلى الحرب وتبعتها بريطانيا استنادا إلى اعتقاد بان تغيير النظام في العراق قد يُمكن استخدامه كنموذج في إعادة تشكيل منطقة الشرق..الاوسط باسرها ويعترف السفير الامريكى السابق فى العراق (نغروبنتى) بالفشل فيقول ( إن الفشل الأمريكي في العراق قد يدفع نحو سيناريو حرب أهلية تصل بالعراق حد التقسيم ، وحين يحدث ذلك ستدب الفوضى في المنطقة ، بينما يمكن أن تنتقل عدوى التقسيم إلى السعودية وبلدان أخرى ) ..
وفي الأحداث والتطورات المأساوية في العراق لم يعد بأمكان الولايات المتحدة أن تخفي أن ديمقراطيتها الموعودة للعراقيين تحولت إلى موت يومي ، فالكاتب الأمريكي ( فولر ) الذي يعرف ماذا فعلت حكومته في أماكن أخرى من العالم ، يسوق الدليل التالي على مدى تورطها في مسلسل الموت اليومي الذي يعصف بالشعب العراقي من قتل واغتـيالات وزرع لبــذور حرب أهلية ، فيقول عمليات الاغتيال :    فان الموت اليومي هو فعل أمريكي على كل حال ، سواء أتم ذلك بأيد أمريكية أم بأيد عراقية تعمل تحت الإمرة الأمريكي) ولاهمية هذا الموضوع وحول هذ التحول فى الفكر السياسى الأمريكي يتفق محللون سياسيون عالميون على أن هناك أجماعا بين الادارة الامريكية التى تضم الحزبين الجمهوري والديمقراطى على الهيئات الدولية  من اجل معالجة أي محاولة تعيد النظر في المصالح القائمة مع بقاء الجدل قائما حول طبيعة تدخل الأمم المتحدة ومداه في ألازمات الجديدة مع إبقاء خيار استخدام القوة قائما وحسب ظروف ألازمة وتأثيراتها على المصالح العليا للولايات المتحدة .. فالجمهوريون  يرون بان المجتمع الدولى لايشكل اهمية بالنسبة لقرارات امريكا وان كان يشكل عائقا اى لاشان للامم المتحدة بها بل يجب منحها الاولوية ولحلفائها فى حين يصر الحزب الديمقراطى على ضرورة التدخل ضمن الاطر القانونية الدولية حتى يمكن للدول الكبرى ان تشترك فى ذلك. ويزعم مناصرو التفوق الأمريكي أن الحفاظ على هذا المبدأ وتطبيقه هو كون الولايات المتحدة الدولة الوحيدة القادرة على تامين الاستقرار وفرض احترام النظام الدولي القائم ..وبالنسبة للديمقراطية التى تقع ضمن المنظور الامريكى لايجب ان يهمش دورها فى حركتها نحو استعمار العالم  الدكتور ( فرنسيس فوكاياما ) مؤلف كتاب ( نهاية التاريخ ) الذي يدعو إلى تحقيق الديمقراطية الليبرالية وحسب رأيه فان الديمقراطية تمنع العدوانية ويعتبر الانتقال إلى الديمقراطية مصدر استقرار في النظام العالمى, خلاصة هذا الاتجاه هو السير نحو الديمقراطية لا يؤدي بالضرورة إلى انتهاج سياسة سلمية وخاضعة لمتطلبات النظام الدولي ، بل أن ذلك سـيوفر فرصة لشعوب ،هي في صراع مع الغرب ، بان تعبر عن عدائها له .. وحسب أصحاب هذا الاتجاه ، فان الأفضل للغرب هو المساهمة في إجهاض المسيرة الديمقراطية في مثل هذه الحالات وهم يرون انه مع سقوط الشيوعية تحول الصراع من المستوى الأستبدادىوالدكتاتورى الى المستوى الحضارى.  ولا يدخل فوكياما) فى تفاصيل  التحليل الجيوسياسي للوطن العربي ، بل يرسم ، بصورة غير مباشرة ، حدود الشرق الأوسط كوحدة جيوسياسية تجمع بين النفط وإسرائيل ودول الجـــوار لها.. وحسب هذه النظرية فان تدخل الديمقراطيات في شؤون ( العالم التاريخي ) يظل ضروريا من اجل ضبطه باعتباره مصدر تهديد سياسي وعسكري لها ويتم ذلك عن طريق التضامن فيما بينها ، ويجب إعادة النظر في دور الأمم المتحدة ومشاركة ( العالم التاريخي ) القرارات  وان رســـــــــــــــم خارطة جيو اقتصادية بحيث يستعاض عن مبدأ الاحتواء بمبدأ التوسع الديمقراطي ، وبما أن هذه الدول تعيش أزمات اقتصادية فلا بد من دعم اقتصادي أمريكي لها ..وحسب رؤية ( والتز ) فــــــــأن ( الدول العاصية ) الموجودة في الشرق الأوسط لم تعد مصدر تحدٍ أساسي بقدر ما أصبــحت تصنف علـى أنها دول خارجة عن إطار اللعبة المتفق عليها دوليا  فى حين  يرى كيسنجر فى نظرية موازين  القوى وتدعو إلى ضرورة التخلي عن المقاييس الأيديولوجية الصرفة وتحذر من مجمل السياسات المضطربة بين الدول الاوروبية التى مازالت تنظر بحذر للتطورات الاخيرة فى المنطقة التى تعيد الى الاذهان تصريحات وزير الخارجية الامريكى الاسيق هنرى كيسنجر حول الصراع فى سوريا خاصة والانظمة العربية عامة الذى تتسم سياساتها على نفس الاسلوب الغاب عن النقد بل لم يجر في تاريخنا العربي السياسي المعاصر أن مارسنا النقد الذاتي لتصحيح السياسات وتطوير آليات عمل تنقل بلداننا إلى اللحظة المعاصرة ، وتغيير المنهجية ، فلا زال  البعض يعتبرها هبة إلهية وليست حقا طبيعيا ، لذلك غابت عنا شروط النهضة ( الحرية ، الابداع العلمي، المنطق التعليلي ،العقل  النقدي ،التخطيط العقلاني لتنمية القطاعات كافة الخ) ، ومن هنا اصبح العرب وعاء  لتلقي الوافد ، والإستنساخ الاعمى للآخر، وعليه فإن العرب  مقبلون على دخول مرحلة من السبات المديد أو، إذا بقي العقل العربي على حاله :  مقيد الحرية وتسوده الطائفية والانتقام لم لاتتفق اهواءه معاه وكلاهم يدعون انهم يحتكرون الحقيقة السماوية ولذلك كان سهلا على صانعى السياسة الامريكية فقدإحتفظت الولايات المتحدة وعلى مدى سنوات مديدة بإستراتيجية تغيير الأنظمة السياسية الوطنية بمنطق القوة العمياء، عبر سيناريوهات متنوعة الاشكال والادوات تارة تعمد إلى تدبير الإنقلابات العسكرية وأخرى عن طريق إثارة الفتن الداخلية والإحتراب الاهلي، أو شن الحروب العدوانية المباشرة.. وكان اللجوء إلى العنف المسلح، يتم تحت طائلة من الذرائع البائسة من قبيل التصدى للخطر الاحمر، والتطهير العرقي، الدكتاتوريات، ومنذ أحداث الحادي عشر 2001 والعالم أصبح يراقب بحذر وخوف تحرك الولايات المتحدة، نظرا لما قد ينتج عن ذلك التحرك من تأثير سلبي على هذه الدولة او تلك، وقد أصبحت أمريكا بعد تلك الأحداث وحشا هائجا لا يحكّم أي عقل او منطق في تصرفاته وردّات فعله بل أصبح الانتقام هو أساس التحرك، وقاعدة للحكم في وجه كل ما هو عربي وإسلامي. بدعوى الخطر الاخضر.. وحدث هذا كله ويحدث في عالم لم يعد يؤمن بمبادئ النفعية في السياسة  ومقولة الكاتب الأمريكي (هرمان ملفيل): «لا نستطيع إراقة قطرة واحدة من الدم الأمريكي من دون أن يُراق دم العالم كله. دَمُنا نحن أشبه بطوفان الأمازون. إنه دم مؤلف من مئات التيارات النبيلة المترافدة في مجرى واحد. نحن لسنا أمة، بمقدار ما نحن عالم. فما لم نكن قادرين على أن نزعم أن العالم كله هو لأبينا وسيدنا، مثل ملك إبراهيم، يبقى نسبنا ضائعاً في الأبوة الكونية الشاملة  بمثل هذه الروح الفاشية تتكئ الأيديولوجيا الأمريكية،  يشترك فيها السياسي والديني، والغيبي والأرضي، من دون تفاوت. وهي روح لا تزال مستمرة وسارية في الزمان والمكان منذ عهد الاستيطان. وقدشبه اول حاكم لمدينة بوسطن مدينته بالقدس الجديدة
وبعد قرون انكشف الخطاب الأمريكي عن رسولية مزعومة لا تفاجئ أحداً، تقول أدبياتها (على الأمريكيين حمل مشعل الأخلاق السياسي والعسكري في قانون القوة المقدسة ، كما عليهم أن يصبحوا قدوة للشعوب من هذه الفكرة بدأت  أمريكا بالأيديولوجيا لتؤسس الدولة  بالفكرة، ثم لتحيي فكرة الأمة بان لا يوجد عرق أمريكي بل عقيدة أمريكية وهي آخر صياغات العقل السياسي الامريكي في العقدين الاول والثاني من الالفية الثالثة ..  ويروج  لها في الوطن العربي ، تيار (الليبراليين الجدد). أصحاب نظرية (الحد الأدنى) والقبول بالأمر الواقع،  القائم على مهادنة الأعداء، والتطبيع مع الكيان الصهيوني المغتصب، والاستقواء بجيوش الأجنبي لتدمير الشعوب وإحتلال الاوطان؛ عن طريق تزييف المفاهيم وتزوير الحقائق ، وأضاليل شعارات الإصلاح والتعددية والديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة ، لإنتاج وعي مغاير يدعو إلى تفكيك وحدة الدول وتجزئة المجتمعات بإسم المحاصصة الدينية والمذهبية والعرقية  لإقامة دول الطوائف  وفيدراليات  الاحزاب ، وماحدث في العراق برهان صريح على مشروع التآكل الجغرافي والتفتيت السكاني فقد تجاوز عدد المهجرين والمهاجرين الملايين  فكان البديل هو النزوع إلى فرض أيديولوجية الفقيه على دول الجوار العربي ، وكان العراق في مقدمة أهداف المشروع التوسعي فالعراق لدى منظري نظام الملالي  وقادتها يمثل الرأس العربي الذي ينبغي الإطاحة به أولا، قبل الشروع في إجتياح الخليج العربي ، للمضي إلى إختراق مصر والوصول إلى شمال افريقيا . وهو ماأكده يونسي نفسه  معتبرا أن كل منطقة شرق الأوسط إيرانية قائلا "(سندافع عن كل شعوب المنطقة، لأننا نعتبرهم جزءا من إيران، وسنقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية)"، على حد تعبيره. وقد تماهى العقل السياسي في الإنسياق الايديولوجي إلى حد التصريح الفاضح  بأن بغداد اصبجت عاصمة للامبراطورية الايرانية، جاء ذلك على لسان الشيخ علي يونسي وزير الاستخبارات السابق ومستشار الرئيس روحاني لذا إما أن نقاتل معا أو نتحد   إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي
 وقد أكدت المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الانسان ومراكز الرصد الوطني بأن عمليات تصفية  الكفاءات العلمية  تدل أرقامها وكيفياتها على تواطئ قوات الولايات المتحدة مع جهاز الموساد الاسرائيلي والاحزاب الدينية ، بتوفيرها الاجواء المناسبة أمام قوات حرس ولاية الفقيه، في إعداد وتدريب وتسليح  فرق الموت لإغتيال العلماء والاكاديميين وذوي الكفاءات المعرفية ، لإفراغ البلاد من عناصر القوة القادرة على إعادة  البناء والتنمية ـ  وتشير الوقائع الموضوعية إلى ماهية وطبيعة الاهداف والغايات التي تلتقي فيها المصالح الدولية بالنوازع  السياسية سواء في واشنطن أو تل أبيب ، وقد يمتد الطريق إلى طهران،  بالرغم من التناقضات الاايديولوجية، وإختلاف المعتقدات الدينية،  فكل طرف من هذه الاطراف آت من شرق العالم أو من غربه ، منفردا أم مجتمعا في الخفاء أم في العلن، يبحث عن موطأ قدم له  داخل المنطقة العربية،  ليشكل منها مستعمرة نفوذ،  ينطلق منها  لتسويق مشاريعه السياسية والإقتصادية والثقافية،  كل حسب إيديولوجيته وشعاراته وأساطيره ادركت الاحزاب الدينية في يغداد تحت وطأة  الحراك السياسي القائم  في جنوب ووسط العراق  بأنها لم تعد تحظى بأي دعم  حتى من داخل طوائفها ،  بعد إفتضاح  سلوكها الاجرامي وفسادها المالي والاداري ، وبعد أن أغرقت البلد بمشاكل مالية  يصعب معالجتها على المدى المنظور، ومن هنا فإن حكومة العبادي  المطوقة  من كل جانب ، وجدت في التحالف  وسيلة  للخلاص،  ولم تجد هذه الاحزاب حليفا أفضل من إيران ، التي كان لها دورها في تنصيب حزب الدعوة والمنظمات الموالية  على رقاب العراقيين  ، وتمكين حكومة المحاصصة الوضيعة   من  إحكام القبضة على نظام الحكم والهيمنة على مرافق الدولة ـ

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1558 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع