شامل الحيالي
تجدد الحديث عن صاحب المطرقة التي هوت على تمثال صدام في ساحة الفردوس عند الاجتياح الامريكي للعراق واحتلال العاصمة بغداد عام 2003
فقد عرضت الكثير من القنوات اليوم برامجا عن تقرير (شيلكوت) بخصوص تورط رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير في غزو العراق..
وكان من ضمن التقارير فلما وصورا عن حامل المطرقة الكبيرة وهو يهوي بمطرقته وبكل قواه على الصنم وكذلك وردت مقالات في بعض المواقع الالكترونية تتحدث عن تصريحات تنم عن ندم كاسر الصنم السيد كاظم الجبوري على فعلته مطالبا بمحاكمة المجرمين بوش وبلير كمجرمي حرب
ان المعرفة القديمة التي قاربت النصف قرن والسمعة الطيبة وحسن الخلق التي التصقت بابناء عائلة الجبوري المرحوم الاستاذ شاكر والاستاذين فاضل وحمزة حفزتني للخوض في هذا الموضوع اضافة الى الندم الذي ابداه شقيقهم السيد كاظم على فعلته بعد عامين منها ومن الاحتلال حسب ما نقلت عنه صحيفة الغارديان وحسب تصريحه شخصيا لقناة بي بي سي البريطانية في برنامج بثته قبل سنين وهو يتحدث عن ندمه بعد ان اتضحت له صورة العملاء الانذال الذين جلبتهم امريكا من مواخيراوربا وازقة قم وطهران ودمشق
يقول الجبوري الذي كان يعمل مصلحا للدراجات النارية انه قام بتصليح دراجة نارية لعدي ابن صدام ولم يدفع الاخير اجور التصليح فحصلت مشادة معه فسجن الجبوري على اثرها عشر سنوات 1986 - 1996
واني وان كنت لا اعلم تفاصيل التخاصم المذكور الا اني لا استبعد ان يفعل نظام صدام ذلك وربما تلك الحادثة وما نتج عنها من ظلم تعرض له كانت واحدة من الاسباب التي دفعته لتحطيم الصنم, وعلى كل حال لا يلزم من نقل قول احد تزكيته او موافقته ولكن لاضير من تفهم اقواله وافعاله خصوصا اذا قام بمراجعة الحق فهو خير من التمادي بالباطل
ففي خضم هذه الاحداث الماساوية تتكشف الحقائق وتنجلي الشكوك ولم يعد لعملاء الامريكان ومطايا ايران المجوسية الا بقايا من عقول مؤجرة وانفس تعشق الهوان يكتبون هنا وينافحون هناك وينظرون بعين امريكا وحلفائها الاوربيين والعربان ويسمعون باسماع ايران الشر ليصوروا الحقائق بالمقلوب بمحاولات يظنون انهم يسترون بها عورات سلطات المنطقة الخضراء واحزابها العميلة ومواقفها المتردية في تحريف للوقائع فاضح وهزيل مخصص لاستهلاك جمهور محدد يسرحون في شعاب الباطل ويتيهون في سراديب الضلال اعمتهم دنياهم وفتنهم هواهم
ومن البلية عذل من لا يرعوي **** عن غيه وخطاب من لا يفهم
ولكن ليظهرن الله الحق ولو بعد حين والخائن مصيره الخزي والعملاء وحشودهم الطائفية التي فرضتها امريكا وتحميها جوا وبرا وبحرا سيدحرها اهل العراق باذن الله مهما طال الزمن والعبرة بالنهايات فسنة التدافع قائمة الى يوم الدين (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)
ان ندم الجبوري على فعلته يتجسد في مقولة احد الحكماء المعاصرين رحمه الله (الامم تُربّى بالاحداث) فحوادث القتل والعنف والذلة والمهانة واغتصاب الثروات وقوانين جائرة باسم مكافحة الارهاب ونشر الخرافات والرذائل ومحاربة الفضائل بل على رأس كل تلك الاحداث احتلال البلد كل واحدة منها كافية ان ترّبى الامة وان لم تتعظ وتتعلم فلن تجد هذه الامة الا الهلاك وليكن ندم الجبوري عبرة لمن لازال ماضيا في غيه يريد للحقائق ان تكون مغيبة وللخرافات والاكاذيب ان تأخذ محل الصدارة منافحا عن هذه العصابة التي سلمها اسيادها الحكم بعد ان انكشفت معادنهم الرديئة.
4803 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع