رحلة ودعاء ..قصة قصيرة

                                            

                         جابر رسول الجابري

كانت الشمس ساطعة في كبد السماء ، والجو دافيء بالرغم إنه كان يوم شتاء ، وقد أرخى الهدوء سدوله في مكان خلاء ،

فلا صخب هنا أو مجيب يرد على نداء ، أهيم بوادي التاريخ وحيدا لا رجال ولا نساء ، ولا أنيس يؤنسني ولا هنا ماء أو خضراء ، إلا القصص تطوف بي في بادية قفراء ، أقرأ الحروف كأن عددها رمال في صحراء ، رحلة في تأريخ شعب وبلاد الأنبياء ، أرض بغداد وعشتار ها هنا أرض الثراء ، ها هنا النمرود جلجل في زمان القدماء ، فتلفت يميناً وشمالا وإستدرت للوراء ، ما وجدت غير شعب عاش حبا لا عداء ، أهل خير أولي بأس وشداد نجباء كرماء ، ثم كررت لعلي ولكن خائبا دون رجاء ، لم أجد فيهم خصاما أو شعوبا فرقاء ، فأكتشفت الآن علة ما جرى فيهم بلاء ، فإذا الوطن مباح وفساد في القضاء ، وبه الدين ربيب للحرام وعدو الشرفاء ، وبه كثر الأرامل واليتامى وجياع فقراء ، لَبْس الشيطان عمة خاتلا تحت الرداء ، قد غدا الشعب ضحية كل يوم شهداء ، لا حياة لا أمان لا سلام لا غذاء لا دواء ، ثم أطبقت الكتاب قد بدا لي وطني دار الفناء ، رحت أصرخ ويل شعبي ألي بعض العزاء ، أين أهلي أين ذاك الشعب أين العقلاء ، بت أمسح بدموعي ثم أجهشت البكاء ، قمت رتلت صلاتي ليس لي إلا الدعاء .

المملكة المتحدة / الثامن عشر من أيار عام 2016

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

950 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع