الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج:بنيحيى علي عزاوي
منذ أكثر من ست سنوات، ابتداء من سنة "آلفين وإحدى عشر ميلادية" إلى يومنا الحاضر والشعوب العربية تعيش مرارة الحنظل والظلم الظلوم والقتل الجماعي بفتاوى شيوخ البيترو دولار الذين يعتقدون أن الله لم يعرف سواهم،
فدعموا الديكتاتوريات في العالم إلى حد الثمالة لا لشئ إلا أنهم لاحظوا الشعوب قالت: "نريد الكرامة والحرية وحقوق الإنسان"، فتصدت لها العقلية الشوفينية بالحديد والنار...مات من مات،ومن بقي حيا سيعيش في مأساة...
سنوات كأنها قرون من الزمان ،دوًخت الصغير والكبير وحتى المتأمل الفيلسوف في السياسة وفقيه القانون الدولي في العالم الدبلوماسي أصابهما الصرع ،وكذا المحلل السياسي في الشمال والجنوب أصبح يهذي كأنه عراف يقرأ الفنجان ويزعم بقوله: ((أعتقد....لست متأكد...أنا أقول فرضية وليست نظرية ...أتوقع... لا أجزم... ولا أحكم حتى تظهر المعطيات ..ممكن ...ربما.)) ..ألخ .. الحكام في الشمال يخططون للسفر إلى المريخ وكواكب أخرى رائعة في الجمال. وأما الحكام في الجنوب لا حول ولا قدرة لهم في فهم أو استيعاب ما يدور أو يجري في كواليس مجلس الأمن؟ أو ما هو التخطيط الإستراتيجي للإنسان الكوني المقبل للدول العظمى في أواسط القرن21؟ حكامنا في الجنوب حتى مع أنفسهم صامتين مؤيدين وعند غضب وغليان الشعوب يخرجون في الفضائيات ببياناتهم، منددين مستنكرين بحروف بخارية في يومها تتبخر وتموت سارية سريريه إلى حين.. والمثقف الطبال يكتب الشعر المباح ممزوجا بالأساطير مبجلا الحاكم ومجاملا الشعب باستعارة مزركشة الألوان بقوله: ((الإله "هيرمس" والإلهة" افروديت" عندما توحدا وأصبحا جسدا واحدا أنجبا طفلا.. المسمى:" هيرنافر وديتوس" ))عجبا لهؤلاء الصافقين الطبالين..أتساءل معكم ومعهم...هل الحكام في الجنوب لهم أدمغة أو وقت لسماع مثل هذه الحكايات الغربية الأطوار ثم هل الشعب الذي دفعه المثقف الطبال في التجمعات وفي الساحات الشعبية بحماس مزركش الألوان: ((الصمود ،ضد المؤامرة الامبريالية ...نريد الشفافية ...نريد الخوصصة للفرد والمجتمع...أنت أيها الشعب مصدر كل السلطات ...أنت سيزيف الجديد..الصبر ثم الصبر.. إن فرج الله قريب والجنة للصابرين)) سبحان الله يخلق الرحيم الرحمن من عباده تجار الدمار وسماسرة الإنسان..وهل الشعب المسكين الذي حرموه حتى من نعم العلم المتجلي في التعليم الذي هو النور وواجب أوجب على أولياء الأمر كما يزعمون شيوخ البيترو دولار،هكذا قالوا لنا ولازالوا يقولون بفتاوى افتراء على الرحيم الرحمن بالكتب الصفراء ..أتساءل فقط مع فرقتين كبيرتين "الشيعة والسنة" هل عداؤكم لبعضكم البعض منذ أحداث"سقيفة بني ساعدة" إلى يومنا الحاضر لازال قائما وثروات أراضكم تنهبها الشركات الكبرى وتستغلها لصالح مافيا تجار أسلحة الدمار لقتل بعضكم البعض باسم عنعتكم في تأويل آيات القرآن، الشيعة تقول:"خير أئمة أخرجت للناس"والسنة تؤكد: "خير أمة أخرجت للناس" من الصائب فيكم من كلام الله؟..أتساؤل مع المثقف الطبال وزميله صاحب المزمار،هل الشعب المغلوب على أمره يفقه ويستوعب شعرك ؟ ويفقه عظمة فكرك وأنت في الأبراج العاجية تنظر إلى الشعب فتجده صغيرا جدا وهو كذلك يستبصرك أصغر من الذبابة... وحتى المثقف الثعلب أو اللقلق أو البهيمة الذي كان أيام "جرا مشي" نسميه بالمثقف العضوي في الفوضوية الاشتراكية العالمية التي كنا نظن أن تتحول إلى شيوعية وتنعم سعادة في ظلها كل الشعوب بخيرات أراضيها ثم تنتعش في ترسيخ حق المواطنة والحرية وكرامة الإنسان المبنية على العدالة الاجتماعية ..كل هؤلاء المثقفون الصنوبيون العروبيون هم من سلالة حروف العلة ،لهم زئبقية الذكاء في تلوين وتزويق فعل الجار والمجرور الذي جرنا إلى أسفل سافلين حتى ابتلينا بمرض العهر الفكري ...و حكامنا للأسف مصوبين رؤؤسهم في ثلاجة الثلج لا يبالون بما يجري في بلدانهم، متكئين على الأرائك مبتسمين وفي قصورهم ينعمون لأنهم مصونون ومحميون بالمثقفين من سلالة اللقالق والطبالين الذين يتصدرون الفضائيات ليقلقلون ويطبلون للشعب بثقافة الفلكلور....كثر الحديث في القنوات الفضائية السمعية والبصرية و حتى في الشبكات العنكبوتية عن قصة المؤامرة والأيادي الخفية لتجار الأسلحة لعبودية الإنسان من جديد في ظل مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الضامن "كما كنا نعتقد" حقوق حريات الأقلية وحقوق الإنسان كيف ما كان لونه أو عرقه أو ملته ودينه و نحله أو حتى فلسفته شريطة احترام حرية الفرد والجماعة في ظل حقوق المواطنة التي تجمع جميع خلائق الرحمن في وطن واحد مستتب بالأمن الأمان... هل العيب في الشعوب العربية أم في حكامها؟ أتساءل فقط..لماذا انقلبت على الشرعية منظمة حماس في فلسطين ولم نسمع ولا تنديدا واحدا من لدن حكام الجنوب وحتى الشمال ؟ولا تدخل بكلمة استنكار لمجلس الأمن؟ أليس مجلس الأمن هو من يرعى حقوق الشعوب والبلدان لتتدرب وتتعلم ممارسة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ومصطلحات قانونية لا تفقهها الشعوب الجنوبية التي تبحث فقط عن رغيف خبز في أمن وأمان.. .للأسف يحز في نفسي أن الديمقراطية المستوردة لا تفقهها الشعوب الجنوبية المسكينة المدججة بالجهالة الجهلاء، والذنب ذنب من؟، في تعتيم عقول الشعوب العربية؟ أتساءل فقط..على حٍمَام الدم الذي يجري في الشرق الأوسط وفي بلدان مغاربية وافريقية وحتى في أوربا؟ هل نحن في هذا القرن العجيب والغريب مع امتداد "معاهدة سايكس –بيكو جديدة"؟ أين دور المثقف المتنور في الشمال والجنوب؟ هل توقفت الثقافة بعد إصدار" ميخائيل غور با تشوف" كتابه مبتدعا" البيرسترويكا" بعد توليه حكم البلاد عام1985م بست سنوات ثم اتهم بأنه عميل أميركي لأنه باع روسيا إلى أمراء وتجار الحرب والشعارات الرأسمالية،..إن نخبة الشمال المتنورة قد كتبت أسماء قادتها ومفكريها وفنانيها بماء الذهب والماس من العيار الثمين.وأما نحن في الجنوب لازلنا نعيش تحت رحمة سلطان الحكم الجائر، يسكننا الخوف المبين حتى تحول الخوف فينا إلى جحيم .. ثم بحكم هاجس "الأنا" تعظم البعض من المثقفين "اللقالق" في الجنوب وأصبحوا يؤمنون همُ الأولين والآخرين في العلم ولا غير سواهم،متكئين على مهماز إيديولوجيات استوردوها من مثقفي الشمال متوهمين أن الحرف الحر والكلمة الرنانة: "كفاح وجهاد وصمود ونضال وتعرية الديكتاتور" وهم في الأخير مقتنعين على أن ثقافتهم الشعرية والأدبية فيها مثاقفة مع المثقف الطبال والمثقف البهيمة والمثقف الثعلب ، لكن، ثقافتهم حسب معتقداتهم تؤثر في الشعوب لكي تنهض من سباتها وتغير تأويل التأويل وترفض فكرة" المنزلة بين المنزلتين"...وأنا هنا أتساءل فقط :عن الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، ...كم عدد سكانها؟ وكم نسبة جهل التجهيل والأمية الضاربة أطنابها في عقل ووجدان الإنسان العربي ؟ لماذا تعيش شعوب الأمة العربية في الفقر المدقع وهي تمتلك الذهب الأسود ومعادن ثمينة لا تعد ولا تحصى ،تصرف فقط تبذيرا وإسرافا في البذخ و المجون،.. حكامنا للأسف بإيديولوجياتهم المزركشة الألوان تتصدى للمثقف الذي كان أيام زمان يسمى المثقف العضوي المجنون،في القرن20.أما اليوم فهو صانع الموت وهو الطبال واللقلق والبهيمة والثعلب في الجمعيات الحقوقية وفي كل المجالات يتصدرون المشهد السياسي بناء على تعليمات صاحب السلطان...ألم تلاحظوا معي..كثر أشباه المثقفون عندنا في الجنوب وخاصة في العالم العربي منهم: المثقف اللقلق والمثقف البهيمة والمثقف الطبال صاحب المزمار والمثقف الثعلب الذي يسمي نفسه "المبدأ والقضية" عن أي مبدأ يتحدثون وعن أية قضية؟ آه... ممكن قضيتهم"هم" في تزكية أنفسهم والدفاع عن مناصبهم خوفا من التعزيرات التي ربما تسلط عليهم من لدن عائلة الخزندار التي تملك مفاتيح خزائن العملة الناذرة و الدولار والحديد والنار.
948 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع