جابر جعفر الخطاب
في وداع سيدة العراق الأولى ورمز الحضارة الإنسانية
المعمارية العالمية والمبدعة العراقية الراحلة زها حديد
ماذا على عينيك ِ يا بغداد ُ
فجعَ الحمى فاهتزت الأطواد ُ
وتنهد الوطن الحبيبُ بآهة ٍ
حرّى وغطى الرافدين سوادُ
ودعت ِ يا بغداد طيف أميرة ٍ
عربية ٍ حفّــّت بها الأمجاد ُ
ما للحضارة أُطـفئت أنوارُها
وطوى المحافل مأتمٌ وحداد ُ
حييت سيدة العراق فأنت في
صدر العراق محبة ٌ وفؤاد ُ
يا بنت بغداد الأصالة والعلا
ما كان أعظم حزنها بغداد ُ
شيدت من غرر الكمال عوالما
بين الشعوب لها انحنى الروّاد ُ
فلقد أعدت إلى الحضارة وجهها
ومن العصور تزاح م الوُفـّاد ُ
عاد ابنُ نصـّرَ زاهدا بجنانه ِ
شوقا إليك ِ وأقبلت شبعاد ُ
وعجائب الدنيا ثمان ٍ لم تكن
سبعا ً فعندك تكمل ُ الأعداد ُ
هذي الأناملُ أي سحر عندها
لانَ الحديد ُ وأسلمَ الفولاد ُ
يا درة الأجيال في تاريخنا
بك يفخر الأجداد والأحفاد ُ
لك ِ في ميادين الفخار صحائف
وعلى دروب المكرمات جهاد ُ
كانت زها زهو الشعوب لأنها
شمسٌ تضاءُ بنورها الأنجاد ُ
غابت تشيعها العصور حزينة ً
ألما فمثوى نعشها الأكباد ُ
ماذا يقول الدهرُ يا بغداد عن
هذا الجحود فعندك الأضداد ُ
هل أنت خجلى إذ نسيتِ حبيبة ً
أم قد دهاك ِ تكاسل ٌ ورقاد ُ
أتموت ُ في الأرض ِ الغريبة حرة ٌ
كل الشعوب لها هوىً ووداد ُ
هل ضاق صدرك عن زهاك وطيبها
في حين يملأ ُ أرضك ِ الفـُِسّاد ُ
للسارقين مكانة ٌ مرموقة ٌ
والمبدعين تشتت ٌ وبـِعاد ُ
فالجهل ينخر بالبلاد وأهلها
والعبقرية ُ تزدرى وتباد ُ
هي لم تكن أنثى بصنع عوالم ٍ
هي في المفاخر أمـّة ٌ ويلاد ُ
ما غيّب َ الموت ُ المقيم سناءها
فسناؤها رغم الردى وقـّـاد ُ
واليوم َ تــُبعث ُ في صروح حضارة ٍ
فالخالدون عطاؤهم ميلاد ُ
8/ 4/ 2016
863 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع