صباح الراوي
الجزء الرابع والأخير عن رائد الشعر الحر
لقد رأينا السياب لا يقر له قرار في حياة قصيره مفعمة بالشعر والحرارة والاحلام والمرارة والآلام والعمل والتدريس والسجن والتشريد حتى ينطفئ سراجه غريبا كئيبا ذاق الحب فقال
هل تسمين الذي ألقى هياما ام جنونا بالأماني ام غراما ؟
ام خفوق الأضلع الحرى اذا حان التلاقي بين عينينا فاطرقت فرارا باشتياقي
هل يكون الحب أني بت عبدا للتمني
أم هو الحب اطراح الأمنيات والتقاء الثغر بالثغر ونسيان الحياة
واختفاء العين في العين انتشاء
اما قصيدته المعنونة ( المخبر) ويعني هنا المخبر السري اللذي عانى منه اجيال من المناضلين ولا زال هذا المخبرسببا في زُج الكثيرين من الشرفاء في السجون
أنا ما تشاء : أنا الحقير
صباغ احذية الغزاة وبائع الدم والضمير
للظالمين . أنا الغراب
يقتات من جثث الفراخ . أنا الدمار أنا الخراب
شفة البغي اعف من قلبي وأجنحة الذباب
أنقى وادفأ من يدي . كما تشاء ... أنا الحقير
وتحول دونهما ودونك بين كفي الجريدة فتند اهتك المديدة
وتقول اصبح لا يراني .... بيد ان دمي يراك
أني أحسك في الهواء وفي عيون القارئين
لم يقرأون : لان تونس تستفيق على النضال
ولان ثوار الجزائر ينسجون من الرمال
ومن العواصف والسيول ومن لهاث الجائعين كفن الطغاة .
وما تزال قذائف المتطوعين يصفرن في غسق القتال
لم يقرأون وينظرون الي حين بعد حين كالشامتين
سيعلمون من الذي هو في ضلال
ولائينا صدأ القيود ... لائينا صدأ القيود .. لائينا
نهض الحقير ... وساقتفيه فما يفر .. ساقتفيه الى السَّعير
وأخيرا أودّ ان اذكر قصيدة عموديه له تعبر عن إمكانية الشاعر كما أسلفنا معنونة ( أقداح واحلام )
أنا ما ازال وفي يدي قدحي.
يا ليل أين تفرق الشرب (١)
ما زلت أشربها واشربها حتى ترنح إفقك الرحب
الشرق عفر بالضباب فما بدا.
فأين سناك يا غرب ؟
ما للنجوم غرقن من سأم في ضوئهن وكادت الشهب
(١) الشرب : تقرأ بالشين المفتوحه والراء الساكنة والباء المضمومة
734 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع