الديك الاجنبي الصديق

                      

                           نبراس المعموري

         

في حارتنا ديك سادي سفاح ،ينتف ريش دجاج الحارة

في بلدتنا يذهب ديك يأتي ديك والطغيان هو الطغيان

جميل ذلك الديك فألوانه عبرت عن سر جماله، غازلته دجاجات الجيران، وحمله صاحب الامر في ذلك المكان.. متباهيا انه حمل ديكا ! تعويذة اعتمدها البعض لجلب الحظ ، ونياشين رسمت ازرار الحرس الوطني الفرنسي ، زين الاطباق ، ورفع كشعار، وظل الديك يصيح اول الصباح يوقظ الناس ليهموا بعملهم .

تفرح بعض النساء بولادة الاولاد ، لكنني لم اكن اعلم ان النساء ايضا تفرح بافراخها الديكة.. فشعورها لايختلف عن وجود رجل يأمر وينهر (سي سيد في ثلاثية نجيب محفوظ ) فتفاخرن بأن الدواجن غلبت عليها الذكورية ، غريبة الذكورية وسام حتى في الدواجن !هناك من انزعج من صوت الديك فقام بذبحه حتى لايزعجه مرة اخرى.. فاذا بعشرين ديك في اليوم التالي يتفقون على صيحة واحدة ، فأستفسر ذلك الذي ذبح الديك من اين جاء العشرون ؟ فقال له حكيم بعد ان ذبحت الديك الذي كان يفرض على العشرين عدم الصياح ....

ماتت ديكة وعاشت ديكة وتوارثت الوان ريشها عزتها بنفسها، فكانت ديكة للصباح والمساء وبدل زوجة واحدة كان هناك زوجات عدة، فجمع بذات الوقت النيشان والطلسم والمنبه، تزاوجت المفردات الثلاث؛ فكانت انموذجا لديك لم يشاهد احد مثله من قبل، الديك اصران يتوافق مع ديكة اخرين بطريقة نتف الريش، وبدل ان يكتفوا بنتف ريش اعدائهم؛ نتفوا ريش الكتاكيت الصغار ، وطلقوا دجاجاتهم ليتزوجوا بدجاجات مستوردات، توافقوا كيف يكون حقل دواجنهم، وتوافقوا بطريقة الصياح لكنهم اختلفوا من يكون الديك الاكبر؟ او بالاحرى رئيس مافية الديكة فجلسوا على طاولة جديدة صنعها ديك اجنبي صديق ، وقال لهم هذا مخططي لعملكم ماهو رأيكم ؟ فصاحو صيحة واحدة يعيش.. يعيش امركم مولانا الديك ونصبوه هو بدلا ان ينصبوا انفسهم ويديروا دواجنهم .

استذكرت حينها قصيدة نزار قباني عندما قال: في حارتنا ديك سادي..

وان كان شاعرنا نزار ذكر ديكا واحدا ؛هذا لان عهد الشمولية والحزب الواحد كان مهيمنا، لكن في عهد ديمقراطية بلادنا العربية هناك اكثر من ديك، والمصيبة ليست بكثرة الديكة المحلية بل بالديك الاجنبي الصديق .

وهنا لابد ان اقول : في محلتنا ديكة تطيع امر صديقها الاجنبي/ تنتف ريش الفقراء.. في بلدنا ديكة تصيح في النهار والليل ولاتترك للمواطن الفقير سوى المفخخات والتهجير

نزال للديكة مقامرة رخيصة يتطاير فيها الريش وتتعرى الاجساد لتكشف حقيقة ذلك النزال ..

الدكتاتورية شخص واحد يظلم الشعب، اما الديمقراطية مجموعة اشخاص يظلمون الشعب ِ..فاحذروا الديكة ...
 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

732 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع