حنين عمر/ كاتبة من ليبيا
غالبا ماتظهر بوادر التمييز بين الذكور والاناث أولا من قبل الاسرة، التي في الغالب لاترغب في مولود أنثى، وتقام الولائم والذبائح اذا صادف وانجبت ذكراً،
ولا يخفى على الانثى نفسها اذ تلاحظ تفضيل فاضح لشقيقها عليها داخل الأسرة ومن ثم يمتد للمجتمع ككل، فهو الوحيد دونها يسمح له بفعل كل شيء ودون رقابة، وهي مسموح لها بأشياء محدودة ومقيدة، توكل تربية الانثى للام في الاغلب لذلك فهي نسخه طبق الاصل عنها، كل ماتعلمه تلك الام لابنتها الطبخ وترتيب المنزل وترتيب نفسها لزوج المستقبل، تعلمها كيفية الرضوخ القصوى للزوج والمجتمع، وبعد ذلك تنتقل ملكية الانثى من الاب الى الزوج مباشرة، وأما عن تعليم الانثى فكثير من الاناث يتعلمن لأجل فرصة زواج جيدة وفي حالة تحصلت عليها قد تقطع دراستها وتعتمد على الزوج في كل شيء .
ويمكن الإشارة هنا الى أن استقلالية المرأة المادية مهمة جدا، وبها يمكنها انتزاع الكثير من حرياتها، المجتمع الليبي يعاني من المفاضلة بين الذكور والاناث ففيه تنازلت الانثى عن كل ممتلكاتها وحقوقها الانسانية ، فهي مخلوق مشوه تشعر بأنها تشكل عبئًا كبيرا على الاسرة والكل يعاملها على أنها شيء فرعي وليس اساسي بالاسرة اي أنها ضيف سيرحل في أي يوم، كل مايربطه بها هو مراقبتها ومراقبة سلوكها والخوف منها كثيرا ولا يهنأ له بال ولا بشعر ذكور العائلة بالراحة الا اذا قبروها، ولا يتردد الرجل الليبي عن قتل زوجته إذا نازعته على مقعد السبارة الأمامي.
لقد أسست الأديان لدونية ووضاعة الأنثى في العقول بشكل مريب ومع المناهج المتهالكه لم تفلح في تغيير عقليه الذكور والأغرب لم تتغير عقلية المرأة ذاتها إلا فيما ندر ، وأيضاً المجتمعات حول أحقية الانثى في كل شيء كالذكور تماما
بل أن الذكور والإناث أيضا قد شاركوا الاديان في الاستهانه بقدرات الأنثى واحتقارها، حيث عوقبت المرأة بتغطية رأسها كما لو كانت في الحداد في سفر التكوين، ومحرمه على الرجال عدا زوجها، ومحبوسة في البيت كالأسرى، وفي رواية أخرى كما جاء في التلمود: بأن المرأة لعنت بحيث تطيل شعرها، وتتبول وهي جالسة مثل البهيمة، ووعاء لزوجها، وفي الاسلام يحق للزوج أن يتزوج عليها، وأن يضربها إذا خاف نشوزها، وفرض الفقهاء عليها الحجاب كأنها بحداد، وإذا خافت هي من نشوز زوجها تتنازل له عن بعض أو كل مؤخر صداقها، وأيضا هو القوام عليها مهما بلغت قدراتها العقلية واستقلالها المادي عليه، وفي مكان أخر استنكر اﻹله أن يكون له الإناث بدلا من الذكور، "ألكم الذكر وله الأنثى" وفي مكان أخر"إذا قسمة ضيزى" وتعني" ضيزى" قسمة غير عادلة أي جائرة وظالمة وعوجاء، بل لم تنتهي لهنا بل مثلت الكتب الدينية وشبهت الانثى بالنجاسة وإنها ناقضه للوضوء " وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا"
ويمكن أن أشير بالنهاية هنا أن المجتمع الليبي قد يكون مجتمع أمومي بالاساس بعيدا عن الثقافات الوافدة لأن الحقيقة لهذه الساعة مازلنا نشير أحيانا للشخص بإسم أمه لمعرفته حيث نشير بالقول " ولد وبنت فلانه" ولا تعتبر اهانه بل مصدر فخر وسعادة.
1257 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع