لانه جلال چرمگا
في زمان غير هذا الزمان و في مكان غير هذا المكان و لكن في وقت مثل هذا الوقت من السنة كُنَّا نرى و نسمع و نتذوق غير الذي يحدث الآن !
كُنَّا ننتظر شمس العيد ان تستيقظ من نومها باكراً و تغزل علينا ذهب خيوطها حتى يبدأ عيدنا بثياب ملونة حلويات شهية و ضحكاتٍ من القلب و فرحة تلامس السماء و تحتضن الغيوم .
لم تكن تشبه غيرها من الأيام كأن هالة من الفرح وألوان الطيف تحيط بها ، كل تفصيلة فيها لها طعم يختلف عن كل شيء ، طعم الحلوى حُلًوٌ جداً ، حُضن امي و جدتي دافئ جداً ، رائحة ابي و اخوتي قريبة جداً ، أصوات الجيران و بائعي الحلوى يطرق قلوبنا قبل المسامع، كل الأشياء من حولنا مُبْهر و يَشْعُ نوراً و بهجةً. كان إحساسه أشبه بمنطادٍ ملون يحتضننا جمعياً و يطير بِنَا عالياً لدرجة تمكننا من رؤية الفرح في قلوب الناس من فوق .
و لكن الآن! كبرنا و كبر العيدُ معنا و كبرت هالته لدرجة انها ماعادت تتسع لسبعة ألوان و إنما اختصرت لوناً واحداً و احساساً واحداً و هو الحزن !
أينما كُنَّا سواءً في حضن الوطن ام خارجه ، باتٓ للعيد لونُ باهت و طعم خالي من السكر و احساس لايعلو سقف غرفنا، مهما حاولنا ان نخفف من عبء هذا المنطاد لكي يرجع من جديد يحتضننا و يعلوا بِنَا مهما فعلنا فلن يستطع أن يلامس حتى أغصان الشجر !
لم نعد نستيقظ باكراً لننتظر أشعة شمسه حتى نلبس ثيابنا و نأكل الحلوى و نلمسُ فرحتهِ.. لم نعد نرى هالته الكبيرة و لم نعد نحسُ بوجوده .. كُل الأيام فقدت حضورها فكيف بالعيد ان يبقى على نفسه!!
باتت اوطاننا جريحة ومليئة برائحة البارود و الدم و دموع الأمهات و البنات، عندما يلبسُ العيدُ ثوبَ الحداد فماذا ترك لبقية الأيام .؟
عندما أصبح العيد غير سعيد فمتى بالسعادة ان تأتي إن لم يكنُ في العيد .؟
حين يفقد الفرح نفسه و تفقد الأشياء قيمتها و بريقها عندها نكون قد كبرنا و كبر العيد معنا لإننا لانكبر مع الزمن ولكننا نكبر عندما تموت الأشياء بداخلنا، وقتها سوف نعيدُ التفكير بمقولة ((عيد سعيد)).
858 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع