وهاهم يعلنون وفاة العرب

                                                            

                                     بثينة خليفة قاسم

أول من استخدم هذا التعبير هو الشاعر العربي السوري نزار قباني في قصيدته الشهيرة “متى يعلنون وفاة العرب”، وثاني من استخدمه الشاعر الراحل غازي القصيبي، عندما رد على نزار في لحظة من اللحظات السيئة التي انفعل فيها الشاعر.

ولكن مدير الاستخبارات الأميركية “سي آي إيه” ومعه مدير الاستخبارات الفرنسية أخرا إعلانهما عن وفاة العرب وأعلنا ذلك فقط قبل أيام في لقاء جمع بينهما في إحدى الجامعات الأميركية، حيث قال رئيس الاستخبارات الفرنسية: “الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة”، مؤكِّدًا أن دولا مثل العراق أو سوريا لن تستعيد أبدا حدودها السابقة.
وقال: “نحن نرى ان سوريا مقسمة على الارض، النظام لا يسيطر الا على جزء صغير من البلد: ثلث البلد الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية. الشمال يسيطر عليه الاكراد، ولدينا هذه المنطقة في الوسط التي يسيطر عليها داعش”.
وأكّد ان “الامر نفسه ينطبق على العراق”، مضيفا “لا اعتقد ان هناك امكانية للعودة إلى الوضع السابق”.
وتوقع الرجل أن منطقتنا سوف تستقر في المستقبل ولكن وفق خرائط أو خطوط جديدة.
ورد عليه رئيس السي آي إيه مؤكدا كلامه بالقول: “عندما انظر إلى الدمار في سوريا وليبيا والعراق واليمن يصعب علي ان اتخيل وجود حكومة مركزية في هذه الدول قادرة على ممارسة سيطرة أو سلطة على هذه الحدود التي رسمت بعد الحرب العالمية الثانية”.
هذه هي النتيجة النهائية للسياسة الأميركية في المنطقة، وها هو الشرق الأوسط الجديد يطل برأسه ويولد على أنقاض الدول العربية التي استغفلت وتم جرها إلى حروب طائفية وعرقية تحت شعارات خادعة ووعود كاذبة.
وها هي حروب الجيل الرابع كما يطلقون عليها تحقق أحلام شمعون بيريز وتنفذ مرحلة جديدة من مراحل تقسيم الأمة العربية لصالح إسرائيل وإيران، فهل يمكننا المحافظة على ما تبقى من جسد الأمة ونحافظ على قلبها وبعض أعضائها وأطرافها المهمة، طالما أنه بات من المستحيل تجبير الأجزاء التي تكسرت واحترقت؟.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2169 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع