ضياء تريـكو صكـر
إلى أمّـي وكلّ الأمهـــات وإلى كلّ سـيّدة مع خشــوعي لكلمة أمّ
قافُ القــوافي
أهـوَ النـدى أمْ كفـــُّـهــــــا هوَ أصدقُ إنّ النـّـدى مِنْ كفـــِّـهـــــا يتصـَـدّقُ
أهوَ السـّـــــــنا أم وجـــــهُ أمـّي بارقٌ إنّ السّـــــنا مِنْ وجــــهِ أمـّي يبـرِقُ
أُمـّـي، وهلْ للحـُـــبٍّ معنىً دونهـــــــا كاليـمِّ يجـــري حبــّــهـــــا، يتغــدّقُ
وبحـقِ مَنْ جـَعــلَ الحَـنانَ ترحمــــــــاً إنَّ الحــــــنانَ بحـضنـِهـــــــا يتألــَّـقُ
مِـــــــــدرارُ رزقٍ ثديـــُهـــــا لا مِنـَّـةٌ جــلَّ الكـرامُ بثديـِهــــــا، تســـترزِقُ
تحيي منابعـُــهــــــــا الخــــليقةَ كلـَّهـــــا والبِّــــرُّ حـــكمٌ بيننـــــا، مُـســـتنطقُ
ســـــهَرَت وما تعبت ولا يومــــاً أبت إلاّ بدمــــــــعٍ للعــــــــليلِ يُرقــــرِقُ
رقراقُ طـُهـْــــــرٍ حـَمـلـُهــا بمشـــــيمةٍ نِعْـــمَ الوضــوءُ إذا الوليــدُ موسـَّـــقُ
خَصِبَ الثرى بعطائِهــــا، إن قطـّرتْ فالخِـصْــبُ ينمو والجَـــنائنُ تــُـــورِقُ
والعـطفُ بعضٌ مِن ربى آياتـــــهــــا، وحــنانـُهـــــا مِنْ فطــــرةٍ يتـدفـَّـــقُ
وإذا جمعــــنا فيضَ ســـــمحٍ عندهـــا كـُـنـّا على بحـــرِ السَــــــماحةِ نغرقُ
أمـّـي وإنْ زانَ البيـــــاضُ مفــــارقــــاً فالحِـــــلمُ يحــــبو والوقـــــــارُ يعــانقُ
مــــــا أغمضـَـت عـَــيناً تراقبُ بابـَـنا فلعـلَّ ابنـــاً أو خليـــــــلاً يطـــــرقُ
مـــــــرَّ الكـِــرامِ نمــرُّ حيــنَ لقائـنــا وكأنَّ واحــــدَنا بليـــــــدٌ أحـــــــمَقُ
وألذُّ مِنْ شَـــهْـدِ الرضابِ عــناقـُهـــا فدموعـُهـــــــــا فبكـــــاؤها المتأنـِّـقُ
وأجلُّ مِنْ خـُشـُـــعِ الصلاةِ دعـاؤها مــا كـانَ مِنْ ذاكَ الدعـــــــاءِ تملـُّـقُ
إنْ أوصَدتْ دنيــــــا لنا أبوابـَــهـــــا أمّـي، فبابَــكِ ننتخـي، لا تـُـغـــــلقُ
نطقت إذا الكلمـاتُ حقاً أنصـَـفـَتْ بتّمْ، ووا أسَــفي، شـــموعاً، تـُحرَقُ
قافُ القوافي أنتِ، أمّـي، درُّهـــــا وكأنـّهـــا في راحـِـــكِ الإسْــــــــتبرقُ
فتباركَ الرحـــــمنُ في قدرٍ لهـــــــا جعــــلَ الجنـــانَ بعـِطـرِهـــــا تتعبقُ
دارت بنـــا الأيـــــامُ واحـــتدّ النوى فكرهـتُ دمعي، بئسهـا، لا تنطقُ
قــــــالوا أتانـــا العيـــــدُ هيـّــا نحتـفي كذّبْـتهـــــم ونــواحُ أمـّي أصـْــــدَقُ
كيفَ احـــتفائي والبحــــارُ وصــــالـُنا أمـّي، وكفـَّــكِ في النـّوى لا ألعـَــقُ
بلْ كيفَ عـيدي واغـترابي مُـثكـِلٌ والغـربُ يبكي نوحــَهـــا والمشـــرقُ
ويخونني التعـبيرُ في حبــّي لهـــــــا والعـــذرُ لي أنـّي أنـــا المتشــــــوِّقُ
فلعلَّ فصـحــاً في الحـديثِ مرتــَّبٌ ولعلَّ شــِـــعــراً للكــليــــــمِ منمـَّـقُ
فبأيِّ عــــذرٍ جئتُ معـــتـذراً لهــــا ؟ قدْ كـانَ صـمتي في النوى يتمنطـقُ
ونلومُ في غـــــدرِ الزمــــــان نوائبـاً وعــزاءُ أمـّي في وصــالٍ يُخـْــــــرقُ
أنـّــــى لبـِــــرٍّ يرتــقي لأمـــــومـــــةٍ وبرفقِـهـــــا كـلُّ الخـوافقِ تخـــفقُ ؟
ضياء تريـكو صكـر
862 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع