گهوة عزاوي - في ذاكرة " البغددة "

                                         

                    عبدالجبارنوري—السويد

 

هو مقهى شعبي شهير أقترن أسمه بالأغنية البغدادية الشهيرة ( يا گهوتك عزاوي) ، ويعود تأسيسها ألى القرن التاسع عشر ، ويقع في منطقة الميدان ، قرب سوق الهرج ، بجانب محلة ( الأحمدي ) ، بجوار حمام الباشا ،

وصاحبه كان يدعى ( أحمد القيسي ) لكنه أشتهر بأسم كهوة عزاوي نسبة إلى شاب كان يعمل بها جاء من واسط أسمه سلمان عزاوي ، فكان هذا الشاب محبوباً أريحياً صاحب معشر بشوش الوجه سمح وكريم وخدوم جداً للزبائن إلى جانب وسامتهِ المميزة وخفة روحه ، أمتلك قلوب رواد المقهى بكاريزمية سحرية شديدة ، فكان له الأثر في ترويج سمعة المقهى بين محبي المقاهي ، وهذا أدى إلى زيادة عدد رواد المقهى الأمر الذي جعلهم يسمون المقهى في أنحاء بغداد بأسم عزاوي ، فأصبح المقهى مكانأً مريحاً لطالبي الحديث ، والأستمتاع بشرب الشاي المهيّل والمخدر بالقوري الفخاري والمحفوظ بالسماور النحاسي اللماع وكذلك الحامظ والدارسين ، وكما ورد في مصادر متنوعة كان مقهى عزاوي الشهير أحد المقاهي التي تحي ليالي رمضان حتى السحور بأقامة الألعاب الشعبية التي تقوم على الفراسة والتأمل كالمحيبس والصينية والنقلة ، والقصه خون في سرد قصة عنتر وعبله والزير سالم وأبو زيد الهلالي ، وسماع المقام العراقي بصوت أشهر القراء آنذاك مثل " نجم الشيخلي وأحمد زيدان " وكما يقول الباحث التأريخي لمحلات بغداد (الحاج محمد كاظم الخشالي) كانت تقام فيه ألعاب الظل من وراء ستار شفاف يؤديها الفنانان ( عيواظ وكركوزا )بأخراج رشيد أفندي ، وكانت تلك المشاهد تحتوي على أنتقادات ساخرة للأوضاع السائدة أنذاك التي تزعج الدولة .
وقد كتب أحد الشعراء كلمات الأغنية المشهورة " يا كهوتك عزاوي " أثر الأختلاف الذي حصل بين الشاب عزاوي وصاحب المقهى مما أدى إلى زعل عزاوي وترك المقهى ليرجع إلى محافظته أضافة إلى ظهور زعل آخر بين صاحب المقهى وأبنه  المدلل الماسك والمساعد للمقهى المذكور ،  مما أدى ألى أنقطاع الكثير من رواد المقهى وتناقص زبائنه شيئاً فشيئا ، لكون أصبح المقهى بدون عزاوي كراسي مقلوبة ، الغبار يخيم على كل شيء ، الزقاق فارغ ، وتبدو كمدينة أشباح وهكذا أسدل الستار على هذا الرمز التراثي والفلوكلوري  مما أدى ألى صاحب المقهى أن يعرضه للبيع..

وهذه بعض مقاطع من كلمات الأغنية التي غناها ولأول مرة أستاذ المقام العراقي المرحوم " يوسف عمر " ضمن مقام البيات ( مقام الأرواح ) :
وفراگهم بجاني جالماطليه بالضلع
بيك أشترك دلالي
يگلون حبي زعلان
يا گهوتك عزاوي بيها المتيّم زعلان
لركض وراهم حافي وعبيتي على جتافي
بوسه من الأسمر كافي
سواها بيه سلمان
يگلون حبي زعلان
سلم علي من بعيد وحواجبه هلال العيد
يا گهوتك عزاوي بيها المدلل زعلان .
وهذه رسالة مستعجلة ألى وزير الثقافة المرتقب في الكابينة الوزارية  التكنوقراطية الجديدة الدكتور الآكاديمي " عقيل مهدي " أن يعيد لنا هذا الصرح التراثي الفلوكلوري الأصيل ويبث الروح في المقام العراقي الآيل ألى الأفول وله الشكر سلفاً .
الهوامش—مقتبسات من *** كتاب البغداديات- لعزيزجاسم الحجية – بسبعة أجزاء
** كتاب أغاني بغداد القديمة 1970
في – الثامن من مايس -- 2016

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1025 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع