توليف/ الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
"سُـئلتُ عمـن سـيقود الجنـس البشري؟" فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون" فولتير
عـَودة الروح للطائفية!
دراسـة اي موضــوع له صــلة بالطائفية في العراق , أمـر في غاية الصـعوبة, لأنه غير موجود بين البسـطاء من أبناء الشـعـب , بل بين الطـبقات المثـقـفه , مثل اســاتذة الجامعات والمعاهد والطلبة,.. والأسـؤ من كل هذا, هو تشــبث كل طائفة برأيها وتسـفيه رأي الطائفة الأخرى , او قل الزج بالبدع البعيدة كل البعد عما تؤمن به تلك الطائفة , وتقويلها ما لا تقله!
*** التزَمت الطائفي في الأوسـاط المثقفة في العراق , ســببه الخفي " الأقتصاد ", وطلب السـَند من القبيلة أوالطائفة ,.. اما عامة الناس فليس لديهم أهتمام واضح بهذه المشـكلة , ولم تؤثرعلى علائقهم العامة, مثل البيع والشـراء والتزاوج بين ابنائهم, وخاصة في المدن التي لا تـتميز بغالبية احدى الطائفتين,... أما التمييزالطائفي في الماضي,.. فقد كان واضحاً, ومن النادردخول الســني الى مساجد الشــيعة أو الحسـينيات للصــلاة فيها, والعكــس صـحيح !
*** لم يكن ذلك الأمرخاضـع لقانون اواوامرالقييمين عليها,..بل هو ناتج عن عادات قديمة موروثة, أضــافة الى عدم ادانة تلك الظاهرة من قبل المســؤلين , ومنذ العهد الملكي ســـنة 1921, فان الطبقة المثقفة من الشعب من كلا الطائفتين تـُظهرسعادتها حينما يدخل مـُســـلم من طائفة ثانية مساجدها, ليؤدي الصلاة ويشارك في المناسبات السـعيدة أوالحزينة , ومن المؤسـف ان نرى التوجه الثقافي في معظم الدول الأسلامية والعربية , غيرمحايد في الخفاء ومتحيزة بسـبب تأكيدها على معلومات ُدســـت في كتبها بهدف أشــعال الفتنة الطائفية, غير آبهة بكل الأصــوات الخيرة من كلا الطئفتين.
***لمســتُ شــخصــيا مثل تلك الحالة , في ســبتمبر 1972 في قاهرة المعتز, عاصــمة جمهورية مصــر العربية, حيث كنت عضـوا في مؤتمر علمي ضــمن الوفد اللـيبي لجامعة الفاتح في طرابلس, برآسة رئيس القسم أ.د. الشكشوكي وعضـوية اثنان من المصريين, هما الدكتور بركات والدكتور سـيد مرعي, وبعد انتهاء جلســة أفتتاح المؤتمر, تلقى الوفد الليبي دعوة لزيارة جامع الأزهرالشهير في العالم , والمشــيد في العهد الفاطمي , ســنة 979م,..
مـســجد الأزهر في القاهرة
وقد رافقنا طالب ماجســتير, مصـري مُكلف من ادارة جامعة الأزهر, ليشـرح لنا تاريخ هذا الجامع منذ نشــأته والى يومنا,.. وفي ســياق الشــرح وردت كلمة " الشــيعه ", وهنا طـلب احد الزملاء من المرشــد توضـيحاً وقال له : عفوا مين دول الشـيعه ؟, ثم نظر لي بأبتسـامة خَـفـية,..ففهمت قصده من السؤال! ,..فاجاب المرشـد على الفوروبحماس:
دول ناس ملحدين, بيعتقدوا ان ســيدنا جبريل (ع),. ارســله الله تعالى الى علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه) ,... الا انه اخطأ الطريق وتوجه الى محمد (ص ) !
*** ما ان اوشـكنا على نهاية جولتنا توقف المرشـد عن الكلام وطلب منا طرح اي سـؤال نرغبه, وعندئذ اقتربت منه وعلى وجهي ابتسـامة ممزوجة بالألم وقلت له :
(انك طالب علم وعلى وشـك نيل درجة الماجســتير, وعقبال الدكتوراه)!, فابتســم واجابني بوابل من كلمات الشــكروالأمتنان , الا انني تريثت لفترة قصـيرة , ثم راح الزملاء اعضاء الوفد يتطلعون بوجهي الذي أختفت فيه الأبتسامة , وبدأت الحديث بهدوء لم اعهده بنفســي من قبل في مثل هذه المواقف التي يراد منها الفتنة, واثارة البغضاء والطائفية , فعقبتُ على
كلام مرشــدنا, وزملائي من حولي كلهم آذان صـاغية لردي على هذا الأفتراء غيرالمنطقي
وقلت : " من المفروض ان يتوخى طالب اي علم من تصـديق اي نتيجة بحـث , ما لم يتأكد من صـحتها, ويعضـدها أهل الأختصـاص ,.. اذن كيف تـُصدق هذه الرواية المنافية للمنطق والأيمان بالله عزوجل؟, فهل يعقل ان جبريل عليه الســلام ســهى وخالف امرربه, ولم ينفذ ارادته!,.. وتوجه الى محمد(ص)؟, واذا افترضـنا جدلا صـحة ذلك, ألم يـَكـن لخالـق الكـون والقادرعلى كل شـيئ ان يمنع الوحي ويطلب منه تغييرخطه عند وقوع السـهو الذي تدعيه!؟,
والأكثر من ذلك والذي يدحض هذا الأفتراء أن عليا في ذلك العهد كان في الســابعة, ويعيــش برعاية بن عمه النبي محمد(ص), في داره منذ وفاة والده,..فأستحسن الجميع ردي ,.. وذُهـلَ المرشـد لما ســمعه من حقائق مقنعة, وفي الحال مد يده ليصـافحني ويعتذر لســوء فهمه,واعداً بالتحرى عن اي معلومة في المســتقبل, ولا يؤمن بها ان لم تكن موثقة من علماء مرموقين!,..
ثم ودعنا وشـكرنا جهوده, وخرجنا في نزهة بالقرب من المنطقة, فقد قدم لنا احـد المصـريين من اعضاء الوفد دعوة لتناول الغداء,( فـتـه), في أحد المطاعم قرب مســجد ســيدنا الحســـين.
مـســجد ســيدنا الحســين في القاهرة
*** التعصـب الطائفي يعمى العيون والقلوب , ويدفع الأنسـان نحو طريق مُظلم, يفقده انسانيته وســعادته,.. كما ان هذه الظاهرة اسـتغلها تجارالسـياسـة كورقة لبث الفتنة بين المسلمين عندما تتوفرالظروف الملائمة, وســوف يتوقفون بعض الوقت عندما يواجهون وضعاً غيرملائم ,..ثم تزول,.. أن واجهت قادة بقلوب خالية من الكراهية والحقد والضغينة !,..كما أن الزائر الغريب لا يشـعرباي مظهرللطائفية في المقاهي او في الأسـواق الشــعبية عند كلا الطائفتين , ويمكنني التأكيد على اختفاء اي صراع أو شـجاربين اتباع الطائفتين في المدن التي تضـم نســبا مختلفة من اتباع الطائفتين , كما لا يمكن الأدعاء بوجود علائق حمـيمـة بين الســنة والشـيعة, كما هو الحال بين مذاهب الطائفة السـنيه مثل : الشـافعي والحنفي والمالكي والحنبلي, بالرعم من تعدد مرجعيات تلك المذاهب!
*** قيل ان المرء قد يقضي معظم حياته معتقداً بقدرته بالدفاع عن أفكاره الخاصة ,... ثم يكتشف بانه يدافع عن معتقدات زرعها في عقله أناس اخرون , ومما لاشــك فيه ان نضوج الفكرالإنساني ككائن مفكر، قد لا يتحقق الا بمقدار تحرره من ثقافة " الجماعة " وبناء ذات مسـتقلة وحرة في التفكير, ومحاطة بمناعـة ذاتية تقيها من تأثيرات المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه!, وطبيعة هذا الشعـورانه تواق ليصـبح مختلفا ومتميزاً عن " الجماعة ", ولكنه
ولسـبب اولآخر يجد نـفـسه لايقوى على الهروب من سـجن " الجماعة " لطغيانها وقدرتها على البطش بكل من يحاول الخروج على الاعراف التي يســير بين أفلاكها!
علي بركات *** هكذا أضحى المجتمع الاسـلامي أشبه بالقطيع السائرة وفق رغبات الراعي ليكون متمثلاً بالمشايخ من وعاظ السلاطين تارة أو بالسلاطين أنفسهم, وانتـشر فيروس الطائفية في جميع مفاصل الجسد العربي المسلم! , واضحى حالنا في عالمنا العربي أينما تولي وجهك سـتجد نفـسك عرضة للسؤال الجاهز:
هل انت سني ام شيعي؟
متناسين قول الله تعالى:
ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون.
المجتمع العراقي بعيون الجماهير العربية!
***عـشــت في الغربة, في أقطار مختلفة, مثل ليبيا وتونـس والأردن وماليزيا, لأكثر من عشـرين عاما, كأسـتاذ جامعي تارة,.. وكسـائح تارة أخرى ,وكنت أتلقى برحابة صـدراســألة مزعجة عندما كنت أتحدث مع اي انسـان في تلك الدول, وما ان يشـعر بلهجتي الغريبة عنه, حتى يبادرني على الفور بسـؤال,(أشـكون انت؟),...اي من أينَ حضرتكم , فأجيب السـائل برحابة صـدر:عراقي , وكان الأمرأعتيادي, الا انه صـار مزعجا لدرجة لا تطاق بعد ان غَـيمت سـُـحب الحـرب, لأحتلال العراق , حيث يرمي الســائل فورا ســؤالا آخرًا: ( ومـنـيـن في العراق؟ ), من الجنوب لو من الشــمال؟,..
فأفهم فوراً قصـد الســائل, وأجيبه بكل صــراحة, وينتهي الأمر, الا ان البعض منهم, يتمادى في سؤاله, ويسـأل : ( وهل انت شـيعي أم سـني؟ !) , وفي البداية كنت اجيب الســائل بالحقيقة محاولا افهامه ان لا فرق بين السـنه والشـيعه في العراق , والجميع اخوة منذ آلاف السـنين,.. وان ما اسـتجد من خلاف بينهما , ســببه تجارالسـياســة , لزرع الفتنة بين ابناء الشـعب الواحد, وهكذا وكما في المثل: ( ســيرة وانفتحت!!)!,
فيتفهم بعض الســائلين شــرحي ويؤمن به, الا ان البعض الآخريستهجن كلامي ,.. ويطرح أســـئلة اخرى ســمعها, عن البدع عند الشــيعه و الحروب التي تفجرت بين العراق وجيرانه, ثم,... ومن هو صـدام ؟ وما الأعمال التي اقترفها اثناء حكمه؟, وما ان انتهي من التحقيق حتى أصاب بالقرف,.. وهذا ما جعلني اسـتخدم الكذب الأبيض, وأدعيتُ انني مواطن لأحد الأقطار العربية , وفي احد المرات ادعيت انني هندي!,.. واســتغرب الســائل وقال: كيف تتكلم العربية؟,.. فقلت له: ولم لا ؟.., ألم تسمع أغنية سـيد مكاوي : الأرض بتتكلم عربي!
***وعلى أية حال, فأن عودة الروح للطائفية بعد أحتلال بغداد, لها علاقة مباشـرة مع بعض السـاسـة الذين فقدوا مراكزهم, ولذا لم يشـاركوا في العملية السـياســية ,وأضافة الى ذلك زجوا بالمتطوعين من مختلف الدول المجاورة الأســـلامية و العربية المحيطة او البعيدة عن العراق لمحاربة القوات الأمريكية و العراقية الفتية من الشـرطة والجيش التي تضم افراداً من كلا الطائفتين, لأجل زعزة الأســتقرار فيه بصـورة مسـتمرة, وقد وصل الأمر الى حالة اللاحرب واللاسـلم, وبات مطلب كل عراقي في الداخل الخارج: الأمن اولا وقبل كل شــيئ !
*** أن بعض ألأفراد الموالين للنظام السابق من ســـنة وشـــيعة, ســاندوا المعارَضـة المسـلحة, ولم يشـاركوا, او قل عارضوا العملية الســياســة لأنتخاب الجمعية الوطنية اوالتصويت على الدســتوراو انتخاب مجلــس النواب اوالمشــاركه في وزارة الوحدة الوطنية او الوفاق الوطني.
جميع ما ذكرته اعلاه, دفعني الى كتابة هذه الخوالج الأنســانية ليطلع عليها الأبناء في المَهجر,..وينبذوا الطائفية,... ولبيان الحقائق التي أججت الفتنة وجعلت الصــراع بين الســنة والشــيعة يـَطفـوا على الســطح ثانية كسـبب ظاهري غطى على جميع الأسباب الحقيقية لأستقرار الأمن في العراق.
*** انني ارجو من كل قارئ ان يعلم بأن القتل العشـوائي بعد سـقوط بغداد بين افراد الشــعب, ليـس مرده الطائفية بحد ذاتها, بل المنافسـة لكسـب اكبر جزء من "الكعكة " بعد انهيارالنظام, وادعاء فرق من الموالين له اوالمعادين للأحتلال بأحقيتهم بالأرث!
*** ان حدة الطائفية كانت بدور السـبات في الخمسـينات, ولذا أرتفعت نسـبة الزواج بين افراد الطائفتين في الجامعات والكليات والمعاهد من كلا الطائفتين, كما أن دخول المرأة الى الحياة العملية, كموظفة في كافة التخصصات , زاد من التعارف بين كلا الجنسـين,.. مما ادى الى توثيق الروابط العاطفية , اوقل : الحب الذي دحرالتعصب الأعمى لمفاهيم قديمة دسـت في كتب صفراء قام بتأليفها اسـاتذة جامعات مرموقين من الٍـسـنة والشــيعة , زجوا فيها قصـصـا وهمية لتشــوية معتقدات بعضـهما البعض الآخر داخل الجامعة نفســها , وان كل جامعة في العراق ما هي ألا مجتمع مصـغر يحتوي على نسـب من الطائفتين بشكل عشوائي!
انهيار النظام في التاسـع من نيسـان,2003
في يوم الثلاثاء الموافق للعشرين من مارت( مارس), 2003, بدأ غزوالعراق من قبل القوات الحليفة بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا , واطلقت في البداية قذائف صـوتية مُرعـبة, مـن اجل التخويف ,.. و كان الغرض المعلن للغزو هو:
الأطاحة بنظام صـدام حســين, وجعل العراق خالياً مـن أسلحة الدمار الشــامل, ومنع النظام مـن اشــعال النيران في آبارالنفط العراقية, ولســحق القوة العســكرية للنظام.
*** وعلى اية حال, فأن الأمريكان والأنكليزتوقعوا انهيارالنظام , وان يهب الشــعب العراقي لأســتقبالهم بالورود كقوى محررة للعراق, حالما تطأ اقدامهم الحدود العراقية في أم قصـر, في محافظة البصـرة !
*** لم تتحقق تلك الأمنية كما حدث ايام الأنتفاظة, عندما اجبر الجيــش العراقي على الخروج من الكويـت, واجتياح تلك القوات الحليفة ارض العراق حتى وصــلت اطراف محافظة المثنى, ثم طلبت ايقاف اطلاق النار وانسـحبت من كل الأراضي التي احتلتها, في ســنة 1991, بعد التوقيع على اتفاقية مع النظام, الذي راح يســترد عافيته تدريجياً الى ان قضـى على تلك الأنتفاظة, وعلى كل القوى التي ســاندتها, وعلى اية حال, فقد وقفت امريكا آنذاك موقف المتفرج, وسـُمح للسـلطة بأسـتخدام طائرات الهليوكبتر ضـد الجماهير التي هبت لأسـتنكارهزيمة الجيــش العراقي الباسـل وكســر شــوكته, بســبب زجه في حرب لم يحســب لها ابســط قواعد الحرب, ومن اهمها غياب الغطاء الجوي. *** كانت تلك الحالة مؤلمة, اضافة الى عدم معرفة خلفية تلك الأحداث واسـباب عودة النظام لبسط نفوذه والهيمنة على كل مرافق الدولة,
وهكذا , زادت تلك الحالة من قوةالنظام, وفقدان القوى المعارضة لأية قابلية للأنتفاض مرة اخرى, واعتبرت تلك الحالة, اهم ســــبب لعدم ترحيب الجماهير بالقوى الغازية, خـوفاً من تكرارما حدث في 1991,كما في المثل:
" المكروص حيه, يخاف من ســحاله"!
*** منذ اعلان نهاية العمليات العســكرية التي اطاحت بنظام صــدام حســين, في 9, نيســان 2003, خطط الأمريكان لتطبيق الديمقراطية في العراق, وفق خطة تتكون من عدة خطوات, كالآتي :
1- يجب ان يتم الأســتقرار في كافة ربوع العراق, قبل ان يتســلم المســؤلية.
2- الولايات المتحدة الأمريكية, لا تعطي للعراقيين رســمياً الســيادة كاملة.
*** واجهت قوى الأحتلال مقاومة من العراقيين, وضغوطاً عالمية لأنهاء الأحتلال الأجنبي, وفي مارس ونيسان سنة 2003 , باتت القوى العراقية والأمريكية تـعـيـش ظروفاً في غاية الصعوبة لغياب الأمن والثقة وتدهورقدراتهم القتالية, ولذا وجب أن لا ينظر للحرب كشــيئ مســتقل انها آلة ســياسـة وقد تفهم القادة العراقيون الجدد طبيعة وخاصية الأنســان العراقي في صراعه مع المحتل الذي تفجربعد الأطاحـة بالنظام في 9 نيسان2003.
*** تاريخياً, كان حكم العراق صــعباً, بســبب مكوناته العرقية والمذهبية المختلفة,.. فالشــيعة العرب يكونون الأغلبية في الجنوب, والأقلية من العرب الســنه, في المنطقة الغربية والأكراد في الشمال, ومن الجدير بالذكر ان تلك الأنقســامات موجودة منذ ما ينيف على 1500 ســنة, كما ان الســنة والشــيعة كلاهما يعتنقان الديانة الأســـلامية, واضــافة الى ذلك, عدم وجود وثائق رسـمية لدى اي فرد تبين كونه شــيعي اوســني! وهكذا فأن عموم الناس المرتبطون بعلاقة مميزة , قد يعرفون بعضهم البعـض الآخر بصـورة غير مباشــرة , مثال ذلك, من الأســم او لقب العائلة,...ولم يحدث ان يسـأ ل شـخص ما عند تعرفه بالآخرهل انت سـنيام شـيعي !
*** كادت تلك الظاهرة ان تختفي بعد الخمســينات من القرن الماضــي , وصــار من الصــعب التعرف على مذهب شــخص, ما لم تعرفه ســابقاً, لأســباب عديدة, منها :
1- تواجد الجامعات في مختلف المحافظات العراقية , وانها تسـتقبل طلبتها وفـق مسـتواهم العلمي, ولذا, جامعة بغداد تقبل الطلبة الحائزين على اعلى الدرجات, يلي ذلك, جامعة الموصـل ثم البصرة ثم الجامعات الأخرى.
2- العمل في دوائر الدولة المختلفة يعتمد على التخصص دون النظر الى المذهب.
3- ان كل عراقي يبلغ الثامنة عشــر يلتحق بالخدمة العســكرية الأجباري, كما ان وزارة الداخلية تختار افراد الشــرطة للخدمة فيها اســتناداً لقانون معمول به منذ تأسيس الدولة العراقية وليس للأنتماء الطائفي اي تأثير علي ذلك , ما عدا الدوائر الأمنية المرتبطة بالنظام.
4- جميع دور السـكن في كافة المدن العراقية ذات النسب المختلفة من الطوائف, تجد داراً يســكنها المواطن الشــعي بجوار اخرى يســكنها المواطن الــسني.
*** كان حزب البعث الحاكم علماني , وبالرغم من ان اكثرية المنتمين لحزب البعث من الشـيعة, لوحظ عدم اعطاءهم الفرص في التدرج والمناصب الحزبية, وحتى عامة الحزبين من ابناء الســنة لم تكن لهم منزلة مرموقة كالطبقة المحيطة بالقيادة السياسية!
يتبع في الحلقة/ 16 مع محبتي
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:
http://algardenia.com/maqalat/23335-2016-04-24-07-16-52.html
599 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع