ميسون نعيم الرومي
التقيته ولأول مرة في ستوكهولم ، في حفل اقيم له لتوقيع روايته الأولى أنهر بنت الرافدين ،هادئ متوقد النظرات بطيبة وذكاء ملحوظ ، تستأمنه ، وكأنك تعرفه منذ الأزل
قارع الغربة ، وعاش متاهاتها ، وتداعياتها ، ولم يزل وكما باقي المغتربين ، ابتعد عن اختصاصه الدراسي كمهندس زراعي ، في دولة المانيا التي استقر وعائلته في اراضيها منذ سنة 1995 .
قرأت له مجموعة من قصصه القصيرة ، وكذلك روايته انهر بنت الرافدين ، التي اهداها لي مشكورا .
من شذرات مؤلفات الأديب القاص الروائي هيثم نافل والي :-
نتاج السنين :- مجموعة قصصية
الشك واشياء أخرى :- مسرحية
الدين والنبي في التاريخ :- دراسة
الموتى لايتكلمون :- :- مجموعة قصصية
الهروب الى الجحيم :- مجموعة قصصية
عجائب يازمن:- مجموعة قصصية
ورواية انهر بنت الرافدين
التي امتازت ، بتسلسل متناغم للحدث دون القفز عليه ، وبسلاسة في الطرح ، وعذوبة في المفردة الهادفة ، التي تشد القارئ ، وتسحبه الى المتابعة لمعرفة النتائج
انهر بنت الرافدين ... تحكي واقع حقبة معينة من تأريخ العراق ، بكل تداعياته ، ومآسيه ، وآلامه ، ومصائبه بإسلوب محايد واقعي لأديب احترف التعبير والوصف الدقيق
كما أبرزت الرواية العديد من الظواهر الأجتماعية والأقتصادية والسياسية والدينية الدقيقة لتلك الفترة من تاريخ العراق في فترة الثمانينات من القرن الماضي
اختارالكاتب شريحة معينة من شرائح المجتمع العراقي ، عكس من خلال سرد الأحداث ، التناقضات النفسية ، والصراعات الإجتماعية ، التي تـقـَـزّم وتسحق الإنسانية والإنسان ، ومدى تأثيرها على سلوكية الفرد داخل الإسرة الواحدة ، وفي المجتمع ككل ، ورَد الفعل المتناقض والمختلف بين فرد وآخر
كما ان الكاتب ابدع في ترجمة االأحساس النفسي والصراع الذاتي المتناقض ، من قسوة ، ورقة ، وطيبة ، وتداعياته على السلوك الشخصي والطبقي العام
وقد سعى الكاتب الى التركيزعلى التقاليد الأجتماعية ، والدينية ، التي لايجوز تجاوزها اوالخروج عنها بأي حال من الأحوال
كان واضحا من خلال احداث الرواية ، الحيف ، والظلم ، الذي يقع على النساء في مجتمعاتنا ، التي تضطهد النساء ، وتلغي ابسط حقوقهن الأنسانية ، والحياتية المشروعة ، إلا من خلال سلطة العائلة المتمثلة بهيمنة الشخصية الأقوى والأعنف في الأسرة.
وفي النهاية صدمنا الكاتب بمأساة غير متوقعة اعادتنا الى واقع مرير سوف يستمر طويلا ...
لنقرأ معا مقتطفات من رواية انهر بنت الرافدين :-
نجيد الصمت ارتجالاً في كل لحظة من عمر زمننا الغارق في فراغ من العبث غير المنتهي خارج أحكام الأزل المتوجس ، القلق والخائف من ماضيه الذي يراه ميتاً أمامه ، منتصباً كالرمح الغجري الغائص النائم الحالم في العدم وربما الوهم .
... تسلقت أهداب الشمس هامات البيوت واسطحها ، استحلتها وفرشت نورها عليها ،
... سريعة القرار كسيل الدموع المتفجرة، تصرخ أحياناً دون وعي وهي في عزة نشوتها او فرحتها....
قبل كل شيء عليك ان تتسم بالتواضع ، فهو سمة الكبار، أن تنبذ الأنانية ، اصغِ للآخرين حتى وانت منتشي ، تحدث معهم وانت تأبى الكلام، كن نفسك وليس ظلها ..........
سأفتح سجون فكري ، سأكسر قضبانها ، سأزيل عني عصبة ذهني ، لابد لي من رؤية الحقيقة.........
.... هنك سلطة اقوى واعظم في حياتنا لاترحم المشاعر والرقة ولا حتى الأحلام الوردية مهما كانت نظافتها او شرعية طموحها ، أشياء كثيرة ... أما من لانستطيع مجابهتها وأولها الدين.........
بعد ساعات قليلة من عمر ذلك الزمن الفقير ، وعلى الرغم مما حدث.. بدأت الظلمة تنسحب في الخارج بصمت كصمت الغابة وهيبتها ، ظهرت حزم النور مندفعة من الأفق البعيد ، تتقدم رويداً رويداً معلنة عن فجر جديد.
تحية إعجاب وتقدير الى الأديب القاص الروائي القدير (هيثم نافل والي) ومزيداً من الإبداع وبانتظار روايته الجديدة
1074 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع