تغريدة الشتاء … الخيميَائي سَاحِرُ غَرنَاطة
الكاتب: zaid mohamedon:
يكتبها على مسؤوليته عبدالحق بن رحمون
كلمة قدمت يوم السبت 26 دجنبر 2015، بمناسبة حفل تكريم الشاعر المغربي عبدالكريم الطبال بالمهرجان الوطني الرابع عشر للشعر بايموزار كندر
تحية المحبة، والصداقة للاخوة الأعزاء، مبدعي فكرة مهرجان الشعر بإيموزار كندر، هذه المدينة المائية التي أضاءتها جمعية الفينيق للابداع والتواصل، بأربعة عشر شمعة.
وبعد،
أجدني اليوم أشعر بالفخر والاعتزاز، وأنا أشارك في حفل التكريم بهذه الكلمة، بمناسبة تكريم قامة شعرية كبيرة في مشهدنا الثقافي المغربي.
وتحية إجلال وتقدير لأستاذي وأخي والأب الروحي السي عبدالكريم الطبال، أطال الله في عمره ومتعه الله بمزيد من الصحة والعافية.
الشاعر عبدالكريم الطبال صائد لؤلؤ، وعاشق للجمال، شاعر كله شباب مفعم بالحيوية والنشاط والمرح، قصيدته في شباب دائم ومتجددة باستمرار، لما نقرأها نحس أنها مفتوحة على عوالم شاسعة وحيوات، وحينما نقرأها نشعر أن صورها قريبة منا بحركاتها وخيالها وإبداعها، فهي قصائد مشكلة من كائنات في غاية الصفاء الوجودي.
وانطلاقا من هنا، فالعالم الشعري للطبال يقودنا للتوجه إلى إدراك قيم الجمال والحب والتسامح في محيط عربي يتسم بالصراعات والحروب، وبذلك تكون كل قصيدة جديدة يكتبها الطبال على جداره الأزرق هي رسالة السلام إلى العالم، لكي ينتبه الانسان إلى قيمه في التسامح وليدرك الجمال الروحي.
***
الشاعر الطبال فارس من فرسان القصيدة المغربية، والخبير بكميائها، كما أنه عاشق للبحر ولأسراره، ومن أمواج هذا البحر والغوص في أعماقه، تأتي قصائدة مشرقة بتاج الحداثة، التي هي أفق للابداع بتجلياتها وإشراقاتها وإشاراتها، وفي كلمة معنى المعنى، لأجسام من الخيال والإبداع الخلاق الموشح بماء الذهب، والمرصع بروح في منتهى الدقة، بتجسيد شعري بليغ في محاورة وجدانية، لفهم لغة الطير، وكل الكائنات الحية، والأشياء الصغيرة، وأحيانا أخرى بصوت أمواج البحر، التي كانت هي البدء والمنتهى لكل الخلائق الحية في الأرض.
الشاعر عبدالكريم الطبال هذا الأندلسي، العارف بالله والمتوحد بغرناطته حد الجنون، جعل من مدينته شفشاون باحة استراحة للباحثين عن فيض من الجمال على ضفاف الهواء المتوسطي، من أجل الراحة الروحية والنفسية.
وتحية إجلال وتقدير لأخي الشاعر عبدالكريم الطبال “الصَّديقُ، الصِّديقُ” ففي صحبته دائما نجدُه ينفح جلساءه بطيب أجمل الكلام، فهو الجليسُ الذي يفتح أشرعة المرح في تتبعه لليومي وللشوارد من المأثور المغربي الفصيح، في عالم يفتح شرفة على صدر منشرح بالأفراح والتفاؤل، لذا الطبال دائما سيرته الشعرية العطرة اليومية هي في شباب دائم متجدد بالأفراح والمسرات، تتجلى من خلال حبه للسفر والتجوال في دروب روح المكان، الموشى بلؤلؤ الكلمات.
ولهذا عبدالكريم الطبال “خيميائي” ، سحر أميرة غرناطته التي تقيم في قصر الشعر كي لاتنام، ولتبقى اعتماد البرمكية أي شفشاون، ناصعة بالجمال تسرُّ الناظرين والقادمين، للمرور من تحت قوسها وسمائها من أجل أن يمسهم سحرها، والتبرك بصفاتها وبيانها المستنير.
إيموزار كندر، في 26 دجنبر 2015
1079 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع