إسماعيل الحسيني
عمره ست حروب
خوفاً من أن يناديني أحدٌ؛
لم أُتعِبْ أبي بأنْ يختارَ لي اسماً
ولدتُ أخرسَ تحركُني الرياحُ فاتبعها،
كأنه جمعني من المرايا صوراً مقطعةً، ووجوهاً شاحبةً،
يقالُ ليْ : ما اسمُك ؟
فتسقطُ من فمي قطعةُ شطرنج ميتة،
مع ذلك لم اتعلم لعبة الحياة !
كلما نادني أحد بـ: أيها الاخرس…
نبتْ أغنيةٌ في جيبي،
ومرّتْ السنواتُ ، حتى مات أبي…
مع أني لم أزلْ أكبرُه بحرب،
وحده حزني كان يكبرُ بيوتاً، ودكاكينَ فارغة،
كنت دائماً ما أبدو واقفاً حتى وأنا اركضُ
هكذا مثل قطار…
مرتْ سنواتٌ أخرى
كنت حينها أتصصبُ عرقاً، وأنا أدفع عربةَ الأيامِ وحيداً مثلَ هزيمة،
شاخصاً مثل خطأ،
أحرس الكلماتِ بالصمت،
وبالرغم من أني عاشرتُها كلَّها
لم أتعلمِ الصراخَ من الحروب !
أنا ذلك الاخرسُ الذي سمعَ أغنيةً في الحلمِ فحبستْ داخلَه
إلى الأبد.
1486 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع