روعة القانون وروعة تطبيقه

                                                  

                               عبد الكريم الحسيني

تقاس حضارة كل دوله من دول العالم بمدى اهتمامها بالقانون وتطبيق القانون والدوله التي تسن قوانين وضعيه جيده وتتابع تطبيقها وتحرص على شمول الجميع بها وبدون تمييز بين حاكم ومحكوم وبين غني وفقير وبين مذهب وآخر او دين وآخر وعدم تجاوز القانون لهذا او ذاك اي كان ,,

تلك الدول هي التي تحظى باحترام العالم وقبل كل شي احترام وتقدير شعوبها لان المساوات بالقانون هي اساس العداله الآلهيه والارضيه ,, والتاريخ فيه الكثير من القصص والوقائع التي تحكي لنا معاناة القضاة او المواطن من حكم جائر او من الالتفاف على القانون وظلم قد يقع على بعض دون بعض ,, اضافة الى الكثير من الحالات الرائعه التي طبق فيها القانون ومنها قصة رائعه للامام علي بن ابي طالب ( رض ) واليهودي حول عائدية درع وحكم القاضي لليهودي وبحقه للدرع ولم يحكم لامير المؤمنين ..
تحضرني قصه رواها لي احد الانكليز والمعروف ان انكلترا بلد القانون الصارم وتطبيقه يعتبر اساس في الدوله ,,
يقول اثناء الحرب العالميه الثانيه زادت معاناة المواطنين من الجوع والبرد والقصف اليومي وتدمير البنى التحتيه وكان رئيس وزراء بريطانيا ونستن شرشل وهو السياسي البريطاني المخضرم في اجتماع لحكومته وسأل عن الاوضاع وكانت الامور مزعجه والخسائر محبطه والاغذيه بعضها فاسد والبعض الاخر غير متوفر وساد الاجتماع نوع من التجهم والاحباط ,, التفت ونستون شرشل الى وزير العدل البريطاني وسأله كيف حال تطبيق القانون هل تأثر بهذا الوضع فاجاب الوزير كلا سيدي فالقانون قانون في كل الاوقات ولم تسجل لدينا اي حالة خرق او تجاوز ... نهض شرشل وهو يقول ربحنا الحرب طالما القانون بخير ..
وفي العراق الملكي سجلت الكثير من الحوادث التي تشير بوضوح الى احترام القانون وقوته ومنها ما ساورده هنا :
كان النظام والقانون العسكري يشترط شروط معينه للضبط والترقيه والمحاكمات وللجيش قانون وهذا لايعني اعفاء العسكريين من احكام القوانين الاخرى ولكن القانون سن لاغراض التي فيها مايتعلق يالامور العسكريه ,,
ومن التعليمات التي كانت نافذه في تلك الفتره ان ترقية الجندي وضابط الصف والضابط بشروط وصلاحية منح رتبه اعلى خارج التعليمات اذا اقتضت الضروره مخول بها القائد العام للقوات المسلحه وهو الملك حصرا اما ان تكون بشكل مباشر لحاله يشهدها الملك شخصيا او بناءا على توصيه ضمن السلسله العسكريه للقياده ,,
في بداية الخمسينات من القرن الماضي سافر المرحوم الامير عبد الاله خال الملك فيصل الثاني الى بريطانيا واصطحب معه مرافقه ( عريف كاظم الجنابي ) وخلال وجودهم في لندن كان المرافق على ابواب ترقيه من عريف الى رأس عرفاء باستحقاق في جدول الترقيه القريب ولكنه لم يكن قد ادى امتحان الترقيه المطلوب والجدول سوف يصدر بعد ايام وهو في لندن محرج لانه لن يحصل على هذا الخيط ليصبح رأس عرفاء واليكم ماجرى عن لسان الشخص نفسه وهو نائب ضابط كاظم الجنابي ..
نقلا عن المرحوم نائب ضابط انضباط كاظم ضاحي الجنابي مرافق الوصي عبدالاله، ان نائب ضابط كاظم الجنابي كان برفقة الامير عبد الاله في سفره الى لندن وتذكر وهو في العاصمة البريطانية انه يستحق الترفيع ولا بد ان يؤدي امتحان الترقية ولما كان في لندن فقد شعر بالحرج ولكنه اقتنع ان يدخل على الامير عبدالاله ويستعطفه بمنحه «الخيط» وبالفعل  دخل على الامير عبدالاله في غرفته واستعطفه الا ان الامير رفض منحه الخيط التزاما منه بالقانون والتعليمات و بالمهنية العسكرية العراقية ورفع سماعة الهاتف واستأنس برأي الملحق العسكري في السفاره العراقيه وقال لكاظم: من الممكن ان تؤدي امتحان الترفيع من عريف الى رئيس عرفاء وانت في لندن حيث تتوجه صباح غد الى السفارة العراقية تؤدي الامتحان امام الملحق العسكري العقيد الركن غازي الداغستاني! ويقول الجنابي انه ادى الامتحان في السفارة باشراف الداغستاني وارسل نتيجة امتحانه الى بغداد وترفع الى رئيس عرفاء!!
 اين نحن من القانون وتطبيق القانون؟؟؟
لله درك ياعراق


  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

4747 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع