بثينة خليفة قاسم
“إذا كــــــــــان هنـــاك كلــب مسعـــــــور في الحـــــــي فعلــــى الأرجـــــح لـــن تـــــــرى فيه خيرا كما أنك ستبعد أولادك عن طريقه، لكن ذلــــك لا يعني انك تكره الكلاب، لابد من اعتماد آليات تدقيق لتمييز الكلاب المسعورة”.
هذا ما قاله المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة يوم الخميس الماضي في معرض رفضه استقبال اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة!
هل يجوز للمرشح الجمهوري الأميركي الأوفر حظا في انتخابات 2016 أن يصف اللاجئين السوريين بالكلاب المسعورة؟
هل هذه هي القيم الأميركية التي يتحدثون عنها ويريدون لها أن تعم العالم بأسره؟ إذا كان الرئيس المحتمل بهذه العنصرية تجاه العرب، فماذا ننتظر خلال سنوات حكمه تجاه العرب والمسلمين؟
الحجة التي يسوقها المرشح الجمهوري لاستخدامه هذا الوصف السيء هي أنه يخاف على أمن بلاده من دخول إرهابيين سوريين إلى الأراضي الأميركية ليقوموا لاحقا بتنفيذ عمليات إرهابية فيها، هي حجة واهية، وهي نفس الحجة التي استند إليها الكونغرس في تبرير قراره بمنع دخول اللاجئين السوريين الولايات المتحدة.
الرجل يقول كما قال الكونغرس إنه لابد من وسائل تدقيق وتحقق للتأكد من عدم وجود إرهابيين بين هؤلاء التعساء الفارين من جحيم الحرب السورية التي لا ذنب لهم فيها! فما هي هذه الوسائل التدقيقية؟ وكم من الوقت ستستغرق لكي تتحقق من عدم وجود إرهابيين بين هؤلاء القادمين الذين سبق ووافق البيت الأبيض على دخولهم البلاد؟
لم يستمع أحد في أميركا لرأي وزيرة الهجرة الأميركية التي استبعدت أن يكون هناك إرهابيون بين هؤلاء اللاجئين، لأنهم لا يريدون أن يستمعوا، ولأن الولايات المتحدة يمكن أن تعطي لغيرها دروسا في الإنسانية ولكنها تثبت أنها أكثر من يخون هذه القيم.
لو أن أميركيا تعرض لتفتيش دقيق في أية دولة عربية أو تعرض للاحتجاز لأي سبب تقوم الدنيا ولا تقعد، ولو أن دولة عربية تعاملت بنفس الشكل مع أي إنسان حتى لو كان إرهابيا أو منتميا بالفعل لجماعات إرهابية تخرج علينا الخارجية الأميركية ودكاكين حقوق الإنسان بالتهديد والوعيد!
إن مجرد محاكمة مواطن من مواطنينا طبقا للقانون على خلفية دعوته للإرهاب أمر مرفوض لدى الولايات المتحدة!
إذا كانت الدولة الأكبر على مستوى العالم التي تمتلك من وسائل التحقق والحصول على المعلومات ما لا يملكه غيرها تفعل ذلك وترفض استقبال اللاجئين السوريين، فماذا يفعل غيرها من الدول؟ وأين يذهب هؤلاء اللاجئون؟ وأين تلك القيم الانسانية؟ وأين حقوق الإنسان التي يتحدثون عنها؟.
1571 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع