طارق عيسى طه
لقد كان دخول ألدواعش عبارة عن عملية تفجير للمشاكل وألصراعات ألمختبئة تحت مسميات ومصطلحات وهمية لتمويه ألأهداف ألضيقة لغرض ألقيام بتعبئة ألجماهير ألساذجة للوصول ألى أهداف مصلحية لكتل طائفية بأسم ألدين وألقومية وألمنطقة لأتمام عمليات سرقة قوت ألشعب وثرواته ألطبيعة بتأجيج وتصعيد ألخلافات بتحريض طائفة وقومية ضد ألأخرى ,
على سبيل ألمثال مدينة ألموصل ألتي لم يحكمها ألجيش وألمحافظة فقط بل شاركتهم ألدواعش في ألحكم وتقاسم أبار ألنفط بشكل علني ومكشوف منذ ما يزيد على خمسة سنوات وعندما أشتدت ألصراعات بين هذه ألكتل ألتعبانة أستطاعت قوى صغيرة من ألدواعش أن ترعب قادة ألجيش ألذين قاموا برمي ملابسهم ألعسكرية ورتبهم في ألشوارع هاربين مذعورين تاركين ألأفراد بلا قيادة , وبنفس ألوقت كانت طريقة ألتعامل مع أهالي ألموصل ألأستفزازية من قبل قوات ألجيش خاصة سببا لنزوع بعض ألموصليين ألى تأييد ألدواعش ومن بينها بعض ألقوى ألسنية من ألأنبار ألتي أضطهدت زمان تصريحات ألسيد نوري ألمالكي ألأستفزازية بوصف نشاطاتهم ومطالبهم ألتي وصفها نفسه بألمشروعة وصفها بالفقاعة . ألأدارة ألفاشلة وسياسة ألمحاصصة ألطائفية أنتجت حواضن للدواعش ودفعت ألبعض من ألعراقيين ألسذج للأنضمام أليهم ورفع ألسلاح ضد أبناء جلدتهم وكانت ألنتيجة بيع مدينة ألموصل وتسليمها بلا اية مقاومة تذكر , تبع هذه ألضربة ألعنيفة ألقاسية مجزرة قاعدة سبايكر ألتي ذهب ضحيتها 1700 شهيد وتبعتها ضياع مدينة ألرمادي بشكل دراماتي بألأضافة الى مصفاة بيجي ألتي تقدر ألخسائر فيها بمليارات الدولارات وهي اكبر مصفاة في العراق و تم تحريرها بعد ان اتبع ألدواعش فيها سياسة ألأرض ألمحروقة وزرعوها بألألغام كما حصل في مدينة تكريت والرمادي .وقبل ثلاثة ايام قامت قوات ألعشائر ألمسلحة بالهجوم ألناجح على ألفلوجة وأحتلال مناطق مهمة فيها مع ألعلم بأن أهالي ألفلوجة معرضين للموت جوعا بسبب ألحصار ألذي فرضته ألقوات ألأمنية على ألمدينة منذ أشهر , لقد كانت هذه لمحة سريعة عن ألوضع ألعسكري ألذي يجابهه ألعراق ناهيك عن ألصراعات ألطائفية ألكامنة بين صفوف ألقوات ألأمنية نفسها بسبب ألفساد ألأداري وألمالي وسياسة ألمحاصصة ألطائفية ألبغيضة ألتي أنعكست على ألسياسة ألدفاعية وهيكلتها ألمحتاجة ألى أعادة تنظيم وتشكيل ووضع ألقائد ألمناسب في ألمكان ألمناسب وحشد شعبي تحت قيادة واحدة, وقد رأينا قبل أشهر ألقتال بين فصائل ألحشد قيس الخزعلي ضد سرايا ألسلام في ألمقدادية, و يجب تسليح العشائر بصورة جيدة وألجميع يقاتلون من اجل سيادة ألعراق وكلهم عراقيون . أقتصاديا تعاني جمهورية ألعراق من أزمة حادة ليس فقط بسبب ألأنخفاض ألحاصل في أسعار ألنفط ولكن قبل ذلك فقدت ألطبقة ألسياسية ألنزاهة في ألعمل والمفسدون معروفون لا ينقص سوى أستدعائهم من قبل ألمدعي ألعام, وقد رفعت جماهير شعبنا ألعراقي شعارات وطنية أهمها ( بأسم ألدين باكونا ألحرامية ) هذا ألشعار يدعو ألى فصل ألدين عن ألسياسة كما فعلت ألدول ألأوروبية وكان أحد أسباب تقدمها ألرئيسي. لقدأتبعت حكوماتنا سياسة ريعية أعتمادا على بيع النفط فقط بدون التفكير ببدائل أخرى , فأهملت ألزراعة وأتبعت سياسة تفرقة في ألتعامل مع ألفلاحين , ان كانت في عملية منح ألقروض وتوزيع مياه ألسقي ودفع أثمان ألمحاصيل ألزراعية وعملية ترشيد الفلاح بطريقة أستعمال ألأسمدة وألطرق الحديثة في الزراعة وألتخزين, وأهملت ألتربية ألحيوانية كمصدر مهم لتوفير أللحوم ألبيضاء وألحمراء أولا لعملية ألأكتفاء ألذاتي وعملية ألتصدير بما في ذلك من توفير للعملة ألصعبة , اما في ألقطاع ألصناعي فقد فتحت ألأبواب أمام ألبضائع ألأجنبية ألرخيصة وبهذه ألطريقة قامت بقتل ألصناعة ألوطنية وعلى سبيل المثال لا ألحصر أستوردت أدوية رخيصة منتهية ألصلاحية أو قاربت صلاحيتها على ألأنتهاءولم تتعاون وزارة ألصحة مع معامل أنتاج ألأدوية في سامراء وصعبت عليهم أخذ أجازات ورخص ألأنتاج ,ولحد ألأن لم تطبق ألحكومة قانون التعرفة ألكمركية ألذي يكون رافدا ماليا مهما للخزينة . لقد استمرت ألسلطة السياسية بصراعاتها ألطائفية والقومية فيما بين كتلها ألسياسية وتركت المصلحة ألعامة بدون اي اهتمام , مما أدى ألى سياسة ألفوضى ألأمنية وزرع ألمفخخات وسقوط ألشهداء أليومي بلا هوادة ولم ينتبه ألسياسي ألعراقي ألى قيمة ألأنسان ألعراقي وحياته ألثمينة , بألأضافة ألى ألأستمرار بعمليات تنقيص ألرواتب بمختلف ألحجج ,منها ألحشد ألشعبي ,والتقشف ومن أكبر ألمهازل أن يتظاهر أعضاء من الحشد ألشعب في ساحة التحرير مطالبين برواتبهم ألمقطوعة بمدد مختلفة من ستة اشهر او اربعة أشهر وهكذا دواليك , الكذب على ألجماهير بأصلاحات ترقيعية ومن جملتها تخفيض اعداد الحمايات للمسؤولين وأنذار نواب رئاسة ألجمهورية بمغادرة عقارات الدولة خلال ثمانية واربعين ساعة وكانت عبارة عن هواء في شبك ونفخ في قرب مثقوبة ,كل هذا وتريد الحكومة كسب ثقة أبناء ألوطن . ألأستحابة ألى مطاليب ألجماهير ألغفيرة بتقديم المفسدين للقضاء وتطبيق ألأصلاحات وأعادة هيكلة ألقضاء والقوات ألأمنية وألجيش ونزع ألسلاح من ايادي ألميليشيات مهما كانت مسمياتها وحصر ألسلاح بيد الحكومة , تقليل أعداد ألحمايات وأرسال ألقسم ألكبير منها لمحاربة ألدواعش كلها مطالب مستعجلة لا تتحمل ألتباطؤ, أبناء ألمسؤولين يجب ان يدافعوا عن ألوطن كما يدافع ابناء ألملحة فهل ان ابناء ألمسؤولين اقل غيرة من أبناء ألملحة ؟
طارق عيسى طه
برلين 20-2-2016
975 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع