علي الزاغيني
الوحدة وفقدان الأحبة وقساوة الزمن وربما الشعور بالمرارة هي التي جعلت من المواطن( صفاء نوري ) ينتحر برمي نفسه من فوق (جسر ألسنك) وسط العاصمة بغداد ولكن الشرطة النهرية أنقذته من الموت باللحظات الأخيرة عن طريق الصدفة ,
ولو تأملنا قليلا بالتقرير التي بثته قناة الحرة عراق لوجدنا ان السيد صفاء حاول الانتحار بعد ان فقد الأحبة والوحدة والشعور بالمرارة بعد قضى أكثر من خمسة عشر عاما في الجيش و انه قاسى وعانى عشر سنين اخرى من حياته أسيراً إثناء الحرب العراقية الإيرانية هذا ما دفعه للتفكير بالانتحار سابقا ولكنه لم تكن له الشجاعة الكافية للانتحار حتى قرر أخيرا الانتحار لينهي سنواته القاسية , لعله اليأس هو من الأسباب التي جعلته يقدم على الانتحار بعد وصل الى درجة من اليأس لا يستطيع ان يستمر بالحياة بعد فقد أحبته وضياع سنين شبابه ما بين الخدمة العسكرية وما بين سجنه أسيرا في إيران لسنوات عشر ولم يتبقى من شبابه شي يمنحه للحياة وسافر معظم أصدقائه وفقد محبيه وأصبح وحيدا في هذه الحياة وكما قال لم يتبق من حياته سوى العيش على ذكريات الماضي وهذا ما يؤلمه وجعله ينتحر .
لو أخذنا الأمور بحكمة وتعقل هل هذه الأسباب تدعو للانتحار ام هي أرادة الإنسان وصلت الى طريق مسدود لا يمكنه مواصلة الحياة بحيث يلجا الى الانتحار , ام هي قلة أيمان بقضاء الله بحيث ان الإنسان لم يعد يتحمل الحياة والعيش بصعوبة نتيجة ما يجده من معوقات متكررة وضنك العيش والعيش وحيدا بلا أصدقاء او أحبة ولكن بحقيقة الأمر لو ان كل مواطن صادفته هكذا أمور أقدم على الانتحار لوجدنا اغلب المواطنين يقدمون على الانتحار وبذلك يكون الانتحار امرا سهلا ومباح لأنه ظروف العراقيين اغلبها متشابهة ونجد هذه الأسباب او البعض منها قد تكون معانات اغلب العراقيين وبالتالي من الصعب السيطرة على ظاهرة الانتحار .
لا يمكن ان نلقي باللوم على المواطن صفاء او غيره فقط فالحكومات المتعاقبة تتحمل المسؤولية بشكل وأخر لأنها أهملت فئة كبيرة من المجتمع دون ان تقدم لها يد المساعدة والعون وتركتها مهمشة رغم انها قدمت الكثير للوطن وأفنت زهرة شبابها في خدمة العراق ولكنها لم تجني سوى الخيبة وعدم الاهتمام بهم وتركتهم يواجهون صعوبات الحياة بلا امل ولا اي مساعدة إنسانية تمنحهم جزء بسيط مما قدموه للوطن , هذا ما يجب ان تلفت اليه منظمات المجتمع المدني وتحاول ان تقدم لهم مساعدة معنوية على الأقل تجعلهم لا يفقدون الأمل ويشعرون ان جهودهم لم تذهب أدراج الريح وأنهم محط اهتمام تلك المنظمات بعد ان تجاهلتهم الحكومات المتعاقبة وسرقت سنوات عمرهم وتركتهم يصارعون الحياة بلا اي اهتمام ولا رعاية بعد ان اكتفت الحاجة منهم .
بعد محاولة صفاء الانتحار هل ستكون هناك حملات توعية وإرشادات حول الانتحار وما يترتب عليه من عواقب في الآخرة فهو ذنب كبير حرمه الله ,
قال الله تعالى في سورة النساء ﴿ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما﴾ ومن هنا يجب ان تكون هناك توعية من قبل رجال الدين وكذلك تكون هناك توعية نفسية تقوم بها المنظمات والمختصين لا تقتصر فقط على فئة معينة من الناس وانما تشمل جميع الفئات العمرية والمستويات الثقافية وخصوصا بعد انتشار الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وما قد ينتج عنها من عوامل نفسية قد تؤدي الى الانتحار.
1452 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع