ايران ونقطة الصفر

                                                       

                                 محمد علي الامام

منذ يومين والمنطقه منشغله باعدام احد عملاء ايران وهو معروف سلفا كما هو حال غيره في العراق ولبنان وسوريه واليمن والبحرين ومصر والسودان ونيجيريا وعدد آخر من الدول التي تريد ايران اخضاعها الى هيمنتها تحت عباءه آل البيت وكأن آل البيت قد ورثوا ايران الاسلام ومن فيه وحملوها مسؤولية السيطره على العالم ..

قبل اكثر من سنتين وقبل ان يستحوذ تنظيم الدوله ( داعش ) على الموصل وصلاح الدين والانبار كنت قد نشرت مقالا على مجلتنا الغراء الگاردينيا توقعت فيه ما سيحدث من انهيارات في صفوف الجيش العراقي والمنطقه المقبله على حرب توسم خطأ بالطائفيه وهي صراع بين نفوذ ايران في المنطقه وتدخلاتها المباشره في كل صغيره وكبيره وتوقعنا ولازلنا نؤمن بان المعركه القادمه بين ايران والعرب ستكون واقعه لامحاله وعلى ارض العراق تحديدا لانه الحلقه الاضعف ويعتبر ساحة عمليات مناسبه جدا للصراع بعيد عن محوري الصراع الرئيسين ايران والسعوديه ولغرض التعرف على هذا الصراع الذي بدأت ملامحه تظهر بوضوح وتسارع بعد الاحداث الاخيره من اعدام شيعي متطرف في السعوديه الى احراق السفاره السعوديه وقطع العلاقات مع ايران وقد تتبعها دول اخرى عربيه واسلاميه ولغرض التعرف على الموقف الحالي للمنطقه وحال كل الاطراف وتحالفاتهم في الصراع القادم ..
لقد وضعت ايران نفسها بمثابة القيم على الشيعه والمدافع عنهم عالميا واعطت لنفسها دورا اكبر بكثير من حجمها الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي وعلاقتها مع دول العالم في حين ان الجانب الاخر ولنفترضه هو السعوديه فلم تصرح او حتى توحي انها تمثل اهل السنه او المدافع عنهم عالميا ولا اقليميا وهي قد تمتلك بعض الحق في هذا الواجب لو ارادت ذلك بدعم العديد من دول العالم الاسلامي ولكنها نأت بنفسها عن تاسيس منحى طائفي يؤدي الى فرز الاسلام مذهبيا ولكن هذا قد جرى في ايران على عكس مايريد المسلمون ..
دأبت ايران على تطوير منظوماتها الدفاعيه وقواتها المسلحه تحت شعارات طائفيه واسست لنظام حكم طائفي يهمش باقي الطوائف والموضوع معروف حتى وصلت الامور ان تمنع السلطات الايرانيه بناء اي مسجد لاهل السنه ولايوجد مدير عام واحد سني في الدوله الايرانيه وهذا ينطبق على القوات المسلحه والشرطه والمحافظين والمناصب الاداريه حتى الصغيره منها مع ان السنه فرس وكورد وتركمان واذريين يشكلون اكثر من 15 مليون نسمه  وهم 25% من نفوس ايران وهذا كان يمكن ان يشكل دافع قوي ومبرر مقبول لكي تتدخل الدول الاسلاميه ومنها السعوديه في الشأن الايراني من هذا الباب ولكنها لم تفعل كما فعلت ايران اذا مأخذنا بنظر الاعتبار ان السنه يشكلون مليار ونصف مقابل الشيعه الذين لايتجاوز عددهم ال 150 مليون موزعين في انحاء العالم ..
تعتمد ايران في استراتيجيتها على الشيعه في المنطقه وقد انفقت الكثير من الاموال الايرانيه والعراقيه (بعد الاحتلال الامريكي ) لهذا الغرض والباس الاهداف بلباس ديني وانه امر ألهي ولابد منه لغرض اعادة نفوذ واحلام من التاريخ وهي احياء الامبراطوريه الفارسيه التي انهاها الاسلام قبل اربعة عشر قرنا من الزمان ولتنفيذ هذه الاهداف استخدمت ايران ظهور الشيعه لهذا الغرض وبغطاء آل البيت والمظلوميه ..
الصراع القادم سيكون بين قوى عربيه واسلاميه سنيه وهي على الاكثر دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا والسودان ومصر والمغرب وعدد غير محدود من المتطوعين السنه من دول العالم ( باكستان واننوسيا وبنغلاديش والهند والفلبين ونيجيريا ودول افريقيه عديده ) خاصة اذا رفع المشاركون في الحرب شعارات تثير حفيظه المسلمين وتشجع على المشاركه وهناك الكثير من هذه الامثله التي هيئتها ايران امام سنة العالم من سب وشتم الصحابه وامهات المسلمين و تحريف القرآن والى عدم شرعية الخلفاء والتشكيك حتى في الرسول صلى الله عليه وسلم وهذه وحدها كافيه لتأجيج النار لدى عامة المسلمين ..
ايران لاتمتلك اقتصادا قويا ولايمكن للحليف العراقي ان يفيدها بشي لانه مفلس ايضا وانكفاء المؤيدين لتوقف الدعم الايراني يضاف الى الموقف الدولي والعقوبات الدوليه وانخفاض اسعار النفط والنقطه المهمه هي جيران ايران وهم كلهم من السنه عدا جزء وهي روسيا والعراق سيكون متارجح بين هذا وذاك ..
الاعتماد على الموقف الروسي مجازفه خاسره والتجارب مع الروس كثيره من صدام الى القذافي وآخرين ولن تجازف روسيا بمصالحها لاجل عيون ايران ولذلك سوف تكون ايران وحيده في الحرب القادمه وسيكون العراق هو ساحة العمليات حيث سينقسم الى طرفين بين مؤيد ومعادي لايران هذا اذا لم تتخذ السلطات العراقيه موقفا في هذا الصراع بعيدا عن المحاور وهذا صعب جدافي هذه المرحله ..
تشير المعلومات الى ان الموقف السعودي الذي امتاز بالقوه والجرأه لايمكن ان يكون نابع من فراغ بل لابد من قاعده قويه يستند عليها ومن ضمن عناصر القوه الغير واضحه هي امتلاك السعوديه لوسائل ردع استراتيجيه بالتعاون مع الباكستان اضافة الى النفط وتاييد العالم الاسلامي ,, التصرف الايراني سوف يؤدي الى عزل الشيعه عالميا ومن المحتمل ان يتم اخراج ايران من المنظومه الاسلاميه واعتبارها دوله غير مسلمه وهذا ممكن لوجود العديد من المبررات الفقهيه والعمليه والاسس الوارده في المذهب الاثني عشري الذي تسير عليه ايران وشيعة العراق وغيرهم .. ( الاثني عشريه يعتبرون جميع المسلمين الحالين والسابقين والذين بايعوا ابا بكر الصديق ومن بعد عمر وعثمان هم مرتدين وكفره ) وهذا وحده يكفي لرد التكفير على الشيعه واخراجها من خانة الاسلام  ومن المحتمل تقسيمها الى العديد من الدول على اساس قومي واثني وهي هشه وقابله للتقسيم اسرع من غيرها في المنطقه ..
الحرب ستكون صعبه وطويله وسينال العراق الضرر الاكبر وسيخضع لسنين طويله تحت وصاية دوليه لانه اصطف مع احد جوانب الحرب التي سيعاديها المجتمع الدولي باغلبيه ولهذا نرى ان روسيا كانت اول من بادر للتوسط لحل النزاع بين السعوديه وايران ولكن تسارع الاحداث وقطع العلاقات ودخول اطراف عربيه واسلاميه مع السعوديه في موقفها اضافه الى هشاشة الموقف الايراني دوليا كل ذلك يشير الى ان الاصطدام واقع بشكل اقرب للمؤكد الا في حالة رضوخ ايران الى العقل وايقاف تدخلاتها في المنطقه واحترام الاخرين واعطاء السنه حقوقهم المشروعه والكورد والاذريين وايقاف التدخل في البحرين والعراق ولبنان واحترام الاخرين كدول وافراد ,,

محمد علي الامام

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1004 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع