مسرحيات حكومة الكفاءات .والصدر والنواب الفاسدين – القسم الأول .

                                         

                       الدكتور عبدالإله الراوي

رغم موقفنا الواضح مما أطلق عليه العملية السياسية وكل ما جلبه الاحتلال من حكومات عميلة قررنا كتابة هذا المقال لنوضح لأبناء وطننا الشرفاء الذين قادوا التظاهرات الوطنية والعفوية ألاعيب قادة المنطقة الغبراء لمحاولة سحب البساط من تحت أقدامهم وسوف نقوم بعرض موضوعنا كما يلي :-

الفصل الأول : مسرحية حكومة أصحاب كفاءات ومستقلين .
الفصل الثاني : لعبة اعتصام الصدر وتياره .
الفصل الثالث : مسرحية النواب المعتصمين .

الفصل الأول مسرحية حكومة أصحاب كفاءات مستقلين .
وسنعرض
أولا : حكومة من المهنيين .

إن حكومة الكفاءات – او ( تكنوقراط ) - كما يقول العملاء والذين لديهم عقد نقص كثيرة ( نستثني منهم حسني النية والسذج ) وكأن لغتنا العربية عاجزة عن إيجاد مقابل لهذا المصطلح علما بأن لدينا الكثير منها حكومة المتخصصين أو المهنيين .كفاءات . الخ – ما هي إلا نكتة سمجة وغبية لمحاولة الضحك على ذقون المواطنين البسطاء وذلك .

1- في أوائل السبعينيات من القرن الماضي وعندما كنت في الرمادي أحد المسؤولين الإداريين والحزبيين كان يشكوا لي رئيس صحة محافظة الأنبار - وللأسف لا أتذكر اسمه الشخصي ولكني أتذكر لقبه وهو النجار وهو من الموصل –بكونه طبيب جراح وقد فقد مهنته أو فقد أكثر قدراته في مجال مهنته لكونه يقضي أغلب أوقاته بالمعاملات الإدارية .
2- كان أستاذي الذي أشرف على أطروحاتي هو الأستاذ جاك مورو وفي بداية أطروحتي لدبلوم الدراسات المعمقة ( الماجستير ) قال لي : ماذا تقول لهؤلاء الذين يصرون على أن أصبح عميدا للكلية ؟ فقلت له جيد جدا وتهانينا . فقال لي : لم أكن أتوقع بأن تكون مثلهم تهمكم المناصب والعناوين البراقة فإذا قبلت العمادة فهل سأستطيع الاستمرار بكتابة البحوث والإشراف على الآطروحات في مجال القانون العام الدستوري والإداري والدولي .. الخ لا ياسيد جاك مورو لا يضيع وقته في الشؤون الإدارية ورفضت وسوف أصر على الرفض . علما بأنه نقل ونقلت معه إلى السوربون وذلك بعد أن أحيل جاك فيدل أستاذ القانون العام المشهور على المستوى العالمي إلى التقاعد ليحل محله .
3- إن منصب الوزير وكما هو متعارف عليه عالميا هو منصب إداري وسياسي وليس فني لأن في كل وزارة يوجد أكفاء في الجانب الفني وهم المسؤولون عن إدارة الملفات المتعلقة باختصاص الوزارة وليس الوزير .
ولا نطيل في هذا المجال وسنشير إلى مثلين لشخصيتين فرنسيتين استلما وزارات بعيدة جدا عن تخسسهما علما بأن أغلب المسؤولين الكبار في فرنسا هم من خريجي المدرسة الوطنية للشؤون الإدارية  والتي يغلب عليها دراسة القانون العام والاقتصاد .

ا-السيدة  ميشال آليو ماري ولدت في 10/9/1946 وتولت المسؤوليات التالية :-
-منصب وزير شؤون الشباب والرياضة. بالفترة من 29 /3/ 1993 إلى 18/5/ 1995.
-وزارة الدفاع وذلك من 7/5/2002 إلى 18/5/2007 .
-وزارة الداخلية وذلك من 18/5/2007 إلى 23/6/2009.
-وزارة العدل وذلك من 23/6/2009 إلى 13/11/2010 .
- وزيرة الخارجية في فرنسا منذ 14/11/2010 إلى 27/11/2011 .

علما بأنها تحمل شهادة دكتوراه في القانون وعملت محاضرة في جامعة باريس ومارست المحاماة .
ونريد أن نوضح بأنها عندما أصبحت وزيرة الدفاع لم تمنح – كما هو الحال في بلدان الدول النامية – أو النايمة - أي رتبة عسكرية – ولكن يتم أخذ التحية العسكرية لها بصفتها وزيرة .

2 – السيد ادمون هيرفي ولد في 2/12/1942  حاصل على الدكتوراه في القانون وكان أستاذا في كلية الحقوق – جامعة رين من 1969 إلى 1979 وقد تقلد المناصب التالية :-

- أصبح عمدة مدينة رين من عام 1977 إلى 2008 .
- وزيرا الصحة من 23/5/1981 إلى 22/6/1981 .
- وكيل وزير لوزارة الصناعة وكان مسؤولا عن الطاقة من 23/6/1981 إلى 22/3/1983 .
- وكيل وزير لوزارة الشؤون الاجتماعية ومسؤولا عن الصحة من 24/3/1983 إلى 17/7/1984 .ونفس المنصب من 23/7/11984 إلى 19/3/1986 .

3- حسب معلوماتنا ففي تركيا لا يعين الأطباء مدراء للمستشفيات بل يكون المدراء من الإداريين وكذلك الحال بالنسبة للمدارس والمعاهد التدريسية والجامعات .

ولنتساءل هنا – من الناحية المهنية – ما علاقة الحاصل على شهادة الدكتوراه في القانون ب : الشباب والرياضة ، الدفاع ، الصحة ، والطاقة ؟

هل نقول أن فرنسا دولة متخلفة وتحتاج أن تأخذ العبر والدروس من عملاء المنطقة الغبراء لكون عراقنا وبفضل جهودهم الخارقة للعادة !!! أصبح أسوأ بلدان الله وفي كافة المجالات عفوا نسينا أن نقول أنه ربما يكون الأول في الفساد .

ونقول أخيرا ماذا يستطيع الوزير المهني والمستقل ، إن وجد فعلا ، أن يقدم للشعب إذا كانت الوزارة من أبسط موظف إلى وكيل الوزارة فاسدين ؟ أهو ساحر ليقوم بإلقاء خطاب فني ليصبح كل من في الوزارة مواطنا صالحا أو يدخلهم في حمام شعبي ليصبحوا مواطنين نظيفين !!!؟

ثانيا : حكومة المستقلين .
أنهم يطالبون بأن يكون أصحاب الكفاءات من المستقلين أي غير مرتبطين بأي حزب سياسي ، وهذه نكتة سمجة لا تختلف عن قصة المهنيين وذلك لأنه لا يوجد أي إنسان خال من أي عقيدة أو فكر فهو دائما يكون منتمي بصورة أو أخرى لحزب سياسي أو لجماعة معينة بصورة مباشرة أو غير مباشرة .

ولنذكر حالتي الخاصة أنا بعثي ووصلت في السبعينيات من القرن الماضي إلى درجة متقدمة في الحزب وتركت التنظيم منذ أكثر من ثلاثين عاما وأوضحت في أحد مقالاتي بأني أفضل أن أبقى حرا ومستقلا ورغم أنه منذ ذلك التاريخ توقفت الكثير من المواقع عن نشر مقلاتنا مع أننا لم نغير من أسلوبنا  ومن عقيدتنا ومواقفنا من وطننا الحبيب سامحهم الله  فهل أعتبر ، وفق تصور العباقرة بكوني مستقل ؟ في الحقيقة أنا بقيت بعثيا رغم عدم ارتباطي بأي حزب .

الفضل الثاني : . لعبة اعتصام الصدر وتياره .

وفق قناعتنا بأن مقتدى تم توجيهه من قبل العبادي وبعض أطراف التحاف الصفوي ليصدر أوامره لأتباعه بالمشاركة بالتظاهرات ثم قيامه شخصيا مع تياره بالاعتصام والغرض من ذلك هو محاولة سحب البساط من تحت أقدام المتظاهرين الوطنيين إنها لعبة جديدة للضحك على المواطنين الشرفاء ليتم القضاء على هذه التظاهرات . وليصبح مقتدى قائدا شعبيا !!

علما بأن القوات الأمنية تعاطفت معه وقام قائد قوات المنطقة الغبراء بتقبيل يد مقتدى أمام الجميع ، وهذا يدا دلالة قاطعة بأنه مكلف من قبل العبادي شخصيا وإلا لماذا هذه المعاملة الخاصة . (الموقف من قيام ضابط برتبة فريق ركن بتقبيل يد مقتدى الصدر :
القيادة العامة للقوات المسلحة الجيش العراقي الوطني . مجموعة العراق فوق خط احمر 29/3/16 )

ونود أن نشير هنا بأن المتظاهرين من الجماهير الوطنية لم تستطع نهائيا دخول المنطقة الغبراء يضاف إلى قتل وتعذيب واعتقال أعدادا كبيرة منهم من قبل ( المليشيات ) الصفوية المرتبطة بما يطلق عليه الحشد الشعبي وبعلم القوات الأمنية الحكومية .

وطبعا لا داعي لذكر الجرائم التي تمت بحق منتفضي المحافظات الستة وخصوصا الجريمة البشعة التي تمت بحق معتصمي الحويجة  (الدكتور عبدالإله الراوي : العميل محمد تميم والمسؤول الأول عن مجزرة الحويجة ؟  شبكة البصرة 7/6/2013
http://www.albasrah.net/ar_articles_2013/0613/abdul_070613.htm  )
والتي تمر ذكراها هذه الأيام
لكون هؤلاء مواطنين درجة ثانية والسبب عدم ارتباطهم بالنظام الإيراني الصفوي .
ولكن مقتدى قرر ، وبصورة غريبة عجيبة أذهلت الجميع إنهاء الاعتصام بمجرد قيام العبادي بتقديم الظرف المغلق الذي يحتوي على أسماء الوزراء الكفوئين والمستقلين !!!

من حقنا أن نسأل مقتدى هل أن المواطنين الذين قادوا التظاهرات الجماهيرية العفوية كانوا يطالبون بحكومة مهنية أم كانت أهم مطالبهم تحسين الظروف المعيشية والخدمات وخصوصا محاسبة المفسدين مرددين "  «جينا على الدخل نحسب الخرجية/ صفر ناقص صفر فارغة البسطية/ باسم الدين باكَونا (سرقونا) الحرامية»!
 وعلى رأسهم نوري المالكي والذي طالبوا بإعدامه وقاموا بحرق صورته مرددين " يا نوري يا زبالة يا قائد النشالة " .. الخ ؟  

إن السيد أنور الحمداني يدافع عن مقتدى بقوله : إن سماحة السيد مقتدى الصدر خدعه مستشاروه ( " ستوديو " التاسعة 12/4/16) إن هذا المهرج لا يفتأ يدافع عن مقتدى والحوزة وخشلوك بالنسبة لخشلوك فهو رب نعمته مع ذلك نقول هل قام الحمداني بتوجيه ، ولو مرة واحدة ، سؤالا للخشلوك : من أين لك هذا ؟
أما بالنسبة للحوزة فالكتابة عنها تحتاج إلى تأليف كتاب سواء منها ما يتعلق بالموقف من قوات الاحتلال والرشوة التي استلمها السستاني من الأمريكان ونكتفي هنا بالإشارة إلى :-

من ارشيف احتلال العراق: لافتة رفعها انصار مقتدى الصدر حول تلقي علي السيستاني 200 مليون دولار كهدية من الاحتلال الامريكي
 
  

ولا نرى ضرورة الإشارة لفتاوى السستاني المتعلقة بالطلب من المواطنين الوقوف على الحياد بين القوات العراقية الوطنية والقوات الأمريكية الغازية أو تلك المتعلقة بحثه العراقيين على التصويت على ( الدستور ) الذي تمت كتابته من قبل الصهاينة  ولكننا سنشير فقط إلى :-

إن كافة رجال الحوزة ليسوا عراقيين عدا النجفي الذي منحه حاكم العراق الشرعي صدام حسين رحمه الله الجنسية العراقية وإن السستاني رفض هذه الجنسية التي منحتها له قوات الاحتلال ولذا لا يحق لهم التدخل بالشأن العراقي نهائيا من منطلق " يا غريب كن مؤدبا أو كما يقال باللهجة العراقية " يا غريب كون أديب " ولكنهم يقومون بعكس ذلك أي " نزل ويدبك على السطح " .

وفي هذا المجال نذكر حادثة وقعت لنا شخصيا نوجزها كما يلي :-

في بداية غزو وطننا الحبيب وفي الوقت الذي عمت التظاهرات في أغلب دول العالم ومنها فرنسا والتي وقفت موقفا مشرفا ضد الغزو كنت رئيس جمعية مصرح بها أمام السلطات الفرنسية ، وكنت الأجنبي الوحيد بين أعضاء هذه الجمعية وقمت بتوزيع منشورات ضد الغزو للمتظاهرين باسم الجمعية ، فاتصل بي أحد ضباط المخابرات الفرنسية وقال لي هل تفضل أن تأتي إلى دائرتنا أم أزورك في مسكنك ؟ قلت له أفضل أن تقوم بزيارتي .
وفعلا زارني وأوضح لي : بأن السيدة محافظة الإقليم توجه لك إنذارا وتطلب منك التوقف عن توزيع المنشورات لكونك ليس فرنسيا .
هذا حدث في فرنسا التي يطلق عليها دولة القانون فكيف يسمح للسستاني والناطقين باسمه بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة تهم وطننا الحبيب وهم غرباء ؟

أما بالنسبة لمقتدى  وهو يعلم جيدا بأن سماحته !!! كما يردد الحمداني وغيره
فنقول - إن الصدر تتلمذ على يد آية الله محمد كاظم الحائري الإيراني الجنسية, الذي كان يعيش في العراق, والمقيم حاليا في إيران وهو في نفس الوقت خامس المرجعيات الدينية في النجف.  والحائري يعتبر" الأب الروحي للتيار الصدري " في العراق والذي كان له دور لا ينكر في مساندة الصدر الشاب عند زيارته لإيران في إطار المشاركة في مراسيم ذكرى وفاة الخميني. علما بأن هذه الزيارة أثارت احتجاجات في أوساط الحوزة في قم، ولدى الإصلاحيين الذين أعربوا عن سخطهم واستيائهم لزيارة المحرض على مقتل حجة الإسلام عبالمجيد الخوئي ، والعدو رقم واحد لرجال الدين والمراجع المنحدرين من أصول إيرانية.
علما بأن الحائري  منح  للصدر لقب حجة الإسلام والمسلمين , حسبما ذكره الصدر نفسه في إحدى مقابلاته. وإن هناك تنسيق بين جماعة الصدر ومكتب الحائري  في النجف خصوصا فيما يتعلق بجيش المهدي  حيث يذكر الصدر بأن الحائري أجازه بتشكيل هذا الجيش و " إن مكتب السيد الحائري في النجف يرسل المتطوعين باعتبار أننا مكتب واحد وإن كان يختلف مكانه ولكنه معنويا مكتب واحد. وهم يذهبون إلى مكتب السيد الحائري يريدون التطوع فيرسلونهم إلى مكتبنا. ولو لم يكن موافقا لما أرسلوا إلينا " (الحياة 11/9/2003)  وهذا يعني بأن المرجعية العليا في إيران هي التي وافقت أو أوحت لمقتدى الصدر بتشكيل هذا الجيش. وذلك لأن الحائري المذكور يتبوأ موقعا مهما في الحوزة العلمية في قم لكونه  يشغل منصب  ، مستشار آية الله خامئني المرشد الأعلى للثورة الإيرانية. وهدف هذه اللقاءات مناقشة " خطة معدة في قم هدفها النيل من آية الله السستاني وزعزعة مكانته كمرجع أعلى للشيعة. وذلك بسبب رفض السستاني لفكرة ولاية الفقيه ومقاومته محاولات إخضاع   حوزة النجف للسيطرة الفعلية للولي الفقيه الإيراني" (الشرق الأوسط 12/6/2003)

علما بأن الصدر – حسب ما ذكرته مجلة " نيوزويك " – استلم في السابع من نيسان الماضي رسالة من الحائري  المذكور أعلاه يدعوه فيها إلى قتل الصداميين الذين يحاولون تولي الحكم , ويطلب منه توعية الجماهير حول مخطط " الشيطان الأكبر". (القدس العربي 17-18/5 /2003)
( الدكتور عبدالإله الراوي : من يقف وراء التفجيرات في مدينة الثورة ؟ شبكة البصرة 16/3/2006 )

وعلينا أن لا ننسى ما أطلق عليه جيش المهدي وجرائمه في البصرة ضد البعثيين والمسيحيين ومحلات المشروبات الروحية والحلاقين ..الخ وفي بغداد أيضا وما قام به من جرائم القتل والتهجير على الهوية الطائفية أثناء الفتنة الصفوية عامي 2006-2007 .

يضاف لذلك " كشفت مصادر سياسية مسربة، اليوم الاربعاء، وصول وفد ايراني الى بغداد وعقد اجتماعات مكثفة مع رئيس الحكومة الحالية  حيدر العبادي وعدد اخر من الساسة الحاليين، من اجل التوصل لصيغة نهائية في تشكيل الحكومة المقبلة ، بما يؤكد مواصلة ايران تدخلاتها السافرة في شؤون العراق الداخلية والخارجية من خلال اذنابها في العراق.
وبينت المصادر في تصريح لصحيفة العربي الجديد "وصول وفد ايراني إلى بغداد ، لإجراء مشاورات مع الكتل السياسية المختلفة المنضوية ضمن التحالف الوطني بصورة عامة ومع رئيس الوزراء "حيدر العبادي "بصورة خاصة ".
وأضافت المصادر " أن الاجتماعات المكثفة هدفها التوصل لصيغة يتم خلالها تشكيل حكومة جديد مبينة أن طهران متخوفة من انفراط عقد التحالف الوطني الحاكم بالبلاد . " ( تدخلات ايرانية: طهران ترسل وفدا الى بغداد لتشكيل الحكومة الجديدة . شبكة .البصرة 6/4/16 )

وتقول بعض المصادر  " إن خيمة اعتصام السيد مقتدى الصدر ولدت وانتهت بالتنسيق الكامل مع وسطاء إيرانيين حضروا خصيصا لمواكبة التغييرات التي آمنوا أخيرا بأنْ لا مهرب منها. بمعنى آخر لابد من تغيير الناطور للحفاظ على الحقل ذاته ، قبل فوات الأوان. " (  ابراهيم الزبيدي :  حكومة تكنوقراط العبادي إيرانية أيضا  شبكة أخبار العراق . 4/4/2016 )
 
وقالت مصادر عراقية مطّلعة إن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر لم يفضّ اعتصام أنصاره في المنطقة الخضراء الخميس قبل الماضي بسبب رضاه عن التشكيل الوزاري الذي قدّمه رئيس الوزراء حيدر العبادي، وإنما بعد تلقيه وعودا وضمانات بأن تضم الحكومة الجديدة 6 وزراء من التيار الصدري. (خفايا الصفقة التي دفعت الصدر إلى فض الاعتصام ٦ وزراء صدريين في الحكومة العراقية الجديدة من أصل ١٤ وزيرا .  الكاردينيا . 2/4/16 )

وبالدليل القطع فإن مقتدى مضطر للانصياع لأوامر سليماني  " وصل قبل يوم مبعوث خامنئي الشخصي الجنرال قاسم سليماني ليرفع ( الكارت ) الأحمر بوجه مقتدى ومن معه  , ويأمره بالانسحاب بكل أدب وهدوء , وأن يقوم الأخير على الفور بتوجيه خطاب لأتباعه وللمعتصمين معهم بفض وإنهاء الاعتصامات فوراً  ... مباشرة بعد إعلان حيدر العبادي عن تشكيلته الوزارية , وتقديمه قائمة بأسماء الوزراء الجدد , التي سيصوت عليها ( البرلمان ) بالإجماع السبت القادم !؟؟, من أجل سحب البساط من تحت أقدام الجميع ... وإلا والتهديد موجه لمقتدى شخصياً في حال عدم استجابته ورضوخه للأوامر الإيرانية , فإن " الحنانة " ستسوى بالأرض وستهجم بمن فيها على رؤوس ساكنيها  أي على عائلة آل الصدر بالكامل , وسيحصل لهم كما حصل لجماعة وأتباع المرجع العربي السيد أحمد الصرخي الحسني , وهذا بالطبع تم بالتنسيق مع المرجعية وحزب الدعوة ومراجعهم وقياداته وعلى رأسهم السفاح نوري كامل المالكي.. (م . جبار الياسري : من قلب الحدث .. قاسم سليماني يأمر وحبيبنا مقتدى يُنفذ !؟ ونتحدى مقتدى الصدر ومستشاريه أن ينكروا . مجموعة العراق فوق خط احمر 31/3/16 )

وفي هذا المجال يقول أحد الكتاب " وأخيراً نقول هنيئاً مقتدى بهذا النصر المؤزر وخيانة شعبك ومن وثق بك وتمكين حكومة الفساد وإعطاء الشعب جرعة لا يفوق منها إلا بعد عامين هذا إن تذكر الشعب الذي بعد هذه الانتصارات المزيفة ولكن نقول إن التأريخ يكتب المواقف وسيشهد بالخيانة يا مقتدى ولو بعد حين والأجيال لا ترحم . (  كاظم البغدادي :  شكراً مقتدى …يقولها الفاسدون بعد إنقاذ حكومتهم شبكة أخبار العراق . 3/4/16 )

أي بصورة واضحة فإن مقتدى أنهى اعتصامه بناء على أوامر سادته في طهران وليس بناء على نصائح بعض مستشاريه كما يقول  أنور الحمداني ..

وعلينا أن نشير هنا إلى أن مقتدى ومباشرة بعد إنهاء اعتصامه توجه إلى بيروت للقاء رئيس حزب اللات اللبناني والذي عقد اجتماع معه ومع المالكي لمحاولة إنهاء الخلافات بينهما وللأسف ليس لدينا معلومات عما دار في هذا الاجتماع  ( سعد الياس : نصرالله يسعى لمصالحة الصدر والمالكي بتكليف من المرشد الإيراني وحديث عن عقبات تواجه توحيد البيت الشيعي العراقي . القدس العربي . :16/4/16)
والظاهر أن رئيس حزب اللات اللبناني نجح بحل الخلافات بين الصدر والمالكي لكون نواب الصدر بقوا مع دولة القانون في اعتصام مجلس النواب وبعدها انسحب الصدر كما سنرى  ولكن الخلافات عميقة بينهما وذلك

رأى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أن الإعدام بحق رئيس الوزراء السابق قليل جداً.وقال الصدر خلال جلسة حوارية مع بعض مسؤولي التيار الصدري :ان " ما فعله المالكي في العراق من فساد مالي وأداري وانهيار امني تسبب بمقتل مئات الالاف من الابرياء فأن الاعدام قليل جداً قياس بما فعله. وأضاف ، الاعدام يجب ان يسري على جميع المتخاذلين مع المالكي والذين دمروا البلاد وجعلوها تذهب الى الهاوية. ( الصدر : لو كان القضاء في العراق نزيها لحكم المالكي ألف مرة بالإعدام .  بغداد/شبكة اخبار العراق. 23/3/2015 )
وكما يتذكر الجميع فإن مقتدى الذي كان يرفض رفضا قاطعا تجديد الولاية للمالكي عام 2010 اضطر تحت ضغط إيران على الموافقة والآن يصرح هذا التصريح القوي ضده أي بعد خراب البصرة كما يقال .( د.عبدالأله الراوي  هل ستتم محاكمة المالكي على تسليمه الموصل ؟؟ القسم الأول . 28/6/2015  )
http://www.iraq4allnews.dk/articles889.html
http://www.algardenia.com/maqalat/17482-2015-06-28-16-37-34.html )

فمن حقنا هنا أن نقول : أيحق للصدر أن يلتقي بالمالكي بعد تلك الاتهامات ؟ مؤكدين لو أن مقتدى لديه ذرة وليس قطرة من الشرف لامتنع عن اللقاء مع نوري المالكي ولكن ليس الأمر بيده إنه ليس إل لعبة بيد أسياده في قم وطهران
ونظرا لكون المقال أصبح طويلا لذا سنؤجل الكلام عن قضية الاعتصام في مجلس النواب في القسم الثاني .

الدكتور عبدالإله الراوي
دكتور في القانون محام عراقي سابق وكاتب وصحافي مقيم في فرنسا
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على
http://iraqrawi.blogspot.com

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

609 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع