الفجر هادئ هنا

                                                  

                           كتابة - إيمان البستاني

       

            
 
طيور العقعق تصيح ....انها تجفل يا ريتا....لابد انهم ضيوفنا حتماً ...ثلاثون عاماً وهذه الجملة محفورة في ذهني من رواية  ( الفجر هادئ هنا ) للروسي بوريس  ڤاسيلييڤ ....والتي تحكي قصة  مجموعة من الفتيات خلقن للحب وللأنجاب لكنهن حشرن انوثتهن داخل بدلات عسكرية و سيقان تلفها جزمات جيش وجدن انفسهن محاربات ليقاتلن ويقاومن ويسقطن في الاخير واحدة تلو الاخرى  ..

ومع ذلك استطعن الانتصارعلى  النازيين الألمان الحقودين حد اللعنة.... بأسلوب تصويري كأنك معهن ترتدي بدلتهن الخاكية , و تدب في الاحراش قاطعاَ النفس , وتستمتع بلقمة أكل بعد انقضاء يوم مطاردة مع العدو , و تشاركهن ذكرياتهن التي تتوقد حين يشعلن ناراً لصنع ابريق شاي , و تشعر بمرارة الفقد و بشاعة آلة الحرب حين تغمض احداهن عينيها للأبد مستسلمة للموت بعد رصاصة مباغتة
ولد بوريس ڤاسيلييڤ في مدينة سمولنسك في 1924 في أسرة أحد قادة الجيش الأحمر وأمضى طفولته متنقلاً مع والده في معسكرات الجيش في مختلف أنحاء البلاد، وبعد ذلك تطوع في سن 17 عاما للقتال في الجبهة عام 1941، وبعد بدء الغزو الألماني للاتحاد السوڤيتي بأسبوعين، ووقع مع وحدته في الحصار ثلاث مرات ونجا من الأسر في كل مرة
فيما بعد إلتحق عقب الحرب بكلية ستالين للقوات المدرعة والميكانيكية وتخرج منها برتبة ملازم
إن أحداث حياته في تلك الفترة قد حددت لحد كبير مواضيع رواياته وطابعها. فقد كتب الكثير عن الحياة في الجبهة والعلاقات بين أبطال رواياته والأحداث المأساوية لفترة الحرب. وقد جذب انتباه النقاد لأول مرة في عام 1954 حين أخرجت مسرحيته ( رجال الدبابات) على خشبة المسرح المركزي للجيش السوڤيتي

أعقب ذلك نشره مجموعة سيناريوهات بعنوان ( نادي المرحين وسريعي الخاطر) 1968
و أول اعماله النثرية بعنوان ( زورق إيڤان)  في عام 1967
و روايته الفجر هادئ هنا عام 1969  

  

                    مشهد من فيلم الفجر هادئ هنا
وقد أخرجت الرواية في السينما مرتين في روسيا عامي 1972 و2008 وفي الصين عام 2005 وألف الملحن كيريل مولتشانوڤ موسيقى أوبرا استوحيت قصتها من هذه الرواية عام 1973
وأبدع قلمه الكثير من الاعمال الاخرى بين مسرحيات وروايات وقصص وروايات تأريخية
وحازت على شهرة واسعه روايته ( ليس بين الأسماء ) عام 1974 عن المدافعين الابطال عن قلعة بريست و( غدا كانت الحرب ) عام 1984و( آخر يوم)  و( لا تطلقوا النار على طيور التم البيضاء)  وغيرها
منح بوريس فاسيلييف جائزة الدولة وجائزة رئيس روسيا الاتحادية والجائزة المستقلة لحركة الاكاديمي اندريه ساخاروف( ابريل)  والجائزة الادبية الدولية ( موسكو – بينيه)  وجائزة اتحاد كتاب موسكو (  الاكليل) وجائزة اكاديمية الفنون السينمائية الروسية (نيكا) كما منح وسام (  تقديرا للخدمات الى الوطن)  من الطبقة الثانية وراية العمل الحمراء ووسامي الصداقة بين الشعوب وغيرها
في آمان الله

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1107 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع