عدنان حسين
هذه المرة قد حان، في ما يبدو، أوان الشدّ في خصوص تحرير الموصل من قبضة داعش، فهذه الحركة الدؤوب الضّاجّة للقوات والمستشارين والقادة العسكريين والوزراء في العراق وسوريا وباتجاههما، وهذا الدفق من التصريحات، لا يمكن أن تكون مجرد جعجعة بلا طحن.
بحلول الصيف المقبل ستكون العمليات العسكرية قد بدأت، وبنهاية العام سنكون قد استعدنا الموصل، بحسب تأكيدات المسؤولين العسكريين العراقيين والأميركيين. وهذا أمر جيد ، نتطلع إليه جميعاً. ولكن...
الحروب كلها، قديمها وحديثها، لم تقتصر على تحريك القوات وتشغيل المكائن القتالية. هناك جانب من الحرب يُعرف بالعمل خلف خطوط العدو. وهذا يكون بنوعين، معنوي: دعاية وحرب نفسية بين صفوف العدو وفي مناطق مرابطته وسيطرته، ومادي: عمليات حربية تقوم بها عادة في المناطق المحتلة مجموعات تُعرف بمجموعات المقاومة أو التحرير الوطنية التي تباشر عمليات لإضعاف قوة العدو من خلفه وإرباك صفوفه.
منذ اجتياح داعش واحتلاله ثلث مساحة البلاد حتى تحرير تكريت وبيجي ثم الرمادي أخيراً، لم تعرف حربنا مع داعش هذا النوع من "القتال" خلف خطوط العدو. يرجع قسم كبير من هذا الى أننا في المقام الأول لا نملك إعلاماً يدار باحترافية وعلمية .. هذا يشمل مؤسسة الدولة، أو بالأحرى الحكومة، شبكة الإعلام العراقي، وكذا سائر مؤسسات الإعلام الوطني التي هي في الغالب في صورة الشبكة الحكومية، لجهة تولية إداراتها من هم لا في العِير ولا في النفير إعلامياً ودعائياً. داعش مارس ضدنا حرباً دعائية ونفسية مهولة ونجح فيها، بدليل أنه جعل جحافل قواتنا تُلقي بسلاحها أمام عصاباته من دون أي مقاومة، وبدليل أنه ظلّ حتى الآن يجتذب المئات من المقاتلين شهرياً برغم الحرب العالمية المشتعلة ضده. ما العمل؟ .. كيف يمكننا إختراق جبهة داعش والعمل من خلف خطوطه داخل الموصل ضده تحضيراً لعملية التحرير الوشيكة؟
أظن أن المعنيين بالأمر يمكنهم الإستعانة بالمدعو مشعان الجبوري ( نعم هو نفسه الذي استعاد عضويته في مجلس النواب بموجب صفقة فاسدة مع أكبر كتلة في المجلس، دولة القانون) .. مشعان لديه خبرة طويلة في العمل خلف خطوط العدو. نحن كنّا عدوه، أعني العراقيين كلهم، وخبرته لا تنحصر في الترويج للإرهاب والتحريض عليه وضد النظام السياسي عبر قنواته الفضائية التي أدارها من سوريا، فهو كان أيضاً ضالعاً على نحو مباشر في المئات من العمليات الإرهابية التي خلّفت آلاف الضحايا من شهداء وجرحى ومعوّقين وخسائر مادية لا تقدر بثمن .. كان يعطي عبر فضائياته دروساً في كيفية صنع العبوات الناسفة وكيفية تفجيرها. إسألوا "غوغل" و "يوتيوب" وسيزودانكما بالمئات من الأشرطة، دليلاً قاطعاً على ما أقول.
لتستعن وزارتا الدفاع والداخلية وأجهزة الأمن والمخابرات بهذا الخبير بالإرهاب في وضع خطة للعمل خلف خطوط داعش، تتضمن دروساً في صنع وتفجير العبوات الناسفة في قوات داعش وعناصره وآلياته ومقراته، يمكن أن يقدمها مشعان بنفسه، في الأقل تكفيراً عن جرائمه الإرهابية السابقة.. يقدّمها عبر تلفزيون العراقية الذي من عاداته عدم الإكتراث بتاريخ من يستضيفهم وبخاصة الإرهابيين وأراذل البعثيين وأصحاب الوجوه المتعددة،.
744 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع