د. خالد حنتوش
تركيا اليوم مصابة بهوس تطهير الذات من هذه الجريمة و أردوغان شخصيا بهستيريا الإبادة الأرمنية و لا أعرف ما الداعي لذلك؟ فكل ما عليهم هو الأعتراف و الأعتذار لأنها حدثت في زمن قبل زمنهم، و على أيدي أناس آخرين.
فالأنظمة تتغير و على الحكومة اللاحقة تراجع حسابات سابقيها.
المشكلة لدى الأتراك مستعصية، فهم بالإضافة الى رفضهم الأعتراف بهذه الجريمة فأنهم أدخلوا في مناهجهم الدراسية لأطفالهم مجموعة من المفردات التي تحض على الكراهية لكل ما هو أرمني، و يصفونهم بأبشع الأوصاف لكي يورثوا الجريمة و الدوافع للأجيال، فلا يحصل أعتراف و لا أعتذار، و هذا متوقع أستمراره للخمسين سنة القادمة. المشكلة الأخرى وضعوا قوانين جزائية و عقوبات تدين أي مواطن تركي يعترف بهذه الجريمة أو ينشر أو يُنصف الضحايا و لو بكلمة.
فتكميم الأفواه و التضييق على الإعلام يطال الجميع. التركي اليوم معبّأ ضد كل من يحاول فتح صفحة جديدة و طي صفحة الماضي بأي طريقة، و هذا سلوك للغالبية العظمى من الشعب التركي نتيجة لهذه السياسات. الهوس التركي بعظمته و تنقية ذاته لا يشابه سوى الهوس اليهودي و عقدة عداء السامية الصهيونية. سيبقى أردوغان يهذي و يصرخ و في المقابل ستتوالى الأعترافات بهذه الإبادة.
الحكومة العراقية اليوم مطالبة بالإعتراف بهذه الإبادة لأسباب عديدة لعل أهمها صدق القضية و لإنصاف الضحايا و لأن الشعب العراقي عانى الكثير من الإبادات كان آخرها إبادة النظام السابق، فنحن ضحايا للإبادة و علينا مواساة من عانى مثلنا...
و يمكنني إضافة أسباب سياسية كثيرة قد تكون حافزاً للحكومة العراقية للإعتراف بالإبادة، لعل أهمها ما تفعله تركيا من أحتلال لأراضينا و دعمها لعصابات داعش التي تشابهها في السلوك و كذلك تدخلها السافر في الملف العراقي، أمنياً و سياسياً.
تركيا هي داعش و داعش هي تركيا و من واجبنا أن ندافع عن أنفسنا بالوقوف مع الضحايا و لا نجامل الجلاد. فتركيا لن ترضى عنا و تريد احتلال المزيد من أراضينا و تسلط علينا كلابها و تحرضنا ضد بعضنا البعض...فهل آن الأوان لنرد اليها الصفعة؟ نعم، آن الأوان، و لدى الحكومة دعم شعبي كبير للإعتراف بالإبادة...و لتذهب تركيا الأردوغانية الى الجحيم، و ألف تحية مرة أخرى للألمان الشجعان.
د. خالد حنتوش
727 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع