عبد الجبار نوري/السويد
تعد سنة 2015 واحدة من أسوأ سنوات الوجع في تأريخ العراق السياسي ، كان فيه هم العراقيين الأول - في عموم جغرافية الوطن المسلوب –قبل " ديمقراطية الفوضى " كونها ديمقراطية ناشئة ومتعثرة ، مستوردة من القمامة الأمريكية ، لبس جلبابها (الحاكم) كغطاء ليستر به مآربه الشخصية والفئوية في مجالات الفساد ونهب المال العام ، وكشف المراقبون بأن مجموع ما نُهب من خزينة العراق وعلى مدى 13 عام ( 900) مليار دولار ، وهو رقم فلكي مخيف حقاً ، وجرب ( المحكوم ) تلك الديمقراطية العرجاء لعله يلتجأ ألى الرمضاء بالنار ولم يحصل غير الوعود الديماغوجية المعسولة سوف .. وسنفعل !!! .
وهناك حقبقة تأريخية يجب أنْ ندركها " بقي العراق ( موحدا) منذ سنة 1921 حتى 2003 ولم ينقضي على حكم " الأسلمة السياسية " وتجار العهر السياسي 13 عاماً وأذا بالعراق يتشظى على أيديهم ليترجموا ما يطلبه (السي آي أي) بتقسيم العراق إلى ثلاثة دكاكين مذهبية طائفية أثنية ، وهي اليوم شبه مطبقة على الساحة العراقية وللأسف بعضنا يغمض عينيه ، ويأخذه العزة بالأثم ويرفض الأعتراف لكونها حقيقة صادمة ومُرة .
وما الذي بقي من العراق ؟ ( سيادته ) المنتهكة والمهانة وألا ماذا تفسر عدم أذعان تركيا بسحب أرتالها العسكرية من بعشيقه وأهين الأنذار الحكومي الخجول ، وحتى تجاهلت نداء المنظمة الدولية ، ولم يذعن وتمادى قي أذلالنا ، وناهيك عن دبلوماسية خارجيتنا الرخوة في تبادل السجناء مع مملكة الشر ( بني سعود )، أي وازع نفسي وضميىر أنساني يقبل تبديل مجرم مدان بسفك دماء عراقية مع سجين عراقي كل جريمته مُهرب عقابه في الموازين اادولية ستة أشهر أو سنه ، والأنكى من هذه القسمة الضيزى بأن السعودية تنصلت من تسليم السجناء العراقيين بعد أن سلمها العراق سجناءها .
وكان العراق في هذا العام النحس 2015 مسرحاً للشحن الطائفي والتطهير المذهبي والطائفي والعرقي ، وعام الأحلاف الأسلاموية المذهبية بقيادة بني سعود متل التحالف العربي لمحاربة اليمن ، والتحالف الأسلامي المزيّف لمحاربة الأرهاب ، ومجلس التعاون الأستراتيجي السعودي – التركي ، وكان عام أرتكاب داعش أفضع الجرائم في أبادة الجنس البشري وجرائم أغتصاب وسبي للنساء وعرضهن للبيع في أسواق النخاسة ، وكان عام نزوح 4 ملايين عراقي مشرد تحت خيمة العراق ، وهجرة مليوني عراقي لدول المنفى في مغامرة موت مجاني في زوارق مطاطية أو صهاريج مقفلة ، والروتين والبيروقراطية والرشوة في ترويج معاملات العراقي المسكين ، وليس للتندر بل للحقيقة حين عرضت أمس فضائية حكومية " عراقي يحتفل لحصوله هوية الأحوال المدنية بمدة سبعة أشهر !!! ---- وأنها غيض من فيض وهي جزء من مصائبنا وقدرنا (الفُكرْ)لأبتلائنا بحكام الغفلة ، ورحم الله الشاعرالرصافي وهو يقول ( قد كان لي وطنُ أبكي لنكبته / واليوم لا وطن أبكي ولا سكنُ) .
وشاعر شعبي فراتي لامس جروحي وآلامي بضياع عراقي الحبيب وبهذا الشكل المأساوي وهو يقول { عيونك يا وطن يا بو الحضارات / أحضنك لو صرت كلك سجاجين }.
وها نحن في مدخل السنة الجديدة 2016 من الصعوبة تحديد ما سيحدث على الساحة العراقية ، وأنّ أوراق اللعبة السياسية قد أختلطت وأعاد التأريخ نفسه قبيل الحروب العالمية بفرز ( المحاور ) واليوم أصطف محوران الأول / أمريكا والسعودية وقطر وتركيا ، والثاني / من أيران وسوريا وجنوب لبنان ( حزب الله ) واليمن، أما العراق فلن يفيده التمحور مع أيٍ من المحورين ولا الحياد وتزال جغرافيتهُ من الخارطة لأنه سيكون ساحة حرب .
وأنا شخصياً أستبعد رأي المحللين الستراتيجيين في حربٍ عالمية ثالثة ولأنّ هذه المرة ستكون حرباً (كونية ) في أبادة سكان الأرض (وضح (برنادشو) نهاية الحرب بسخريته المعروفة عندما سُئل كيف تكون الحرب العالمية الثالثة ؟ قال في الحرب الرابعة يستعملون العصي !!!) ولأنّ العراق وسوريا والخليج العربي ومنطقة الشرق العربي تشكل مصادر طاقه وممرات مائية ومضايق ستراتيجية وقواعد عسكرية أمريكية وغربية ومياه دافئة لذا خضعت لنظرية المؤامرة ، وسيناروهات جاهزة مسبقاً كما رأينا في ثورات الربيع العربي كما يحلو للبعض تسميتها .
ولكي لا أكون سوداويا وداعيا للأحباط واليأس من الممكن الخروج من هذا المستنفع وذلك بترتيب تطلعات الشعب العراقي ، والأستجابة لمطاليبه الأصلاحية ، وهيكلة الهرم الحكومي بشمولية الترشيق في العدد والرواتب ، ورجال دولة أقوياء نازعين جلباب الخوف والمجاملة ، وأستثمار الأنتصارات الأخيرة في الرمادي لأخراج القّوّة الظلامية الداعشية وتحرير الأرض العراقية المقدسة من دنسهم ، تحقيق دولة مؤسسات التي أفتقدها العراق منذ 2003 ، هيكلة قضاء عادل ، نشر ثقافة المواطنة ، وسن قانون حضر الترويج المذهبي والطائفي والعرقي شبيه بقانون أربعه أرهاب .
السويد / في 5-1-2016
865 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع