بثينة خليفة قاسم
لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي من أخطر ما يضر بالأمن القومي للدول، بعد أن تحولت إلى أدوات لبث الكراهية والفتنة وبث الروح الانهزامية لدى الجماهير، فمن خلالها تشن حروب نفسية منظمة ضد دول وشعوب وترصد الميزانيات الكبيرة في هذا الشأن.
ووصف البعض ثورات (الربيع) العربي بأنها ثورات الفيسبوك، على اعتبار أن الفيسبوك كان أداة التجنيد والتنسيق والدعوة لهذه الثورات.
أما وقد وصل الحال إلى ما هو عليه الآن، فلابد من أن تبتكر دولنا العربية على وجه الخصوص حلا لحالة الفوضى التي وصلت إليها مواقع التواصل الاجتماعي لما تشكله من مخاطر جمة على أمنها واستقرارها.
فالشائعات الهدامة والصور المزيفة التي يستخدمها البعض من أجل الاغتيال المعنوي لشخصيات معينة في ظل وجود مجتمع غير مثقف وغير قادر على التمييز، مسألة وصلت إلى أقصى درجات الخطورة.
ولابد أن يعرف الجميع أن هناك جيوشا كاملة على الانترنت تعمل بشكل منسق ومنظم لصالح جهات محددة وأجهزة استخبارات دولية تمدها بالصور التي يمكن أن تكون مزيفة والمعلومات لتحقيق أهداف تخريبية داخل الدول.
ومن أجل إشعال الطائفية والفرقة وإشعال الحروب وتغذيتها بين جميع الأطراف تقوم هذه الكتائب الالكترونية بسب كل طرف بالنيابة عن الطرف الآخر من أجل إشعال النار.
ولو ابتعدنا قليلا عن الأمن القومي للدول لوجدنا في ناحية أخرى صورا مزيفة أو مركبة بشكل معين لإهانة أشخاص معينين والطعن في شرفهم وإيذاء عائلاتهم بشكل غير أخلاقي.
وبطبيعة الحال يستفيد كل أصحاب هذه الجرائم من استخدام الأسماء الرمزية والوهمية التي يسجلون بها حساباتهم على هذه المواقع.
والخلاصة أن مواقع التواصل أصبحت ميادين حرب مفتوحة ضد الدول والأشخاص ولابد من التعامل معها بنفس الشكل الذي يتم مع وسائل الاتصال الأخرى كالهاتف مثلا، ولابد من ربط التسجيل على هذه المواقع بوضع بيانات صحيحة عن الشخص أو الجهة التي تستخدم هذه الوسيلة التي تخطت أضرارها كل الحدود.
لابد أن يكون التسجيل على هذه المواقع من خلال تقديم معلومات صحيحة عن كل شخص وتقديم بطاقة هويته حتى يكون هذا الشخص معروفا ومسؤولا عن ما يبثه من معلومات على هذه المواقع.
وهذه ليست دعوة لتكميم الأفواه وتقييد الحريات، ولكنها دعوة لمراجعة مميزات وعيوب هذه الوسائل ومخاطرها على الأمن القومي للبلاد.
1183 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع