جابر جعفر الخطاب
صـــــرخة المُـهَـجـّـَـــرين
بعد التهجير الأول الذي شردنا من بيوتنا وممتلكاتنا
والذي يتجدد اليوم بكل مآسيه وآلامه
مـهجـــّر ٌ في بلــدي أعـيـش ُ كالمــشرد ِ
ِتعــددت أحــزانــنا في الوطــن التـعددي
وغــادرت أحــلامنــا مـــرافــيء التـجـــدد
ِما بـــال ُ هــذا الشعب كالمـحــكوم بالـمـؤبد ِ
من نكـد ٍ يـمضي إلى عـهـد ٍ تعـيـس أنـكـد ِ
مــا كـان ديــــن الله دين العنف والتمرد ِ
لا تفرغوا الإسلام من جــوهـره الـمـوحِـد
أيـهتـدي من يجـعـل الظــلام َ منهاجـا له أيهتدي
********
مـهجـــر ٌ في بـلـدي لم يـبـق َ شيء ٌ في يدي
ما كـنـت مسؤولا يد ُ المـحتــل فيـها مــقــودي
ولا سياسيا طموحا لامــــتـــلاك الـــبــــلـد ِ
ولا تـحــاصصـت ُ وخاصصـت ولــــم أعـتـقــد ِ
ولا طــرقــت عـالَــــمََ الــتـهـريـب فـي تـلـبـد ِ
ولا فساد ُ المال أغراني بــمــا لــــم أعــهــد ِ
********
يا وطــنا للـمـوت فيه ألـف ُ صـوت مُرعد ِ
أخاف من إسمي ومن ديني ومــن معتقدي
الدين صار مضغة ً عـنـد إمـام الـمسجد ِ
يأخـذنـا فــي رحـلـة إلــى مــدار ٍ أبـعــد ِِِ
يأخــذ من تأريـخنـا مـا يشتهي من عُـقد ِ
جـراحنـا عـميـقـة ٌ نــازفــة يـا سـيــدي
أوقد شموع الحب في أيــامــنــا واتــقــد ِ
لا تنبش التاريخ بحثا عـــن كـلام ٍ أســود ِ
كن بلسما يشــفي جراح َ الشعب أو فابـتـعد ِ
*************
ما عدت أخشى في سبيل الحق من منتقد ِ
فالحـقُ سيـفٌ يا له ُ في البأس من مهند ِ
أقــولهــا صـادقــة بــمـنـطق مــجـرد ِ
أهـــذه ســيــادة ٌ يسود فيها المعتدي
أم هــذه حــريــة ُ التــهجـير والـتـوعد ِ
جيش من الأيتـام والأرامــل الـمُـهـدد ِ
ليـس له نهاية ٌ مـن كـل بـيـت يـبـتـدي
وهــذه أشـلاؤنــا تـنـاثـرت فـي مـشــهد ِ
**********
ذهـبت للدسـتور أرجو عـنـده ُ مــن سـنـد ِ
لأنـني مــواطــن ٌ وحـكـمــه ُ معـتـمدي
وجدته في وعكة ٍ يشكـو التـهابَ الغدد ِ
كأنه أصـيـب من أعــدائــه ِ بالـحــسد ِ
وحـولــه مـعـالـجوه ُ فــي صـراع ٍ مجـهد ِ
تشابـكـوا واخـتـلفوا فـي الـموضع الـمحدد ِ
هم زرعوا في جسمه العاهات ِ منذ المولد ِ
*********
طرقت باب مجلس الـنــواب فـــي تـردد ِ
وجدت سدّ َ مأرب ٍ يحـول دون مـقـصدي
زوروا خيام البائسين فــي الـعـَراء الأجــرد
فإنهم مَن أوصلوكم للــغـِنـى والــسؤدد ِ
وشاهـــدوا طـفـولة ذلاً وبـؤسا ترتدي
*******
يا منزلي يا وطني يـا قــطـعـة مـن كبدي
نراك في أحـلامـنا مـنـورا كـالـفـرقــد ِ
هل ماتت الأزهار بعدي لـم تـجد من مــورد ِ
والصبح هل أقفر من طـــائـره الــمـغــرد ِ
دفـاتــري حـزيـنـة نـامـت بـها قصائدي
وشرفـة المساء يشتاق إليها موعدي
فيــا طـيوف الـذكريات بــالـشذى تــوردي
*******
لما رأيت الحكم في بــلادنــا كــالــمـقــعد ِ
ودولة القانون سارت فـي طــريق مـــوصــد ِ
شككت ُ أني في بلاد ســـــومـــر ٍ وأكــــــد ِ
26/ 7/ 7 0 0 2
1359 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع