بقلم:الدراماتورج: العزاوي بنيحيى
وقف الممثل أمام جمهور غفير من المتفرجين، فانحنى برأسه تحية احترام.... صمت عمّ الفضاء دقائق... وقال:
اليوم تجتمع بائتلاف والتحام ثم احتشاد احتفال في عرضنا المسرحي "الكثارسيسي" المحاكي بإيحاء المحاكاة وعنصر التعرف الذي هو فعل انقلاب من الكراهية إلى الحب مع الأرواح السامية أو العكس إن كانت بكثرة التكاثر منتشرة هذه الأرواح الخبيثة والمتقلبة النتنة... الفضاء المسرحي مثله مثل حال الدنيا، يجمع"التآترو" الأرواح بمختلف سجاياها، منها: الطيبة والخبيثة ثم المتقلبة والطفولية وأخيرا الزئبقية والنتنة وأرواحا أخرى لازالت لم تصنف بعدُ من لدن عِلم الفراسة...المسرح تجمع تلاق وتنظيم بجحفل جميع الأرواح الإنسانية بعقائدها ومللها ونحلها لتحتفل بسجية مفعمة بالتلقائية والعفوية... هناك أرواح أرضية حيوانية وأخرى علوية سماوية، هل تلتقي الأرواح الطيبة بالخبيثة؟ وأخرى"أرواح" متضادة مفعمة بالتصدُّع والتعارض وحيوية التنابذ والتنافر المحتقن بالتناحر إلى حد القتال باسم نِحل و "إيديولوجيات" متحجرة مغلقة إلى حد الموت،ولازال الحال كما كان، وفي المآل ظلام غاسق في عقل الإنسان العربي يناشد المحال...كان الموت ولا زال، وفي الآن، يُخبرنا التاريخ أن الإنسان كان يقتل أخاه الإنسان بأسماء أفكار ميتافيزيقية موصدة الأبواب... ولم يتغير الحال فبقي على حاله بالتمام... ، قتل ودمار العمران وذبح رجال وسبي صبايا وغنائم تمطر دولارا على من يمتلك القوة على الأرض ولهم أسهم في شركات أبرياليه فأصبحوا من ذوي رؤوس الأموال،... من هؤلاء القوم؟ ومن يشجعهم على نشر الفوضى في كل مكان؟؟؟ غسل الأدمغة أصبح معروفا في مختبرات "علم" الهندسة الوراثية، وإن صدقنا بهذه الفرضية، ما السبب الرئيسي في احتواء الشباب من كل الأجناس إلى ساحات الوغى؟...
قدرنا في هذا العالم"الوحش" نعيش بمرارة إحباط وتشنجات اكتئاب ولا شعاع من نور التفاؤل يجعلنا نمارس إنسانيتنا مع جميع خلائق الرحمن... أين يكمن الخلل؟ هل في العقل أم في النفس البشرية المحملة بالشر منذ غابر الأزمان؟...ستار.
886 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع