ايمان البستاني
لم تكن علاقتي يوماً طيبة بجهاز التلفاز ......يصدف ان اشاهد فلم كل حفنة سنين ولكن ما ان اختار شيئاً للمشاهدة الا انه يعلق في ذهني للأبد وتكون لي معه حكاية
الأمر هذه المرة حدث قبل عشر سنين من الأن حين جلست اشاهد فيلماً اجنبياً , لم التقط اسمه او عنوانه او حتى اي اسم لممثل فيه, على مدى عشر دقائقه الأولى كان ما فهمته من الفلم بأنه يحكي عن ارملة لها ثلاث اطفال صغار في بلدة صغيرة يزورها كل من له مشكلة لتقرأ له الطالع عن
طريق قرائتها لكارتات خاصة لتمتعها بقوى خفية تجعلها ترى الاحداث التي مرت او التي ستمر رؤية العين المجردة وكأنها تشاهد لقطة سينمائية
تذهب الارملة لمدرسة اطفالها للقاء المديرعلى خلفية شجار تورط فيه ابنها البكر , وسط الحديث مع مدير المدرسة الهادئ الطبع والمتعاطف معها كونها تقوم بمهام الأب ايضاً تدخل المكتب خطيبة المدير و تبدو فتاة لعوب وبنبرة اهانة تطلب من الارملة ان تقوم بالتنبؤ لها لمستقبل زواجهم بأعتبارها عرافة البلدة
هنا في هذه اللحظة ترائ للارملة ان خطيبة المدير تقف وسط مياه غطت قدميها والدماء تسيل منها , لم تبوح لهم بشيء مما رأت و غادرت المكتب على عجل
و فجاءة طبعا ً جاءني صوت زوجي يرعد بتغيير القناة فوراً , وبالفعل استجبت لمطلبه لمعرفتي الاكيدة بأنه لا يهوى هكذا نوع من افلام وجلست متأففة اتابع معه نشرة الأخبار تاركة فرصة ذهبية لمتابعة احداث شيقة كانت ستحدث
مضت كل هذه السنين جازمة بأنه لا امل لتكملته , لأستحالة البحث عنه لجهلي التام بكل شيء عن هويته , اليوم بالذات ولاستبدال ضجر الظهيرة بمشاهدة فلم , كتبت في محرك البحث كوكل هذه العبارة باللغة الأنكليزية (ما اشهر افلام التي تعالج ظاهرة خوارق الطبيعة) فظهرت قائمة افلام ليس لها اول ولا اخر , اخترت منها لا على التعيين فلم ولا اعرف لماذا اخترته حتى كان يبدو بوستر الفلم كئيباَ لكني ما ان ضغطت على زر المشاهدة
وبعد عشر دقائق ظهرت اللقطة نفسها لأقدام خطيبة المدير غارقة بالماء والدم ....إذاً الفلم هو نفسه الذي لم اوفق بمشاهدته في المانيا والذي بقى حبيس تفكيري تبين انه تحت يميني الأن و امام عيني وما من احد يطلب مني تبديل القناة وان اسمه
.... ( The Gift )....
اي الهدية وهو انتاج امريكي عام ٢٠٠٠ والحائز على جائزة سارتر الخاصة بأفلام الرعب و من بطولة الممثلة الاسترالية ( كيت بلانشيت ).... عشر سنين مرت ربما اكثر , وكنت كلما تذكرته حقدت اولاً على زوجي لولعه بمتابعة نشرات الأخبار التي خسرتني الكثير واتسأل مع نفسي ترى ماذا حل بخطيبة المدير اللعوب ؟ هل كانت ستموت قتلاً ام غرقاً ؟ طيب لماذا تُقتل ان صدقت الارملة ؟ ومن له يد في الجريمة ؟هل الارملة حقاً تتمتع بقابلية تعرف بالوسطاء ؟ ما نوع هذه الكارتات التي تستخدمها ؟ فلم يثير شهية الفضول لأبعد مدى
وبعد ان شاهدته اليوم بقيت كل لحظة اسأل نفسي ....أيعقل هذا ؟ طيب لو جلست قرناً كاملاً لن اوفق في التوصل لوحدي لأسم الفلم ؟ هل كان فيلم الهدية حقاً حاملاً اسمه معه ؟......هل السحر في الاسم اذن ؟ ام السحر في اللحظة ؟....... يقال ان هناك لحظات ان تمنيت فيها شيئاً تحقق...... ترى ماذا لو كنت تمنيت لحظتها مليون دولار ؟؟؟؟
في آمان الله
837 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع