أ.د.بشرى البستاني
أحزان الغضى
لا أريكَ الرّضا
إنّ رملَ الغضى غارقٌ بالدما
ولآلئُ ليلِ الغضى
أحبطتْ أنبياءَ القبائلِ ،
والرملُ منكفئٌ ،
جرحُهُ شقَّ درباً إلى البحرِ ،
طعنتُه رشقتْ وردةً في السماءِ ،
فخرّتْ على الأرضِ ،
وانزرَعَتْ قبةً في العراءْ
*
لا أريكَ الرّضا
دمعةٌ رفضت أن تسيلَ
فهبّتْ حجارةُ أرضِ الغضى
وانحنَتْ للظلالِ الصغيرةِ
بحرٌ ، ونهرٌ
ودربٌ يضيعُ إلى القدسِ
دجلةُ تنهضُ نخلاً ، وحرباً ،
رذاذَ طبولٍ يبوحُ بما كتمَتْ
قبّعاتُ الزمانِ الخليعْ ..
*
لا أريكَ الرّضا
فخوافي الوعودِ عروشٌ كبَتْ
وصهيلُ الغضى ،
غارَ في ذيلِ فاتنةٍ خلعتْ وجهَها
في الطريقِ إلى غابةِ النخلِ ،
هم سلبوها قلائدَها ، قطعوا ساعديها
على بهوِ شرفتِها هبطتْ رايةٌ
وانحنتْ أرضُ أغنيتي ،
واستفزَّ الغزاةُ النشيدَ الأخيرْ.
*
الصواريخُ تهبطُ فوق عروشِ الزمانِ
فيجفلُ هدهدُ روحي
وينهضُ ، يبحثُ عن سبأ
عن ملوكٍ يسلمُهم لخيولٍ
تفتشُ عن فارسٍ
وطلولٍ تبيعُ حجارتَها
لمتاحفَ أفلَسَ حرّاسُها
ملكاتُ الزمانِ السعيدْ
يراوِدْنَ نجماً بعيدْ .
وعلى شُرَفِ الليلِ يُتمِمْنَ أورادَهنَّ
خبا التاجُ ، مُلكُ صبا
آهِ ينهضُ نهرُ الغضى
باحثاً عن يقينٍ جديدْ .
*
لا أريكَ الرضا
لا أريكَ الرضا
إنّ رملَ الغضى مفعمٌ بالنشيدْ ..
يستبدُّ بأدغالِه
ويراودُ ومضاً بعيدْ .
737 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع