عبد الاله الراشدي
شاهدنا العديد من المؤتمرات التي عُقدت في الخارج والتي تبحث عن إيجاد حلول لما يمر به العراق من كارثة على جميع الأصعدة وبمعنى الكلمة, ولكل عراقي الحق في أن يبحث عن خلاص بلده,
لكن لنتحدث بصراحة ووضوح, من أن أي مؤتمر يُعقد في الخارج ستوضع عليه نفس النقاط وتُؤشر حوله نفس العلامات التي وُضعت حول مؤتمر لندن وأشباهه تلك التي قادت إلى إسقاط النظام السابق وأن كانت الآلية تختلف من حيث حجم القوة والضغط الدولي أو الأسلوب السياسي, لكن النتيجة هي نفسها فتغيير الأشخاص لن يغير إستراتيجية الدول المهيمنة على العراق ولن يغير مشاريعها. فكل ما قُدم في هذه المؤتمرات هي دراسات لا تخرج عن كونها محكومة بسياسة فرض الأمر الواقع وهو الهيمنة الخارجية وتأثيرها على القرار السياسي في العراق, فتستخدم عين الطريقة التي استخدمتها المعارضة في إسقاط نظام الحكم السابق, وهكذا يترقب المعارضون للنظام عودة أمريكا لتُحدث تغييراً جديداً في العراق. ويعود الأمر في ذلك إلى ضعف المعارضة في الخارج وفقدانها الشعبية في الداخل. بسبب الأيدلوجيات الدينية وخصوصاً ما تقوم به مرجعية السيستاني من تخدير للشارع العراقي, وكأن المسرحية تُعاد من جديد بعكس الأدوار.
وفي الواقع أن المشاكل لا تحل بطريقة إزاحة الأشخاص ودفع الثمن مسبقاً لأمريكا أو إيران أو السعودية وتمرير المشاريع الدولية في العراق , وما يعول عليه في هذه الحلول من بعض المعارضين ليس إلا شكل آخر من أشكال الوصول للكراسي سواء بطلب من الخارج في إحداث تغيير جزئي أو كلي ولا يُستبعد في أن يكون جزءاً من الأيدلوجيات الخارجية. ولنتحدث بصراحة أكثر فلن يأتي حل من الخارج ولن ينفع أبداً بسبب تناقض المصالح وتصارع القوى.
ولذا لابد من مشروع من داخل البلد بعيد عن الاثنية والطائفية ولا يأخذ بالحسبان مصلحة جهة دينية أو تيار سياسي ولا يوجد مثل هذا المشروع غير مشروع المرجعية العربية العراقية حيث قدم المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني مشروعاً للخلاص يعتمد على حل الحكومة والبرلمان وإقامة حكومة إنقاذ مدنية برعاية أممية وإبعاد إيران من اللعبة كونها اللاعب الأشرس ولا يشترط في رئاسة وشخصيات هذه الحكومة الانتماء الطائفي أو العرقي ويمكن الاستعانة ببعض الدول العربية كالأردن والجزائر ومصر في إقامة هذا المشروع .
وما يجب العمل عليه هو عقد مؤتمرات لإقامة هذا المشروع وذلك تجنباً لما هو أسوأ حيث أن الصراعات التي تحدث الآن في العراق وتحكم المليشيات والتقدم التدريجي لأمريكا في العراق وانقسام السياسيين بالولاء بين هذه الدول , يُنذر بكارثة ومصير مجهول لا يمكن تجنبه بعقد مؤتمرات تقع في نفس أيدلوجيات الدول المهيمنة.
ويمكن من خلال الإعلام والشخصيات الوطنية في الخارج والتوجه الوطني المدني وتظاهراته في الداخل من أنجاز المشروع الوطني والضغط على هيئة الأمم المتحدة بإصدار قرارات ملزمة بإقامة مشروع الخلاص وبمطالبة إيران بالخروج من العراق كما جاء في بيان المرجع العراقي.
720 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع