في ذكرى الراحل الكبير الشيخ محمد رضا الشبيبي
قصيده للشاعر الصحافي الاستاذ همام عبدالغني
المراني ألقيت في ديوان البروفسور صاحب ذهب
الثقافي .
أُلقيتْ هذه القصيدة يوم أمس 10/4/2016 , في الحفل الأستذكاري لرحيل الشخصية الوطنية , العلامة الشيخ محمد رضا
الشبيبي , وكان من بين الحاضرين د . محمد علي الحكيم ممثل العراق الدائم في الأمم المتحدة , والقنصل العام العراقي في ديترويت , واركان القنصلية , وعدد من الشخصيات الثقافية ورجال دين .
همام عبد الغني
نشكو لكَ الحالَ أم نشكو لكَ الزمنا
فقد أضَعنا صدى التاريخِ والوطنَا
نشكو لكَ المُدَّعي زوراً، بأَنّ له
قٌرباً من اللهِ، أمسى يعبدُ الوثنا
نشكو لكَ السارقَ المهووسَ، حوَّلَهُ
السحتُ الحرامُ، لربِّ المالِ مُرتَهنا
نشكو لكَ الجاهلَ الطاغي، تسيِّرُهُ
الأطماعُ والجهلُ والفوضى وقولُ ( أنا )
نشكو لكَ الفتنةَ الرعناءَ، أجَّجَها
بينَ الورى مارقٌ يستعذبُ الفتنا
نشكو تشتُّتَنا، كلٌّ إلى فئةٍ
خيوطُها بيدِ الأسيادِ وهي لنا
يُحرِّكونَ متى شاؤوا بيادقَهمْ
ويهدرونَ، بأيدي بعضِنا، دمَنا
لم يبقَ مَنْ يستحي من أيِّ موبقةٍ
فالقادةُ الصيدُ باعوا الثديَ واللبنا
عطّتْ روائحُهمْ حتى غدتْ مثلاً
للسيِّئاتِ، تخطى القبرَ والكفنا
*****
ياسيِّدي الشيخَ، يا نُبلاً ومقدرةً
يا بيرقاً ما انحنى يوماً ولا وَهَنا
يا قامةً صاولتْ في كل معتركٍ
ما هزَّها الجارفُ المهتاجُ حينَ دنا
لها العراقُ معينٌ والفراتُ دمٌ
ودجلةُ الخيرِ شريانٌ يفيضُ سنا
جِبتَ المحافلَ حبَّاً بالعراقِ، فما
لانتْ قناتُكَ، أو جاريتَ مَنْ حَرَنا
ولا ضَعفتَ أمامَ المالِ تطلبُهُ
أو المراكزَ تُعطي دونَها ثمنا
بلْ عفتَها صادقاً، والغيرُ يعبدُها
فصنتَ كفَّكَ لا قيحاً ولا درنا
*****
يا فارسَ الثورةِ الكبرى وشاعرَها
وصوتَها الواضحَ المسموعَ مُتَّزنا
ويا رفيقَ القوافي، وهي طيَّعةٌ
تنسابُ من قلمٍ لا يرهبُ الزمنا
ولا يُداهنُ، زيفاً أو مجاملةً،
ولا يصافحُ كفّاً مسَّتِ العفنا
تقولُ : هذا أنا صوتُ العراقِ إذا
دوَّى، يخرُّ له الطاغوتُ ممتَهَنا
وها هو اليومَ يعلو في شوارعِنا
كأنَّ أمسَكَ في العشرينَ عادَ لنا
وراحَ ( مگوارُك ) الميمونُ يرعبُهم
لأنّهم فسدوا واستهتروا علنا
وإنهم سرقوا أحلامَنا ، دمَنا
باعوا مقابرَنا , داسوا محارمَنا
صارَ ( الجهادُ ) ارتزاقاً يبتغي ثمناً
وصارَ شعبُكَ يقضي عمرَهُ مِحَنا
*****
يا سيِّدي الشيخَ، عذراً إنْ شكا قلمي
فصوتُ أهلي العراقيينَ عاتبَنا
هبُّوا على طولِ خطِ النارِ فالتحمتْ
سواعدُ الخيرِ درعاً مُحكماً رزنا
سدّوا بأرواحِهم دربَ الذئابِ ، وقد
تكالبتْ حولَهم من هاهنا وهنا
أطفالُهم يمضغونَ الجوعَ تعصرُهم
كفُّ الفسادِ تشلُّ الروحَ والبدنا
لكنَّهم ما انثنوا عن نيلِ غايتِهمْ
عيونُهم عافتِ الأحلامَ والوسنا
لو كنتَ حيَّاً لأسرجتَ الخيولَ لها
وخضتَها صادقاً شهماً ومؤتَمنا
لو كنتَ حيَّاً لما أهدرتَ ثانيةً
في فضحِ من زوَّرَ التاريخَ والسننا
لو كنتَ حيَّاً، لما أحجمتَ ثانيةً
عن قولةِ الحقِ مهما تقتضي ثمنا
نَمْ مُطمئِنَّاً فشعبُ الرافدينِ صحا
وسوفَ يكنسُ مَنْ أقعى ومَنْ جَبُنا
ومَنْ تغوَّلَ باسمِ الدينِ يخدعُهُ
وراحَ يسرقُ قوتَ الشعبِ ممتَهِنا
1169 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع