لا نجاح لمواجهة الإرهاب ........إلا بمقاربة وطنية جديدة

                                     

لا نجاح لمواجهة الإرهاب ........إلا بمقاربة وطنية جديدة

مجزرة جديدة حصدت أرواح أبرياء يتبضعون للعيد في حي الكرادة ، والإرهاب لازال سيد الموقف يختار الهدف الذي يريد ويضرب ضربته في الوقت والمكان الذي يشاء والحكومة كسابقتها عاجزة ، هذه ليس حادثة منعزلة كي نختصر السبب بخرق أمني أو قصور في الاستخبارات أو غير ذلك، إن تواصل هذه الهجمات الارهابية على مدى أحد عشر عاما وتحديدا منذ أن أبتلي العراق بحزب الدعوة الطائفي المتخلف دليل على فشل عام ، رغم إنفاق مليارات الدولارات ووفرة الدعم الدولي غير المسبوق ،  ومن مؤشرات الفشل والعجز وضيق الأفق أن تكرر حكومة حيدر العبادي نفس السياسات والتدابير الخاطئة والتي ثبت فشلها في وقف شلال الدم على مدى عقد من الزمن ، بل خطت خطوة أخرى للخلف بإصدار التعليمات لتنفيذ أحكام الاعدام رغم قناعة الجميع بأن هناك العديد من المحكومين الابرياء الذين ينتظرون منذ سنوات هم وعوائلهم تشريع قانون العفو كي يطلق سراحهم . وبذلك تقدم الحكومة خدمة كبيرة للإرهاب الذي يعتاش على الاحتقان الشعبي الذي يسببه الظلم والقهر والفساد.
التحقيق بالجريمة ، ملاحقة المقصرين ، مراجعة التدابير الامنية ، كل ذلك مطلوب لكنه لم يعد يكفي للقضاء على آفة الإرهاب ، إنه ترقيع محدود لشق هائل أصاب البنية العراقية في جميع مجالات الحياة ما يستدعي مراجعة منهجية منصفة وعاجلة تتجاوز المراجعة الامنية وهي ضرورية الى مراجعة شاملة للسياسة والاقتصاد والقضاء والاجتماع ....الخ ، لقد تأكد للجميع بعد ثلاثة عشر سنة من حكم بائس حيث العراق يتآكل والعراقيون ينزفون إن الحل الامني وحده لا يكفي والحاجة باتت ماسة لنظام حكم رشيد ، لحكومة ناجحة تستقطب ثقة العراقيين، يلتفون حولها ويشاطرونها المسؤولية  في مهمة مكافحة الإرهاب.
لا أمل في الطغمة السياسية الملوثة بالظلم والفساد والتخلف والطائفية والتبعية للأجنبي ولا مفر من الرهان على شعب العراق صاحب المصلحة الحقيقية بالتغيير نحو عراق ناجح خال من العنف والارهاب، عليه أن يتحرك ويطالب بالتغيير ومهما كانت التحديات عليه أن يعقل ويتوكل على الله ولا يخشى في الحق لومة لائم ...
هذه الجريمة النكراء لا ينبغي أن تمر بسلام كسابقاتها ولابد من قصاص عادل للإرهابيين الذين خططوا ومولوا وجهزوا وسهلوا تنفيذ الجريمة وهناك منهم العديد من اصحاب القرار والمسؤولية في الأجهزة الأمنية والحكومية، أما العوائل المفجوعة فعليها أن تقاضي حكومة حيدر العبادي وقبله نوري المالكي  وطنيا ودوليا بقصورهم الواضح في حماية أرواح العراقيين وممتلكاتهم ومصالحهم قدر تعلق الأمر بالمسؤولية الوظيفية باعتبارهم المسؤولين التنفيذيين عن الملف الامني وكونهم يشغلون منصب القائد العام للقوات المسلحة ، وعلى المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية أن تتحرك في هذا الاتجاه أيضاً.
رحم الله شهداء العراق وأنعم على الجرحى بالشفاء العاجل، اللهم أنزل بأسك وغضبك على القوم الظالمين، اللهم أنزل السكينة والصبر والسلوان على العوائل المفجوعة، اللهم آمين.
إنا لله وإنا اليه راجعون.

 الامانة العامة
الحملة العالمية للتضامن مع الشعب العراقي (تضامن)
٢٩/ رمضان/ ١٤٣٧
٤/ تموز/ ٢٠١٦ 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

831 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع