حنّون بين النظرية والتطبيق...

                                     

                         سلام جبار عطية

في شهر رمضان الذي استضافه العام 2010 اصاب العالم تسونامي تمثل باعصار عقائدي حطّم الصورة النمطية لجغرافية الدين الاسلامي الحنيف.

هذا الاعصار سببته نتائح الدراسة التي قامت بها الدكتورة شهرزاد رحمن, مع زميلها البروفسور حسين العسكري في جامعة جورج واسنطن. وقد كان محور الدراسة واهدافها هي معرفة مدى تمثيل الدول الاسلامية للدين الذي تعتنقه (الاسلام) وحملت عنوان (مدى تمثيل الدول المسلمة للاسلام).
تمخضت تلك الدراسة عن اغرب النتائج التي يمكن ان يتوقعها الفرد المسلم في حياته.
لقد اعتمدت الدراسة اكاديميا على محاور رئيسية اهمها الاقتصاد والحقوق المدنية والسياسية وكذلك البيئة وفقا لاحكام القران الكريم والسنة النبوية إذ قُسّمت المحاور الى 113 معيار وشاخص, فمثلا في المجال الاقتصادي كانت المعايير هي سلامة المعاملات ومطابقتها للشرع  وانعدام الربا والفساد الاداري والمالي, اما في مجال الحقوق السياسية والمدنية فقد اعتمدت الدراسة على معاير الشورى وسريان فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر على متنفذي السلطة وكذلك حقوق المراءة وفقا للشريعة, وقد شمل المحور البيئي معاير تصالح الفرد المسلم مع محيطه البيئي واصله الزراعي وحفظ التنوع الحياتي وبقية المعاير.
النتيجة الغريبة في الدراسة هي ان الدولة الاكثر اسلاما او تطبيقا للاسلام هي نيوزيلاندا!
وتاتي لوكسنبورك بعدها في المرتبة الثانية, وايرلندا وايسلندا وفنلندا على التوالي وهي جميعها دول ليست باسلامية!
اما الدولة الاسلامية فيها فهي ماليزيا والتي تاتي بالمرتبة 38 , وتاتي بفارق كبير بعد اليابان البوذية والسويد الملحدة واغلب الدول الاوربية المسيحية !
وقد اظهرت النتائج ان الدولة العربية الاولى تطبيقا للاسلام هي الكويت والتي تاتي في المرتبة 48 متاخرة عن ايطاليا بفارق 15 مرتبة! تاتي بعدها البحرين في المرتبة 64 والامارات العربية المتحدة في المرتبة 68 متخلفات عن اسرائيل التي جائت في المرتبة 61 !!
الاكثر غرابة ان قطر التي تصدرت الجميع في دعمها لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ودعوة الخلافة لابو بكر البغدادي, جائت في المرتبة 112 إسلاما متخلفة عن تايلند بفارق 34 مرتبة!
وتٌسكب عبرات الاسلام ونتائج الدراسة عند الدول التي اسست دساتيرها على اساس الشريعة الاسلامية وادّعت قيادة المسلمين, فمثلا جائت المملكة العربية السعودية في المرتبة 131 إسلاما متخلفة عن اليابان ب 102 مرتبة!
اما ايران التي كانت نتائج الدراسة بمثابة فضيحة لها فقد جائت في المرتبة 163 متخلفة بفارق 6 مراتب عن سويسرا!
النتيجة الاكثر غرابة تمثلت في العراق. فعلى الرغم من كل الاحزاب الاسلامية التي تحكمه وتدعي تطبيق الشريعة فقد جاء في المرتبة 201 متخلفا اسلاما عن انكولا وتشاد !
وقد كانت السودان وارتيريا في قعر جدول الاسلام ودول المؤتمر الاسلامي !
ان العالم الاسلامي ووفقا للواقع يحتاج في هذا الشهر الكريم الى مراجعة الذات والتحقيق في الهوية العقائدية وترك عمليات البناء التي تتم على اسا الكم والعدد
فما زاد حنون في الاسلام خردلة.
سلام جبار عطية
http://hossein-askari.com/wordpress/wp-content/uploads/islamicity-index.pdf

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

716 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع